بدا الحزن واضحاً على ملامح الدكتور خالد أبو قوطة وهو يسرد لـ"وكالة سند أنباء" تفاصيل المجزرة التي ارتكبتها طائرات الاحتلال الإسرائيلية، الليلة الماضية، بحق أبناء عائلته في حارة السطرية بحي الشابورة في رفح جنوبي قطاع غزة، ما أدى إلى استشهاد 18 فرداً بينهم أطفال ونساء.

ويؤكد أبو قوطة أنّ المنزل الذي يقطنه ما يزيد عن 20 فرداً يقع وسط منطقة مكتظة بالسكان، يعود لأحد أبناء عمومته سليم أبو قوطة، مبيناً أنّه جرى تسويته بالأرض على من فيه دون سابق إنذار أو تحذير بأي وسيلة كانت.

ويشير إلى أنّ الطائرات الحربية من نوع افـ16 ألقت قنبلة ثقيلة واحدة على الأقل تجاه المنزل المكون من أربع طوابق دون سابق إنذار، "ما أدى إلى ارتقاء كل من في المنزل شهداء وهم 18 فردا،ً بينهم امرأتين و4 أطفال، باستثناء الأم الكبيرة "أم عبد القادر" التي أصيبت بجراح متوسطة وابنها الكبير وزوجته وأحد أبنائه، عدا عن إصابة العشرات من الجيران بجراح مختلفة وتضرر منازلهم بشكل كبير جداً.

وعادة يصدر الاحتلال  تحذيرا للمنازل المستهدفة بمكالمة هاتفية تسبق استهداف المنزل بدقائق، وفي أسوء الحالات يقوم الاحتلال بقصف المنزل بشكل مسبق بما يسمى بـ"الصاروخ التحذيري" من طائرات الاستطلاع، وغالباً ما يوقع هذا القصف أضراراً طفيفة بالمنزل قبل تدميره بشكل كامل بعد إخلاءه من السكان بالحد الأدنى من الممتلكات الذين يتمكنون حملها.

ويؤكد الدكتور أبو قوطة، أنّ القاطنين في المنزل ليس لهم علاقة بأي عمل عسكري، مضيفاً: "لو كانوا يعلموا أنّهم مستهدفين بنسبة 1% كانوا اضطروا إخلاء المنزل قبل قصفه على رؤوسهم، وخرجوا بأقل الخسائر".

ويرى أنّ الاحتلال يتعمد استهداف منازل المدنيين دون سابق إنذار في سياسة ممنهجة ومتبعة قديمة جديدة لديه، مؤكّداً أنّ هذه المجزرة هي أكبر المجازرة التي ترتكب بحق عائلته.

ووصف أبو قوطة ما جرى بأنّه "جريمة حرب" تتطلب محاسبة عاجلة الاحتلال وملاحقاته في المحافل الدولية، داعياً السلطة إلى ضرورة التحرك العاجل والسعي لتقديم مثل هذه الجرائمة الواضحة إلى المحاكم الدولية ومحاسبة مرتكبيها.

وخلّفت الغارات الإسرائيلية العنيفة على قطاع غزة، حتى اللحظة، ما يزيد عن 370 شهيدًا بينهم 20 طفلًا، ونحو 2200 جريحاً بينهم 121 طفلًا، وحالات خطيرة ترقد في غرف العناية المكثفة، وفق آخر تحديثٍ صادر عن وزارة الصحة الفلسطينية.

وقصف الاحتلال -وفق إحصائية للمكتب الإعلامي الحكومي- 13 برجًا ومبنى وعمارة بإجمالي 159 وحدة هدمت بشكل كلي، تسببت حتى اللحظة نزوح ما يزيد عن 20 ألف فلسطيني.