الساعة 00:00 م
الأحد 05 مايو 2024
22° القدس
21° رام الله
21° الخليل
25° غزة
4.66 جنيه إسترليني
5.24 دينار أردني
0.08 جنيه مصري
4 يورو
3.72 دولار أمريكي
4

الأكثر رواجا Trending

قنابل وصواريخ غير متفجرة.. خطر يداهم حياة الغزيين

عدنان البرش .. اغتيال طبيب يفضح التعذيب في سجون الاحتلال

موسم الزيتون في الضفة.. بين ضعف الإنتاج هذا الموسم واعتداءات المستوطنين

حجم الخط
الزيتون.png
نابلس – وكالة سند للأنباء

بفارغ الصبر، ينتظر الفلسطينيون موسم الزيتون من كل عام، فهو "أبو المواسم" بل هو أهمّ المواسم الزراعيّة في فلسطين، ويشكل مصدر دخل لآلاف العائلات الريفية.

وفي هذا العام، تشير توقعات الخبراء إلى ضعف الانتاج ونقصه عن المعدل السنوي، الأمر الذي يعني بالنسبة للمزارع تراجعا في العوائد المتوقعة يأمل في تعويضه من خلال بيع محصوله بسعر عادل.

وقدّرت الزراعة حجم الإنتاج لهذا الموسم بحدود 12 ألف طن من الزيت، منها 10 آلاف طن بالضفة وألفي طن بغزة، وهذه التقديرات تحددها الوزارة بالتنسيق والتشاور مع جهات عديدة، من بينها مجلس الزيت والزيتون الفلسطيني.

ولتسليط الأضواء أكثر على موسم الزيتون في الضفة الغربية، التقت "وكالة سند للأنباء"، مع المدير العام لمجلس الزيت والزيتون فياض فياض، الذي يؤكد لنا أن هذا الموسم يعتبر من المواسم ذات الإنتاج الضعيف.

ويقول فياض: "بلغ إنتاج العام الماضي 36 ألف طن من الزيت، وكان عاما ماسياً بشكل استثنائي لا يقاس عليه، بينما العام الحالي عام شلتوني لا يقاس عليه أيضا".

ويُطلق مصطلح "ماسي" على العام ذي الموسم الجيد بإنتاج الزيت، بينما يسمى العام سيئ الإنتاج "شلتوني".

ويتراوح متوسط آخر 20 سنة بإنتاج الزيت في فلسطين بين 20-22 ألف طن، وهذا يعني أن هناك عجزا كبيرا بكميات الزيت في هذا العام.

ورفض "فياض" إعطاء تقدير للسعر المتوقع لزيت الزيتون؛ مبينا أن هذا يخضع لميزان العرض والطلب ومن المبكر إعطاء تقديرات للأسعار.

وعن أسباب ضعف الإنتاج هذا العام، يوضح ضيفنا أن هناك أسبابا عديدة أهمها ما يعرف بظاهرة المعاومة، وهي تبادل الحمل بين المواسم، مضيفًا: "العام الماضي وبسبب غزارة المحصول، فإن جزءا كبيرا من الأشجار لم يحصل على الخدمة اللازمة بعد انتهاء الموسم، وهذا بدوره أثر على الموسم الحالي".

ونتيجة لذلك، فإن المناطق التي كان إنتاجها ضعيفا في العام الماضي يتوقع أن يكون إنتاجها أفضل هذا العام، وتلك التي كان إنتاجها جيدا في الموسم الماضي يتوقع أن يكون ضعيفا هذا العام، كما أن الحرارة العالية وعدم تناسب هطول الأمطار هذا العام من العوامل التي لعبت دورا في ضعف الموسم، تبعًا لـ "فياض".

ويقدّر جهاز الإحصاء المركزي الفلسطيني، المساحة المزروعة بأشجار الزيتون بقرابة 600 ألف دونم، في حين يرتفع الرقم إلى مليون دونم وفق أرقام وزارة الزراعة الفلسطينية والقطاع الزراعي، بواقع 13 مليون شجرة، منها 10 ملايين شجرة مثمرة و3 ملايين شجرة صغيرة.

ويغلب صنف الزيتون البلدي على أصناف الزيتون في الضفة، وهو يشمل الصوري، والنبالي، والنبالي المحسّن الذي ينتشر في الخليل وتمت زراعته لحماية الأرض وليس لأهداف اقتصادية، أما صنف K18 وهو صنف مهجن عن النبالي، فيقلّ انتشاره في الضفة بسبب شح المياه.

ويبيّن "فياض"، أن 10% من محصول الزيتون يذهب عادة للتخليل بما يتراوح بين 7-8 آلاف طن، أما النسبة المتبقية 90% فتذهب للزيت.

من جانبه، يقول مدير دائرة الزيتون في وزارة الزراعة رامز عبيد، لـ "وكالة سند للأنباء" إن الإنتاج المتوقع من الزيت هذا العام يقدر بنحو 12 ألف طن بالضفة وغزة، وهو يمثّل حوالي ثلث إنتاج العام الماضي، ونصف معدل الإنتاج السنوي البالغ 22.5 ألف طن.

ويؤيد عبيد ما ذهب إليه فياض من أن تراجع الإنتاج هذا العام يعود إلى ظاهرة "المعاومة"، وكذلك إلى الظروف الجوية والمناخية التي سادت وأثرت على عقد ثمار الزيتون.

ورغم نقص الإنتاج، إلا أن مخزون الزيت المتبقي من الموسم السابق كفيل بسد النقص، وفق "عبيد"، موضحًا: "من خلال مراقبتنا لإنتاج العام الماضي وحجم ما صدّرناه واستهلكناه، نقدّر أنه تبقى حوالي 10 آلاف طن، وإذا أضفناه إلى الإنتاج المتوقع فهذا يلبي معدل الاستهلاك ويبشر بعدم وجود نقص".

وحول الأسعار المتوقعة للزيت هذا العام، يوضح "ضيف سند"، أن الوزارة لا تتدخل في تحديد الأسعار؛ لأن السعر خاضع للعرض والطلب، ومع ذلك فمن المتوقع أن يكون السعر أعلى منه في العام الماضي.

ويبين أن العرض القليل مع ثبات حجم الطلب من شأنه أن يرفع أسعار الزيت بحدود 30% وسيكون السعر ضمن إمكانات المستهلك من جهة، ويضمن ربحية عادلة للمزارع من جهة أخرى.

اعتداءات الاحتلال ومستوطنيه..

وعند الحديث عن موسم الزيتون في فلسطين فإن اعتداءات المستوطنين وإجراءات الاحتلال تكون حاضرة وبقوة وذات تأثير ملموس.

وفي هذا الجانب، يتحدث "عبيد" عن أن قطاع الزيتون هو الأكثر تعرضا للاعتداءات الإسرائيلية من بين مختلف القطاعات الزراعية، ويتمثل ذلك في اعتداءات المستوطنين الممنهجة على الأشجار بقطعها أو حرقها أو سرقة ثمارها أو مهاجمة المزارعين والاعتداء عليهم ومنعهم من قطف الثمار.

ويردف: "هناك 50 ألف دونم مزروعة بأشجار الزيتون موجودة في مناطق صعبة الوصول، سواء خلف الجدار أو بمحيط المستوطنات، وهي بحاجة إلى تنسيق خاص من الاحتلال للسماح لهم بدخولها".

ونتيجة لذلك، فإن أصحابها لا يستطيعون خدمتها بالشكل الصحيح في أيام السنة، وفي موسم الزيتون لا يستطيعون قطف ثمارها بالكامل نظرا لمحدودية أيام التنسيق، مرددًا: "نحن نخسر 5% من إنتاجنا السنوي بسبب هذه الاعتداءات والإجراءات الإسرائيلية".

معاصر قديمة

ومع حلول الموسم، تستعد مئات المعاصر في هذه الأيام لفتح أبوابها واستقبال ثمار الزيتون لعصرها، حيث يصل عدد المعاصر في الضفة الغربية وقطاع غزة إلى 310 معاصر، يتوقع أن يعمل منها 306 معاصر، منها حوالي 38 في غزة والبقية في الضفة، وفق "عبيد".

ويبيّن ضيفنا، أن أغلب هذه المعاصر أوتوماتيكية، لكن معظمها قديم وبحاجة إلى صيانة لكل تعمل بكفاءة عالية، موضحًا: "المعاصر تعاني من مشكلة زيادة كمية الزيت الفاقد، لافتا إلى أن دراسة حديثة أجرتها الوزارة بينت أن نسبة الزيت في الجفت الجاف تبلغ 11% وهذه الكمية من الزيت بلغت قيمتها في موسم العام الماضي قرابة 100 مليون شيكل".

وللتأكد من التزام المعاصر بالحد الأدنى للشروط الصحية والفنية اللازمة لتشغيلها، يشير "عبيد" إلى أن وزارة الزراعة بدأت في هذا الموسم وبالتعاون مع لجان السلامة العامة في المحافظات، بجولات على جميع معاصر الزيتون.

ويردف: "خلال جولاتنا سنتأكد من أن المعاصر تعمل بكفاءة عالية تضمن الحد الأدنى من حقوق المزارعين من حيث كمية الزيت وجودته، وستباشر وزارة الزراعة هذا العام ولأول مرة منح المعاصر أذون تشغيل بعد أن كانت المعاصر سابقا تعتبر منشأة اقتصادية".

ويذكر لنا: "خلال العامين الماضيين استطعنا استصدار مرسوم رئاسي لتحويلها إلى منشآت زراعية تحصل على ترخيصها من وزارة الزراعة، وذلك لاستشعارنا لأهمية هذه المعاصر ودورها كحلقة مهمة في سلسلة إنتاج الزيت والزيتون".