حملة "يلا نقزدر على الزيتون"، هي مبادرة مجتمعية شارك فيها عشرات الصحفيين، وتأتي في سياق دعم مزارعي الزيتون في منطقة عبسان الكبيرة شرق خانيونس جنوب قطاع غزة.
وتأتي هذه الحملة في وقت بدأ المزارعون في غزة بقطف ثمرة الزيتون، وسط أجواء فلسطينية بامتياز، وطقوس سنوية جميلة تضيف للموسم نكهة وسمتاً مميزاً رغم الفقر، وتداعيات الحصار.
مبادرة داعمة
رئيس بلدية عبسان الكبيرة الدكتور محمود أبو دراز قال، إن زيارة الصحفيين لمنطقة عبسان الكبيرة لها أثر بالغ عليهم، حيث تشجعهم على تسويق منتجهم للمجتمع المحلي، وحثهم على الإقبال على شرائها.
ويضيف أبو دراز لـ "وكالة سند للأنباء"، أن الإقبال على شراء منتجات المزارعين يوفر حياة كريمة للمزارعين، ويشعرهم بثمرة جهدهم خلال العام، ومشاركة الصحفيين بهذا الجهد يؤكد أن الإعلام له أثر بالغ في عملية التنمية.
ويلفت إلى أن زيارة الصحفيين هذه تأتي ضمن سياسية منح منتج الزيتون في عبسان الكبيرة "علامة تجارية".
المحصول الأول
وفي هذا السياق، يؤكد أبو دراز أن بلديته أولت اهتماماً كبيراً لموسم قطف الزيتون منذ 4 سنوات، حيث يحتل المرتبة الأولى على محاصيل ومنتوجات زراعية أخرى؛ لأنه ملائم لطبيعة التربة، وطبيعة المياه.
ويضيف أنَّ توجيه شرائح المجتمع لزيارة مزارعي الزيتون هي مرحلة من بين مراحل عدة تبذلها البلدية بالتنسيق مع وزارة الزراعة قبل الوصول لمرحلة القطف.
ويسبق هذه المرحلة، مرحلة متابعة عملية استخدام المبيدات بطريقة آمنة وملائمة، إلى جانب تشجيعهم على استخدام الأسمدة المفيدة للشجرة والطبيعية، وفقاً لأبو دراز.
ويوجد في منطقة عبسان الكبيرة 20 ألف شجرة زيتون، حيث من المتوقع أن تشهد زيادة مطردة خلال السنوات المقبلة، بحسب البلدية.
وأخرت وزارة الزراعة موسم قطف الزيتون حتى 15 أكتوبر/تشرين أول، للحفاظ على جودة المنتج.
وتقع بلدة عبسان الكبيرة في جنوب شرق قطاع غزة وفي الناحية الشرقية لمحافظة خانيونس، وتتبع إداريا المحافظة ذاتها وتقع على حدود الخط الأخضر لعام 1948.
معصرة حديثة
ويوجد في منطقة عبسان الكبيرة معصرة زيتون حديثة بتمويل من تركيا، وتمتاز بجودة آليات الإنتاج.
وفي هذا الصدد، يقول رئيس بلدية عبسان الكبيرة إن المعصرة تقوم على إنتاج زيت زيتون بجودة عالية جداً، وفقاً للفحص المخبري الذي تجريه وزارة الصحة والزراعة في كل موسم.
ويضيف أبو دراز، "استطاعت عبسان أن تنتج أعلى درجات إنتاج الزيوت المعروفة عالمياً، والذي يطلق عليه "البكر الفاخر".
وهنا، يناشد الجهات المختصة لتقيل استيراد الزيت المستورد، والعمل على تصدير الزيت المحلي؛ لجودته، وقدرته على المنافسة العالمية، على حد قوله.
تسويق منتجات المزارعين
ويقول رئيس مجلس إدارة مركز بناء الشبابي عوني أبو إسماعيل، إن المبادرة هدفت لدعم المزارعين في منطقة عبسان الكبيرة والوقوف معهم، وتشجيعهم سيما في ظل الظروف المعيشية الصعبة".
ويوضح أبو إسماعيل في حوار أجراه مع "وكالة سند للأنباء"، أنهم أرادوا من خلال مشاركة الصحفيين في المبادرة هي أن يساهموا في دعم المزارعين من خلال إجراء مقابلات معهم عن موسم الزيتون، وتصويرهم أثناء العمل، والعمل على مساعدهم على الترويج لمنتجهم من الزيتون وعصيره.
ووفقاً له فإن الهدف من هكذا خطوة هو لفت أنظار المجتمع المحلي والتجار لهذه المنطقة المهمشة، لحثهم على الإقبال على منتجات مزارعي الزيتون في عبسان؛ لجودة المنتج، ومنافسته، لافتاً إلى أن زيت الزيتون في عبسان يمتاز بجودته، نتيجة للتربة الطينية التي تساعد على ذلك.
الإعلامي رائد حماد، أحد المشاركين بحملة "يلا نقزدر على الزيتون"، يقول، إنَّ دعم المزارعين في المناطق المهمشة كمنطقة عبسان الكبيرة، وتشجيعهم، هي قيمة وطنية، وضرورة إنسانية.
ويشير حماد، إلى أنه ساهم بجانب زملائه الصحفيين، والمصورين، ونشطاء مواقع التواصل الاجتماعي على إبراز جودة زيت زيتون عبسان، للمجتمع المحلي.
ويقول أثناء حواره مع مراسل "وكالة سند للأنباء"، "نحن فرحون وسعيدون جداً في عملنا؛ لأننا نشعر أننا نقف مع شريحة منتجة وصابرة".
من جانبه، أثنى المزارعون على زيارة الصحفيين لأراضيهم بالتزامن مع قطف الزيتون، ودعوا لمزيد من هذه الزيارات المهمة.
ويقول المزارع أبو أحمد، إنه يعمل منذ 5 أيام على "جد الزيتون" مع عائلته، حيث يأمل أن يتكلل تعبه ومشقته طوال العام بالربح الوفير له.
وتمتاز منطقة عبسان الكبيرة بجمال جغرافيتها، وبساطة مزارعيها، حيث تشتهر في فصل الشتاء بحصد موسم الزيتون، والبازيلاء، واللوز الأخضر.
أما في فصل الصيف فتشتهر المنطقة بحصد محصول البامية، والزيتون، والصبر، والتين.
وفي عام 2014 جرف الاحتلال الإسرائيلي ما يفوق 13 ألف شجرة زيتون في المنطقة الشرقية لخانيونس جنوب قطاع غزة، الأمر الذي كبدَّ المزارعين خسائر جسيمة انعكست بالسلب عليهم حتى الآن.