الساعة 00:00 م
الجمعة 03 مايو 2024
22° القدس
21° رام الله
21° الخليل
25° غزة
4.67 جنيه إسترليني
5.26 دينار أردني
0.08 جنيه مصري
4 يورو
3.73 دولار أمريكي
4

الأكثر رواجا Trending

عدنان البرش .. اغتيال طبيب يفضح التعذيب في سجون الاحتلال

أطفال غزة يدفعون ثمن الأسلحة المحرمة

بالفيديو رغم الحرب.. عائلات فلسطينية تكافح لكسب لقمة العيش

حجم الخط
الخبز في غزة.jpg
خاص- وكالة سند للأنباء

تحت سماء يستبيحها الطيران الحربي الإسرائيلي منذ 39 يومًا، وبين ركام وردم ناتج عن قصف المنازل في غزة، تتخذ بعض النسوة إحدى الزوايا هناك، تشعل النار تحت "الصاج" المخصص لتحضير الخبز، فيما ينتظر العشرات من المواطنين دورهم باستلام الأرغفة الساخنة، والتي بات الحصول عليها إنجاز يُحتفى به، في ظل استمرار العدوان الإسرائيلي منذ 39 يومًا على قطاع غزة.

وقصفت طائرات الاحتلال عشرات المخابز والمحال التجارية والأسواق التي تزوّد المواطنين بالخبز والمواد الغذائية، ليصبح الحل الوحيد للحصول على الخبز، هو تحضيره بطرق بدائية، في ظل انقطاع الكهرباء بشكل كامل عن القطاع.

واتخذت بعض النسوة من تحضير الخبز مهنة لها في ظل العدوان المتواصل؛ لتوفر وتلبي حاجة العائلات النازحة والسكان في جنوب القطاع.

وحظرت سلطات الاحتلال الإسرائيلي الماء والغذاء والدواء والوقود وفرضت إغلاقا شاملا على قطاع غزة الذي يتعرض لقصف جوي وبحري ومدفعي غير مسبوق منذ السابع من أكتوبر/ تشرين الأول الماضي.

مصدر رزق..

بحركة لا تخلو من اليقظة بفعل الممارسة اليومية، تسكب أحلام أبو عرار شرائح من دقيق القمح على الصاج (لوح يشبه قرص الشمس) وأسفله تشتعل النار؛ لتجهيز أرغفة الخبز وبيعها للسكان والنازحين في جنوب قطاع غزة.

يمتد طابور طويل يوميا أمام خيمة أحلام الصغيرة، في مسعى من عشرات الفلسطينيين للحصول على بضعة أرغفة من الخبز، الذي يجري إعداده باستخدام الحطب والنار.

ودأبت أبو عرار (44 عامًا) وزوجها وأبناؤها شادي ومحمد وسلمى، على قضاء يومهم داخل خيمة بلا سقف، ليتوزع عملهم بين عجن دقيق القمح وتقطيعه ورقّه وخبزه، قبل تسليمه لزبائنهم.

ويبدأ عمل "أبو عرار" منذ الصباح الباكر، حيث تجهز دقيق القمح في أوان كبيرة من الألمونيوم تمهيدا لخبزه أمام مخزن يعيشون بداخله وسط مدينة رفح جنوب قطاع غزة.

وتسكب أبو عرار الماء الساخن على دقيق القمح داخل هذه الأواني وتزوده بالخميرة والملح اللازم ومن ثم نقوم بعجنه وننتظر حتى يختمر ومن ثم نقوم بتقطيعه ورقّه.

وتقول "أبو عرار" لـ "وكالة سند للأنباء": "زوجي يعمل في الزراعة، ومنذ بدء العدوان فقدنا مصدر رزقنا بعد أن نزحنا عن منزلنا وأرضنا".

وتضيف: أنتظر قدوم الليل من أجل النوم والراحة بعد يوم شاق من العمل، لكن في بعض الأحيان شدة القصف تفزعني وترعب أطفالي".

وتشير "ضيفة سند"، إلى أنها تتولى وضع رقائق الدقيق وتتابعها حتى لا تتعرض للحرق بينما يساعدها ابنها شادي في الإبقاء على النار مشتعلة.

وفي بداية العدوان، كانت" أبو عرار" تخبز ثلاثة أكياس من دقيق القمح (150 كيلو جرام)، يوميًا لكن في ظل نقص الدقيق بالأسواق تعتمد على ما يأتيها من زبائنها وتخبزه مقابل أجر مادي محدود وفق ما تقول.

وضع معيشي صعب..

أمّا "محمد" ابن "أحلام"، فيقول: "كل يوم أشعل النار وأنقل الدقيق إلى هنا واتعامل مع الزبائن من أجل أن نوفر قوت يومنا".

ويسرد لـ "وكالة سند للأنباء": "لدي شقيقة تعاني من ضمور في الدماغ، وملقاه على ظهرها طوال اليوم، وشقيقي من ذوي الاحتياجات الخاصة، والباقين يعملون معنا والصغار يلهون أمام الخيمة".

وكانت عائلة أبو عرار تعيش شرق رفح قرب مطار غزة الدولي الذي دمره جيش الاحتلال الإسرائيلي في عام 2001، لكنها أُجبرت على ترك كل شيء خلفها لجانب آلاف العائلات، ووصلوا إلى عمق المدينة هربًا من القصف الإسرائيلي والتوغلات المحتملة هناك.

وتنام عائلة "أبو عرار" في مخزن استأجرته في بداية العدوان وتقضي يومها في النهار داخل خيمة مخصص لطهي دقيق القمح وطعام العائلة.

ويقول زوج "أحلام" وهو ينفث سيجارة أمام الخيمة: "رغم قسوة الواقع لكن نتشارك جميعًا في العمل من أجل تحصيل لقمة العيش".

انعدام الأمن الغذائي..

وأعلنت منظمة الأمم المتحدة للأغذية والزراعة (فاو)، اليوم الثلاثاء، أن جميع سكان قطاع غزة يعانون "انعدام الأمن الغذائي"؛ جراء الحصار الإسرائيلي المشدّد منذ اندلاع الحرب على القطاع.

ودعا المدير العام للمنظمة شو دونيو، في بيان نشره موقع المنظمة الأممية، إلى وقف فوري لإطلاق النار في غزة وحماية المدنيين، واحترام القانون الإنساني الدولي، مشددا على ضرورة السماح بدخول المساعدات الإنسانية للقطاع وتسهيل إيصالها إلى السكان.

وأكد دونيو أن نحو 60% من الأسر في قطاع غزة كانت تعاني بسبب انعدام الأمن الغذائي قبل التصعيد الأخير، مشيرا إلى أن الحرب الحالية فاقمت الوضع، حيث أدت إلى انهيار الأنشطة الزراعية والغذائية، وانقطاع إمدادات المياه والغذاء والوقود عن القطاع المحاصر.

وتشهد عملية توزيع المواد الغذائية والإمدادات الطبية في جنوب قطاع غزة مظاهر من الفوضى في ظل الاحتياجات المتزايدة للسكان واستمرار (أونروا) في العمل على تلبية احتياجات النازحين التي لا تنتهي.

وقوبلت خطة (أونروا) حصر توزيع دقيق القمح على المخابز وبيعها للسكان بأسعار مخفضة شكاوى السكان في ظل اضطرارهم للاصطفاف في طوابير طويلة لعدة ساعات للحصول على ربطة خبز يوميا.

وقدّر برنامج الأمم المتحدة الإنمائي بأن 50% من المساكن في غزة دمرت خلال شهر واحد من الغارات والقصف الإسرائيلي.

الخبز.webp