استشهد 8  شبان وأصيب عدد من المواطنين، اليوم الخميس جراء هجوم بطائرة انتحارية شنته قوات الاحتلال في مخيم نور شمس شرقي طولكرم الذي يتعرض لاجتياح إسرائيلي متواصل منذ الفجر.

وأعلنت وزارة الصحة عن استشهاد 5 مواطنين بعد إصابتهم بجراح حرجة ووصولهم إلى مستشفى طولكرم الحكومي جراء اعتداء الاحتلال على المواطنين في مخيم نور شمس، ما يرفع حصيلة الشهداء في المخيم منذ صباح اليوم إلى 6 شهداء.

وأفادت بأن عدد الشهداء منذ يوم السبت 7 أكتوبر الجاري، ارتفع في الضفة الغربية إلى 74 شهيدًا إلى جانب إصابة أكثر من 1300 مواطن بجراج متفاوتة.

وقالت جمعية "الهلال الأحمر الفلسطيني" في بيان لها إنها تعاملت مع 8 شهداء و25 إصابة برصاص واعتداءات جيش الاحتلال داخل مخيم نور شمس للاجئين.

وأكد شهود عيان أن الاحتلال استهدف مجموعة من الشبان بطائرة انتحارية في حارة المنشية داخل المخيم، ما أوقع عددا من الشهداء والجرحى.

وأشار الشهود إلى أن جيش الاحتلال حاصر مسجد أبو بكر الصديق في مخيم نور شمس؛ وبداخله عددًا الشبان المدنيين و5 شهداء وجرحى؛ قبل أن يقوم باقتحامه. منوهين إلى انقطاع الاتصال بمن كان بداخله من المواطنين.

ولفتت مصادر محلية النظر إلى أن جيش الاحتلال طالب الطواقم الطبية مغادرة مخيم نور شمس.

وتواصل قوات الاحتلال، منذ فجر اليوم، اجتياحها لمخيم نور شمس، وتنفذ عمليات تدمير واسعة في البنية التحتية والممتلكات، بالتزامن مع استمرار الاشتباكات المسلحة بينها وبين المقاومين في المخيم.

 

وأشارت مصادر محلية إلى أن اشتباكات تدور بين مقاومين وقوات الاحتلال في عدة أحياء بالمخيم، وتسمع أصوات تفجيرات ناتجة عن استهداف آليات الاحتلال بالعبوات الناسفة محلية الصنع، ولوحظ تحليق لثلاث طائرات حربية في سماء المحيم.

وأوردت مصادر طبية في وقت سابق وجود عدد غير محدد من المصابين بين المواطنين داخل المخيم، يمنع الاحتلال الوصول إليهم.

إلى ذلك، أعلن الجيش الإسرائيلي مساء اليوم مقتل الرائد "مكسيم رازنكوف" من وحدة المستعربين متأثراً بجراح أصيب بها في انفجار عبوة ناسفة في مخيم نور شمس وإصابة 9 آخرين بجراح متفاوتة.

وفجر اليوم، اقتحمت قوات الاحتلال المخيم، وسط اشتباكات مسلحة عنيفة مع المقاومين، استشهد خلالها الطفل طه محاميد (16 عامًا) برصاص قوات الاحتلال، وأصيب والده أثناء محاولته إنقاذه بعد إصابته.

وقال رئيس اللجنة الشعبية للخدمات في مخيم نور شمس طه الإيراني لـ "وكالة سند للأنباء" إن قوات الاحتلال دفعت بتعزيزات كبيرة من آلياتها إلى المخيم، ونشرت القناصة داخل البنايات المرتفعة، وفرضت حصارا مشددا على المخيم وأغلقت مداخله بالسواتر الترابية.

وأضاف أن جرافات الاحتلال جرفت الشارع الرئيس (طولكرم- نابلس) والشوارع الداخلية بالمخيم، ودمرت البنية التحتية والكثير من ممتلكات المواطنين، الأمر الذي تسبب بانقطاع الكهرباء وشبكة الانترنت عن المخيم.

وأوضح الإيراني: "لم تترك قوات الاحتلال واحدة من ممارساتها العدوانية المعهودة إلا ونفذتها داخل المخيم، وبوتيرة أعلى من الاقتحامات السابقة".

ونفذت قوات الاحتلال حملات دهم للعديد من المنازل في حارات المخيم، تخللها تفجير سبعة منازل، واعتقال 15مواطنا على الأقل، والتحقيق ميدانيا مع آخرين.

وأفادت جمعية "الهلال الأحمر الفلسطيني"، بأن طواقمها الطبية تعاملت مع 25 إصابة، حتى الآن، في مخيم نور شمس للاجئين شرقي مدينة طولكرم. منوهًا إلى وجود 5 شهداء في مسجد المخيم "يرفض الأهالي إخراجهم للمشافي".

وأوضحت أن الإصابات جاءت على النحو التالي: 17 إصابة بالرصاص الحي؛ بينها إصابات خطيرة، 4 شظايا رصاص حي، 2 نتيجة القصف، واحدة منها خطيرة جدًا، 2 اعتداء بالضرب.

ولفت "الهلال الأحمر" النظر إلى أن هناك صعوبة للوصول لبعض الإصابات واحتجاز سيارات الإسعاف وبداخلها جرحى من قبل قوات الاحتلال.

ونقل مراسل "وكالة سند للأنباء"، عن مصادر محلية، أن الشهيد محاميد أصيب برصاص قناص من جيش الاحتلال خلال اقتحام المخيم، منوهًا إلى أن جيش الاحتلال منع مركبات الإسعاف من الوصول له أو تقديم العلاج وتركه ينزف.

وأفاد مستشفى "ثابت ثابت" الحكومي بمدينة طولكرم، بأن الطفل محاميد، استشهد متأثرًا بإصابته، بعد أن ترك لمدة ساعة كاملة ينزف على الأرض.

ويتعرض مخيم نور شمس لاقتحامات الاحتلال المتكررة، كان أكبرها ما جرى الشهر الماضي حينما استشهد شابان وتخلله تدمير واسع للبنية التحتية والممتلكات.