الساعة 00:00 م
الإثنين 06 مايو 2024
22° القدس
21° رام الله
21° الخليل
25° غزة
4.66 جنيه إسترليني
5.24 دينار أردني
0.08 جنيه مصري
4 يورو
3.72 دولار أمريكي
4

الأكثر رواجا Trending

قنابل وصواريخ غير متفجرة.. خطر يداهم حياة الغزيين

عدنان البرش .. اغتيال طبيب يفضح التعذيب في سجون الاحتلال

خاص بالصور موسم الزيتون.. سنة "شلتونية" وغير مبشرة بانتظار مزارعي قطاع غزة

حجم الخط
موسم الزيتون
غزة - أحلام عبد الله - وكالة سند للأنباء

ينتظر مزارعو أشجار الزيتون في قطاع غزة هذا العام، موسمًا ضعيفًا بحوالي ثلاثة أضعاف، مقارنة بالكميات المنتجة من الزيتون بمختلف أنواعه العام السابق؛ ما يؤثر على المزارعين ماليًا ويُكبد بعضهم خسائر كبيرة نتيجة ضعف الإنتاج وارتفاع التكاليف.

وعادةً ما يبدأ موسم قطف ثمار الزيتون في فلسطين كل عام، في شهر أكتوبر/ تشرين أول، ويمتد حتى نوفمبر/ تشرين الثاني، إذ يُباشر المزارعون بالقطف بعد أول شتوية في الموسم المعروفة بـ "تصليبة الصليب".

و"صلّب الصليب"، تعني في الموروث العربي، بدء موسم قطف الزيتون بعد هطول زخات المطر، حيث تُغسل حبّات الزيتون بالمطر، فيصبح ناضجًا غنيًا بالزيت، ولا جدوى من تأجيل قطافه.

والمتعارف عليه في مواسم قطف الزيتون، أنها تتراوح ما بين سنة "شلتونيّة" يكون فيها إنتاج الزيتون قليلًا، وسنة "ماسية" ويكون فيها الإنتاج غزيرًا ومبشرًا للمزارعين.

وبحسب المعطيات التي اطلعت عليها "وكالة سند للأنباء" من وزارة الزراعة الفلسطينية، تبلغ المساحة الإجمالية لحقول الزيتون نحو 50 ألف دونمًا، منها 42 ألفًا من الأشجار المثمرة، و8 آلاف دونم تحتوي أشجار حديثة الزراعة وغير مثمرة.

ويترقب المزارع السبعيني محمد العبيدية من غزة، بفارغ الصبر موسم القطاف كعادته منذ 40 سنة عمل خلالها في زراعة الزيتون، إلا أنه يعلم مسبقًا _تبعًا لخبرته_ بأن إنتاج أرضه سيكون هذا العام ضعيفًا مقارنة مع الموسم السابق.

300231651_850871192545105_4072203261309834111_n.jpg

310564946_1114262209206713_8833655255885842547_n.jpg
 

ويزرع العبيدية 14 دونمًا بأشجار الزيتون، يقول إنه يعمل على حراثتها والاعتناء بها، على مدار العام، ليُجني ثمار تعبه في موسم الزيتون السنوي.

‏ويُشير إلى أنه يستخدم السماد الطبيعي لتسميد أرضه، ويتجنب استخدام الكيماوي حفاظا على خصوبة تربته، وخلال فترة قطف الزيتون يتفرغ ضيفنا للموسم ويُجهز مستلزمات القطاف، ويشّد رحاله إلى أراضيه، برفقة عدد من العمّال لمساعدته في جنّي ثمار الزيتون وفرزها.

ويُضيف لـ "وكالة سند للأنباء": "لا أستخدم العصا مطلقا في موسم قطف الزيتون، بل أعتمد على قطف الثمار باليد، فاستخدام العصا في القطف، يفسد الفروع الصغيرة الضعيفة، التي ستعمل على حمل الزيتون العام القادم، وبالتالي سيضعف إنتاجه".

وفي إشارة لمشقة العمل في قطف الزيتون يصف حالهم بالمثل القائل: "الزيتون زيته طيّب ولقاطه يشيّب".

ويعتبر "العبيدية" أرضه من الأراضي الخصبة، التي تحمل نصف إنتاج السنة الماسية أو أكثر، خلال السنة الشلتونية، مشيرًا إلى أنّ أرضه تنتج صنف "النبالي"، ويستخدمه للعصر واستخراج الزيت.

‏وعن إنتاج أرضه هذا العام يتحدث المزارع "أنتجت الأرض العام الماضي 50 تنكة زيت، ولكن بسبب توقعات ضعف الإنتاج هذا العام، فأتوقع انخفاضها إلى النصف".

314630010_805975963997238_4621692444914240376_n.jpg
 

موسم غير مبشر..

أما المزارع عبد الرحيم القريناوي، فيزرع في أرضه ستة دونمات بأشجار الزيتون، ويحرثها مرتين في العام، ويُبيّن إلى أنّه يقوم بتسميد أرضه سنة بعد أخرى بالسماد العضوي، ومرة في العام بالسماد الكيماوي؛ للقضاء على الحشرات التي تتلف الثمار".

ولأشجار الزيتون أنواع كثيرة، لكن القريناوي يُفضّل زراعة أرضه بنوع الـ K18، ويشير في حديثٍ مع "وكالة سند للأنباء" إلى أنّ الكمية المزروعة لديه يحوّلها سنويًا للمعاصر لاستخراج زيت الزيتون منها.

"سنة شلتونية والأرزاق عند الله"، بهذه الكلمات أجاب القريناوي على سؤالنا عن توقعات الإنتاج هذا العام، موضحًا: "غالبًا ستُنتج الأرض 2.5 طن من الزيتون، مقارنة بـ 6 أطنان العام السابق (..) تخيلوا حجم الخسارة!".

لا تختلف ظروف ضيفنا، عما يعيشه التاجر أسامة فتوح الذي بدأ حديثه مع "وكالة سند للأنباء"  بوصف الموسم بأنه "غير مبشر"، قائلًا إنّه "منذ 7 سنوات أتعهد مساحات لزراعة الزيتون، وجني ثماره، وبيعها للأسواق".

ويلفت إلى أنّ "شجر الزيتون لم يحمل ثمارًا مثل العام الماضي، فالأشجار التي من المفترض أن تعطي 10 أطنان من الزيتون، ستعطينا هذا العام 2  طن فقط".

‏ويتابع أسامة فتوح أنّه "كل عام يتعهد ما يقارب 30 قطعة أرض يقوم بجني محصولها، أما هذا العام لم أجد سوى 5  قطع من الأراضي التي ممكن أن تنتج ثمارا من الزيتون".

300231651_850871192545105_4072203261309834111_n.jpg
 

أرقام من وزارة الزراعة..

ويزرع الفلسطينيون في أراضيهم بقطاع غزة، أنواع من أشجار الزيتون، أشهرها "السُري، والشملاني، والسوري، والـ K18"، إضافة إلى أصناف أخرى، مثل الكرافتا والنبالي، وهي أقل وفرة.

ويقدر المتحدث باسم وزارة الزراعة الفلسطينية محمد عودة، في حديثٍ مع "وكالة سند للأنباء" أنّ يكون إنتاج موسم الزيتون في غزة لهذا العام ما بين 9 آلاف و10 آلاف طن، واصفًا الموسم بأنه "أقل من المتوسط".

ويعزو عودة أنّ تراجع الإنتاج هذا العام إلى ظاهرة معروفة "المعاومة" وهي أن الزيتون يختلف إنتاجه من سنة لأخرى، فيما يعرف بـ تبادل الحمل".

‏وينوه إلى أنّ أشجار الزيتون، شهد السنة الماضية، موسمًا غير مسبوق في السخاء، على فلسطين بشكل عام، وعلى قطاع بشكل خاص، حيث أنتج 40 ألف طن من الزيتون، ما يعني أن التراجع هذا العام يُقدر بنحو 3 أضعاف.

وأفاد المتحدث باسم وزارة الزراعة، أنّ أصناف "السري والشملاوي، والـ K18، تستخدم لاستخراج زيت الزيتون في قطاع غزة، فيما تستخدم أنواع الكلماتا، والـ K18، والسري والنبالي، للكبيس والتخليل.

‏وبحسب ما جاء في حديثه فإن "سكان قطاع غزة يقومون بتخليل ما نسبته من 25 إلى 30% من 10 آلاف طن المتوقع إنتاجها هذا العام، فيما تُرسل بقية الكمية إلى المعاصر لاستخراج زيت الزيتون".

‏ويوجد في قطاع غزة 40 معصرة زيتون منها، 32 معصرة أتوماتيكية، وست معاصر، نصف أوتوماتيكية، بالإضافة لمعصرتين تعملان على نظام الحجر القديمة"، وفق "عودة".

300638400_617238333113701_6039190969348467917_n.jpg

311227936_3161186614193506_8214775221365719856_n.jpg

من جهته يؤكد الخبير في زراعة الزيتون فارس الجاني أنّ زيت الزيتون يحظى بمكانة كبيرة لدى العائلات الفلسطينية بحيث يتم استخدامه كمادة غذائية أساسية ويومية، فضلا عن فائدته العلاجية والتجميلية.

‏ويُضيف الجاني لـ "وكالة سند للأنباء" أنّ إنتاج زيت الزيتون في فلسطين يقدّر هذا الموسم بـ 12 ألف طن فقط، فيما كان العام الماضي 23 ألف طن من زيت الزيتون.

لكنّه يُشير إلى وجود مخزون من العام الماضي من زيت الزيتون، ما يعني أن فلسطين لن تحتاج إلى استيراد زيت الزيتون لتغطية احتياجاتها.