يواصل الاحتلال الإسرائيلي شن غاراته على قطاع غزة، لليوم السادس على التوالي، في حصيلة متصاعدة لأعداد الشهداء والمصابين، وتدمير الوحدات السكنية، واستهداف المنازل المأهولة على رؤوس ساكنيها، ونزوح الآلاف من بيوتهم لمراكز الإيواء.
وأعلنت وزارة الصحة الفلسطيينة، صباح اليوم الخميس، ارتفاع عدد الشهداء منذ اليوم الأول للعدوان على غزة إلى 1203 شهداء، و5763 جريحاً، فيما تشير أرقام أوردتها الأمم المتحدة إلى تدمير أكثر من 1000 وحدة سكنية، ونزوح نحو 263 ألف مدني لمراكز الإيواء.
وقال المكتب الإعلامي الحكومي في قطاع غزة، في بيان له اليوم الخميس، إن القطاع بات منطقة منكوبة، ودخل منحنى خطيرًا على صعيد الواقع الإنساني الذي يشهد تدهورا غير محدود في كل تفاصيله الخدماتية والمعيشية بعد التوقف التام لإمدادات الكهرباء والمياه.
وذكر، أن هذه المجازر الجماعية خلّفّت أعدادًا كبيرة من الشهداء، وباتت ثلاجات الموتى غير قادرة على استيعابهم، إضافة للأعداد المتزايدة من الجرحى الذين تمتلئ بهم ممرات المستشفيات بعد امتلاء الأسرِّة وإشغال جميع غرف العمليات والعناية، ما يهدد المنظومة الصحية بالإنهيار وعدم القدرة على مواصلة خدماتها في أي لحظة، سيما مع توقف الكهرباء، وفق البيان.
وأشارت وزارة الداخلية والأمن الوطني، إلى أن طيران الاحتلال استهدف منزلًا لعائلة العزايزة بجوار مسجد البلدة القديمة في دير البلح، وأوقع شهداء وعدة إصابات.
وفجر اليوم الخميس، استهدفت مدفعية الاحتلال أراضٍ زراعية شرق القرارة في خانيونس جنوب قطاع غزة، فيما قصفت الزوارق الحربية الإسرائيلية مناطق غربي خانيونس، وشنّ الطيران الحربي غارات عنيفة ومتتالية على مناطق متفرقة وسط وغرب وشمال قطاع غزة.
وقصفت طائرات الاحتلال منطقة محيط أبراج المخابرات بعشرات الصواريخ، واستهدف عدة منازل في مخيم الشاطىء غرب مدينة غزة، بالإضافة لاستهداف منزل لعائلة أبو دية وسط قطاع غزة ما أسفر عن وقوع شهيدتين وإصابة أخرى، بحسب مراسلة "وكالة سند للأنباء".
وأفاد مراسل "وكالة سند للأنباء" أن الطواقم الطبية تعاملت مع عشرات الإصابات من المدنيين جلهم من الأطفال والنساء، إثر استهداف قوات الاحتلال لمنازلهم في مجزرة بمخيم الشاطئ غرب مدينة غزة.
وفي رفح جنوب قطاع غزة، استهدف الحتلال منزلا في المخيم الغربي برفح، وانتشلت طواقم الإسعاف جثامين 11 شهيدا، ونقلت عددا من المصابين إلى مستشفى النجار، ولا تزال جهود الإنقاذ متواصلة، وفقا لمراسلنا.
وواصلت طائرات الاحتلال استهداف المنازل والأبراج السكنية في شمال قطاع غزة، وأفاد مراسلنا أنه تم انتشال جثامين 15 شهيدا فجر اليوم في قصف إسرائيلي استهدف منزلا في جباليا شمال القطاع.
واستشهد الأسير المحرر في صفقة وفاء الأحرار عبد الرحمن شهاب مع زوجته وأبنائه ووالدته بقصف منزلهم في مخيم جباليا شمال القطاع، بحسب مراسنا.
وأعلن المكتب الإعلامي للجبهة للشعبية لتحرير فلسطين، استششهاد عضو اللجنة المركزية لـ "الشعبية" ومسؤول دائرة الأسرى عوض السلطان وعدد من أفراد عائلته، خلال القصف الإسرائيلي صباح اليوم الخميس.
وتجدد القصف الإسرائيلي العنيف على قطاع غزة، بعد منتصف ليل الأربعاء/ الخميس، وشمل 4 منازل خلال ساعة واحدة فقط، في مناطق مختلفة من خانيونس لعائلات المباشر، وأبو الريش، البشيتي، وأبو دقة، ما أسفر عن وقوع شهداء وجرحى، ومفقودين تحت الأنقاض.
وأوضح مراسلنا أنّ الاحتلال استهدف بواسطة طائراته الحربية هدفًا آخر منطقة قيزان رشوان جنوب غرب خانيونس، تزامن ذلك مع قصفٍ مدفعي غرب المحافظة.
إلى ذلك قصف طيران الاحتلال بغارات عنيفة ومتتالية أهدافًا شمال غرب غزة في مناطق الكرامة والعامودي والتوام والسلاطين وشارع البحر والعطاطرة، سُمع على إثرها أصوات انفجارات ضخمة، ولحقت أضرارًا بممتلكات المواطنين والطرقات، بينما تؤكد المصادر الطبية ما أسفر عنه القصف من ضحايا.
وطال القصف الإسرائيلي بعد منتصف الليلة، منزلًا لعائلة البس في معسكر جباليا، ومنزلًا في بلدة بيت لاهيا، شمال قطاع غزة، ما أدى لتدميرهما بالكامل.
وفي وقتٍ سابق من مساء الأربعاء، أفاد مراسلو "وكالة سند للأنباء"، أن طائرات الاحتلال قصفت عدداً من المنازل على رؤوس ساكنيها، في مدينة خانيونس، بينما استهدفت منزلاً بمخيم الشابورة في رفح وآخر شمال المدينة، ومنزلاً بدير البلح في المحافظة الوسطى، ومنزلاً في منطقة الشاطئ غرب مدينة غزة.
وتصاعدت ألسنة اللهب والدخان جراء استهدافات الاحتلال المتواصلة على قطاع غزة.
وطال القصف مركبة إسعاف فلسطينية شمال قطاع غزة، أدت إلى استشهاد مسعف وإصابة آخرين، علماً أنه تم التنسيق لدخولها لانتشال عددٍ من المصابين.
وقال "الصليب الأحمر" إن مستشفيات في غزة تتحول إلى مشارح بسبب توقف الأجهزة الطبية جراء انقطاع الكهرباء.
في وقتٍ سابق مساء أمس الأربعاء، أكدت وزارة الصحة، أنّ الخدمات الصحية في القطاع دخلت مرحلة حرجة وأن المستشفيات في حالة إشغال تام، محذرةً من أنّ الأدوية والمستهلكات الطبية والوقود على وشك النفاد.
وأوضحت "الصحة" أنّ طواقمها الطبية لا تزال تتعامل منذ بدء العدوان، مع آلاف الإصابات معظمها من الأطفال والنساء، في ظل تواصل القصف الإسرائيلي على الأحياء السكنية ومنازل المواطنين دون إندار مسبق.