الساعة 00:00 م
الخميس 02 مايو 2024
22° القدس
21° رام الله
21° الخليل
25° غزة
4.71 جنيه إسترليني
5.3 دينار أردني
0.08 جنيه مصري
4.03 يورو
3.76 دولار أمريكي
4

الأكثر رواجا Trending

معاناة الفلسطينيين تتفاقم في ظل غياب نظام وطني لإدارة الكوارث

أطفال غزة يدفعون ثمن الأسلحة المحرمة

كاتب يدعو للجهاد بالمال دعمًا لمعركة طوفان الأقصى

حجم الخط
كتائب القسام.webp
وكالة سند للأنباء

دعا الكاتب أحمد الزرقان، الأمة بأفرادها وجماعاتها التي لا تستطيع الانخراط الميداني في الجهاد في فلسطين، إلى الإسهام بالجهاد بالمال.

وأكد الزرقان في مقال له، أهمية الجهاد بالمال في ظلال معركة طوفان الأقصى، مشيرًا إلى أن هذا النوع من الجهاد قد يزيد عن الجهاد بالنفس أحياناً، لأن الجهاد بالنفس لا يقوم إذا لم يجد من يُوفر له السلاح والمعونة المادية من طعام وشراب، وتكفل أهله من بعده حتى يُجاهد ويطمئن أنه وهو يُجاهد أهله لا يتسولون الناس.

وفيما يلي نص المقال

معركة طوفان الأقصى المظفرة

كنت في المقال رقم (23) قد تحدثت عن شرف المشاركة في جهاد إخواننا في غزة العزة بالمال، وقد أوردت مجموعة الآيات التي وردت في كتاب الله، والتي تحدثت عن الجهاد بالمال والنفس، وقد وردت في (11) موضعاً.

وقد قدم الله سبحانه الجهاد بالمال على الجهاد بالنفس في (10) مواضع، وفي الموضع (11) قدم الجهاد بالنفس على الجهاد بالمال، وهذا مما يُدلل على على أهمية الجهاد بالمال في المعركة لا بل قد يزيد عن الجهاد بالنفس أحياناً، لأن الجهاد بالنفس لا يقوم إذا لم يجد من يُوفر له السلاح والمعونة المادية من طعام وشراب، وتكفل أهله من بعده حتى يُجاهد ويطمئن أنه وهو يُجاهد أهله لا يتسولون الناس، فيكون عطاءه بدمه وهو مرتاح البال والنفس على صغاره وزوجه، مصداقاً لحديث رسول الله صلى الله ليه وسلم: [ من جهّز غازياً في سبيل الله فقد غزا، ومن خلف غازياً في أهله فقد غزا] متفق عليه.

واليوم شراء السلاح والتصنيع الحربي يحتاج إلى الملايين، وفي معركة طوفان الأقصى كانت الصواريخ التي تدك مدن العدو غطاء للهجوم، وردعاً لإجرام العدو باستهداف المدنيين، وكذلك قذائف الياسين التي تُدمر الدبابات والآليات من ناقلات الجُند هي السلاح الأفعل في المعركة كل ذلك يُكلف ملايين الملايين من الدولارات.

ونحن كوننا لا نستطيع الجهاد بالنفس فلا بدّ أن يكون لنا سهم بالجهاد بالمال لا بل واجب الوقت والحاجة في المعركة يحتم علينا ذلك، لذلك فإن الله توعد من بخل عن الجهاد بالمال لكل مقتدر أن يستبدل الله به آخرين، وذلك بقوله: [ ها أنتم هؤلاء تُدعون لتُنفقوا في سبيل الله فمنكم من يبخل ومن يبخل فإنما يبخل عن نفسه والله الغني وأنتم الفقراء وإن تتولوا يستبدل قوماً غيركم ثم لا يكونوا أمثالكم] 38 محمد.

واليوم أقف على أجر الجهاد في سبيل بالمال في قوله تعالى: [ مثل الذين يُنفقون أموالهم في سبيل الله كمثل حبّة أنبتت سبع سنابل في كل سُنبلة مائة حبة والله يُضاعف لمن يشاء والله واسع عليم] 261 البقرة، فقد روى ابن مسعود رضي الله عنه أن رجلاً تصدق بناقة مخطومة في سبيل الله، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: [ لتأتين يوم القيامة بسبعمائة ناقة مخطومة] رواه مسلم، ويُعلق سيّد قطب رحمه الله على الآية فيقول: [ وفي موكب الحياة النامية الواهبة يتجه بالضمير البشري إلى البذل والعطاء، إنه لا يعطي بل يأخذ، وإنه لا ينقص بل يُزاد .. وتمضي موجة العطاء والنماء في طريقها تُضاعف المشاعر التي تستجيشها مشهد الزرع والحصيلة ..

إن الله يُضاعف لمن يشاء، يُضاعف بلا عُدة ولا حساب، يُضاعف من رزقه الذي لا يعلم أحد حُدوده، ومن رحمته التي لا يعرف أحد مداها]، وفي هذا المجال أنقل لكم صور من التبرع في العطاء للجهاد في غزة العزة شهدتها بنفسي،

1ــ امرأة عروس وفي أشهر عرسها الأولى تتبرع بكامل ذهبها البالغ خمسة الآف دينار عن طيب نفس سخية رغم أن الذهب للعروس شيء في منتهى الأهمية والجمال والزينة إضافة لقيمته المادية، والتي أعتقد أنه كل ما تملكه في حينها.

2ــ امرأة أخرى حصلت على قطعة أرض من الميراث، وكانت كل ما تملك، فباعتها بأقل من قيمتها بالثلث، أي بمبلغ (15) ألف دينار حتى لا يفوتها الجهاد بالمال أثناء المعركة، ودفعتها لخالها لكي يُوصلها للمجاهدين، فقال لها خالها أنا أعلم حاجتك أنت وأولادك لهذا المال فتبرعي بجزء، وابقي لحاجتك جزءاً، فقالت لخالها ( باب جهاد فتح لي فبالله عليك لا تحرمني من أجره، فوالله أجرها عندي خير من الدنيا وما فيها)، وتبرعت بكامل المبلغ رغم حاجتها إليه.

3ــ امرأة عجوز من قرى الطفيلة فقيرة تعتاش على معونة وزارة التنمية الإجتماعية بمبلغ (40) دينار شهرياً، ولها عنز فنذرت أن تتبرع بثمن وليدها للمجاهدين في حماس، وعندما ولدت العنز جدياً، وكانت تعتني به أشد الإعتناء، وتُرضعه كامل حليب عنزها لكي يكبر ويسمن ويكون ثمنه مجدي ثم باعته وتبرعت بثمنه للجهاد.

هذه نماذج من العطاء للجهاد من أناس فقراء درهمهم سبق مائة ألف درهم، وهؤلاء النسوة حجة على أصحاب الملايين والأطيان والتجار وأصحاب المصانع والشركات الذين بعضهم يبخل عن أن يكون له سهم بالجهاد، ومن يبخل فإنما يبخل عن نفسه، ويوم يموت ويترك المال كله للورثة، والله أعلم ماذا يتصرفون به ثم هو يُحاسب عليه كله.