على الرغم من قسوة الظروف التي يعيشها المواطنون والنازحون في قطاع غزة، خاصة مع دخول المنفخض الجوي الماطر والعاصف منذ أمس الأحد، إلا أن مياه الأمطار العذبة التي هطلت على قطاع غزة، وفوق خيام النازحين، روت عطشهم، في ظل انقطاع المياه العذبة ومنع دخول المساعدات الإنسانية لهم.

وأظهرت مشاهد فيديو لنازحين وهم يحاولون تجميع قطرات المياه الهاطلة على "النايلون" الذي يغطي خيمتهم لشربها، في صورة تعكس المعاناة التي يعيشونها في ظل عدم توفر المياه العذبة مع استمرار الحصار والعدوان الإسرائيلي لليوم الخامس والأربعين تواليًا.

وبدأ النازحون بتجميع قطرات المطر بأيديهم وما يمتلكوه من أوعية، ليحظوا بشربة ماء عذبة، بعد أيام طويلة من فقدانها، واضطرارهم لشرب المياه المالحة أو الملوثة.

ومع دخول المنخفض الجوي للأراضي الفلسطينية وقطاع غزة على وجه التحديد، تتضاعف معاناة النازحين في الخيام المنتشرة بالمستشفيات والطرقات ومراكز الإيواء، بعد أن فقدوا منازلهم جراء القصف المتواصل على مختلف أنحاء القطاع.

وشهدت الليلة الماضية، هطولًا كثيفًا للأمطار في عدة مناطق في قطاع غزة، وأظهرت مشاهد مصوّرة بثّها ناشطون وإعلاميون على وسائل التواصل الاجتماعي، غرق بعض خيام النازحين، واضطرار بعضهم للنوم تحت زخات المطر بعد أن غطّى نفسه بالنايلون.

ويفتقد النازحون لأي من وسائل التدفئة في ظل الأجواء الباردة، كما يفتقدون لأي من الملابس الشتوية، بعد استهداف منازلهم بشكل كامل.

ويزداد الأمر سوءًا على النازحين، في ظل انعدام مصادر الغذاء، وسط تحذيرات أممية وحقوقية من حدوث مجاعة في القطاع ، إذا ما استمر فرض الحصار عليه.

وقالت المديرة التنفيذية لبرنامج الأغذية العالمي سيندي ماكين: "مع اقتراب فصل الشتاء بسرعة، والملاجئ غير الآمنة والمكتظة، ونقص المياه النظيفة، يواجه المدنيون احتمالًا مباشرًا للمجاعة".

وأضافت: "لا توجد وسيلة لتلبية احتياجات الجوع الحالية من خلال معبر حدودي واحد جاهز للعمل، والأمل الوحيد هو فتح ممر آمن آخر لوصول المساعدات الإنسانية من أجل جلب الغذاء المنقذ للحياة إلى غزة".

وأكد برنامج الأغذية العالمي، أن قطاع غزة يواجه مجاعة واسعة النطاق، مشيرا إلى أن نقص الوقود أدى إلى توقف إنتاج الخبز في كافة مخابز القطاع البالغ عددها 130.

ومنذ بدء العدوان على قطاع غزة، استهدفت طائرات الاحتلال عشرات المخابز والأسواق التي تعد احد أهم مصادر الغذاء في قطاع غزة.

وقال برنامج الأغذية العالمي، إن "عدداً قليلاً من الشاحنات توصل الإمدادات الغذائية إلى العائلات في غزة، فيما ظل أفراد البرنامج دون أكل لعدة أيام".

وكتب البرنامج التابع للأمم المتحدة، في تدوينة سابقة على حسابه عبر منصة " إكس": "بسبب ندرة الوقود المتاح، يمكن لعدد قليل من الشاحنات توصيل الإمدادات الغذائية الحيوية إلى العائلات في غزة".

وأضاف: "فَرَقنا على الأرض، وتشرف على حركة شاحنات الغذاء، لكن الأمر يزداد صعوبة مع طقس اليوم السيئ، واشتداد برد الشتاء".