الساعة 00:00 م
الخميس 02 مايو 2024
22° القدس
21° رام الله
21° الخليل
25° غزة
4.71 جنيه إسترليني
5.3 دينار أردني
0.08 جنيه مصري
4.03 يورو
3.76 دولار أمريكي
4

الأكثر رواجا Trending

معاناة الفلسطينيين تتفاقم في ظل غياب نظام وطني لإدارة الكوارث

أطفال غزة يدفعون ثمن الأسلحة المحرمة

رئيس سابق للشاباك: إعادة المحتجزين بعمل عسكري أمر ميئوس منه

حجم الخط
أسرى قتلهم الاحتلال.png
غزة- وكالة سند للأنباء

اعتبر الرئيس السابق للشاباك في منطقة القدس والضفة الغربية، أريك (هاريس) بيربينغ، أن التحقيق في قضية مقتل المحتجزين الثلاثة برصاص الجيش الاسرائيلي يقدم "صورة مفجعة" تدلل على أن إعادة الأسرى المحتجزين إلى بيوتهم بأسرع وقت يجب أن تكون هي المهمة الأهم والأثمن من أي هدف آخر، وإلا فلن ينجو أحد منهم.

ويضيف "كل ساعة تمر هي حرجة، وبقاء المحتجزين الطويل في المخابئ المختلفة يزيد من الخطر على حياتهم، خاصة أن بعضهم مصاب ولا نعلم إن كانوا يتلقون مساعدة طبية كافية".

ويرى رئيس الشاباك السابق، أن القيام بعملية عسكرية أو سلسلة من العمليات العسكرية لإعادة جميع المحتجزين إلى منازلهم هو أمر ميئوس منه، فالمحتجزين منتشرون في عدة أماكن في جميع أنحاء قطاع غزة، والمعلومات عن الكثير منهم مفقودة تمامًا.

 وفي مقال نشرته القناة 12 العبرية، أوضح بيربينغ، أنه في أي عملية لتحرير رهائن يكون احتمال الفشل أكبر من احتمال النجاح، ومع ساحة قتال معقدة مليئة بالأنفاق والمتفجرات وخلايا "حماس" التي تتمثل مهمتها في تعقب القوات ومفاجأتها والإضرار بها، تصبح المهمة أكثر صعوبة وتعقيدا.

ففي ظل هذه الظروف يكون إنقاذ المحتجزين أحياء قد يكون إما من خلال لقاء صدفة مع قوات الجيش، أو بفضل معلومات استخبارية محددة من شأنها أن تسمح للجيش الإسرائيلي والشاباك بإرسال قوات خاصة لمحاولة إعادتهم، ويبدو أن هذه الاحتمالات لن تتحقق، وفق بيربينغ.

وأكد رئيس الشاباك السابق في مقاله، أنه لا يوجد أي طريقة لإعادة المحتجزين سوى جولة أخرى من الصفقات التبادلية الفورية.

ويعتقد أن صفقة التبادل لن تتم سوى بالمبادرة وإقامة معادلة مماثلة لتلك التي تم وضعها في الجولات السابقة، محتجز إسرائيلي مقابل ثلاثة أسرى من السجون الإسرائيلية، فهذا هو الأمل الوحيد لعودة المحتجزين إلى عائلاتهم.

ويحرض رئيس الشباك على الأسرى الفلسطينين داعياً إلى استخدام الضغط الإعلامي للتأثير على عائلات الأسرى الفلسطينيين لدفعهم لمطالبة حماس بإبرام صفقة تبادل جديدة، مع تشديده على ضرورة مواصلة المحادثات المكثفة مع قطر ومصر للتوصل إلى اتفاق مناسب.

"إذا لم تبادر الحكومة إلى التحرك على الفور ولم تقدم تنازلات -مهما كانت صعبة- فلن تتحقق أهداف الحرب، بل أن "الفجوة الأخلاقية والقيمية وانعدام الثقة في الحكومة، بكونها ملزمة بحماية مواطنيها، سوف تستمر بالتوسع".

ميزة نسبية لحماس

 يقول بيربينج، إن الحرب تغير وجهها كل يوم مستنداً إلى أعداد القتلى والجرحى في صفوف الجيش، فالقوة العسكرية لحركة حماس لم تعد قوة منظمة كما كانت في 7 أكتوبر، بل باتت تعمل بأساليب فتاكة وغير مألوفة وهي تتمتع بمزايا نسبية.

وقد باتت هذه القوة تعمل وتتحرك في مجموعات صغيرة بدون زي رسمي يمكن التعرف عليه، وتستفيد هذه المجموعات من معرفتها الممتازة بالجيش إضافة إلى حقيقة أن عناصر حماس وعائلاتهم يعيشون في الأماكن التي يقاتلون فيها، ما يجعلهم أصحاب أفضلية، وفق قوله.

وعلاوة على ذلك، "فإن الإيمان الديني المشتعل والعداء المطلق لإسرائيل والاستعداد الكامل للتضحية بالنفس، ينتج عنه إصرار وعزيمة قوية لدى العناصر العسكرية لحماس تجعلهم يواجهون الجيش بطريقة حرب العصابات".

 وإن كان الجيش يتمتع بقدرات جوية ومدفعية وقد تصل إلى أعلى مستوى ضد الأهداف "الكبيرة"، إلا أن هذه القدرات تكون أقل فاعلية في المعارك المباشرة من خلال الانتقال من منزل إلى آخر، ومن ركام إلى ركام، أو حتى من نفق إلى آخر، حيث تعمل عناصر حماس المسلحة بتحويل كل ذلك إلى فخاخ موت، وربما اختطاف جنود.

وإضافة إلى استخدام المتفجرات والكمائن والأفخاخ ضد جيش الاحتلال، فإن حماس متمرسة في الخروج، وفق بيربينغ، فلا تقتصر سيطرة حماس على المساحات الكبيرة فوق الأرض، وإنما قامت الحركة ببناء مدن حقيقية تحت الأرض منذ سنوات عديدة، توجد فيها قدرات عسكرية ضخمة أعدت مسبقا لأجل هذه المعارك المعقدة.

ويجزم في مقاله بأن إنجازات الجيش لن تكون كافية إن كان مطلوبًا منه وقف القتال خلال شهر ونصف الشهر، وحتى لو لم يوقف الجيش القتال واعتمد على بعض المعلومات الاستخبارية التي حصل عليها محققو الشاباك من معتقلي غزة، فإن طريق تحقيق أهداف الحرب سيكون طويلا جدًا.

وشدد على أن الجيش لا يزال بعيدًا جداً عن تحقيق أي إنجاز، سواء القضاء على القيادة السياسية والعسكرية العليا لحركة حماس، أو تحييد الأنفاق والتدمير شبه الكامل للبنى التحتية المدنية والعملياتية.

ويصف بيربينغ "حماس" بأنها "عدو حازم ومتعصب عنيد"، أعد ولا زال يجهز الكثير من المفاجآت لجيش الاحتلال، ليس فقط في قطاع غزة، بل أيضا في الضفة الغربية والداخل وحتى في الخارج، "وكل التوقعات والأحاديث التي تشير إلى أن حماس ستلوح بعلم أبيض ليست واقعية كونها لا تعكس طبيعة الحركة، ولا طبيعة قيادتها".

ويرى رئيس الشاباك أن تفكيك منظمة مثل "حماس"، ليست مهمة سهلة ولا يمكن إنجازها ببضعة أسابيع وأشهر، مبينا أنها تعمل وفق نمط الميليشيا المسلحة وذات فرق لا مركزية لا تحتاج إلى أوامر أو تعليمات، ولكنها تعرف كيفية العمل في قطاعات ومواقع معدة مسبقاً، مع قيادة صغيرة نسبياً والقوات المسلحة.

ولذلك، يرى أن على حكومة الاحتلال أن تُسمع جمهورها الحقيقة، ولا بد من تقديم الصورة الكاملة، "حتى لو كانت سوداوية وفي غاية التعقيد".

اليوم التالي

ويشير رئيس الشاباك، في مقاله على الموقع الإلكتروني للقناة 12، إلى ضرورة "التخطيط لليوم التالي"، ففي ظل الضغوطات الأمريكية، خاصة فيما يتعلق باستخدام القوة في مرحلة ما بعد انسحاب وحدات الجيش، فحتى بعد إعادة التموضع، ستستمر المواجهة مع حماس بكثافة عالية.

وهذا يعني أن العمل في قطاع غزة لن يتم من خلال القوات الجوية والدبابات، بل على الأرجح أن يتم من خلال دخول القوات البرية في غارات فورية، ليل نهار، بكثافة عملياتية أعلى وأكثر تعقيدًا مما تعمل عليه القوات في الضفة الغربية حالياً.

وسيتم تنفيذ أسلوب العمل المطروح لمواجهة المقاومين المسلحين المتبقين في الميدان، وأما الأنفاق فسيستغرق تدميرها سنوات عديدة، وفق بيربينغ.

معتقداً أن عدم تصرف إسرائيل بهذه الطريقة يعني أن تعود حماس إلى هيمنتها التي كانت تتمتع بها قبل السابع من أكتوبر/تشرين الأول بل ستزيد .

ويقول بيربينغ إنه وفق الدراسات الاستقصائية المتعمقة التي أُجريت مؤخراً للمجتمع الفلسطيني، فإن حماس تحظى بقدر كبير من التأييد، وهذه حقيقة لا ينبغي لإسرائيل أن تتجاهلها، حسب قوله.

ويضيف: "من تجربتي في مواجهة المقاومة الفلسطينية عند الخروج من منطقة معينة يجب ألا تترك فراغا، وإلا سيعود التنظيم المقاوم -أيا كان- وسيعيد ترتيب نفسه خلال وقت قصير".

لذلك، ولضمان عدم عودة "حماس" للسيطرة على القطاع عسكرياً ومدنياً، يرى بيربينغ أنه يجب على "إسرائيل" أن تقود وتبادر إلى التحركات، جانبا إلى جنب مع الولايات المتحدة ومصر والدول العربية في الخليج و"الفلسطينيين المعتدلين" الذين سيكونوا قادرين على إدارة الحياة المدنية للقطاع، بما يضمن استمرار سيطرة جيش الاحتلال والشاباك على الأمن في المنطقة، كما هو حاصل بالضفة الغربية.