الساعة 00:00 م
الخميس 02 مايو 2024
22° القدس
21° رام الله
21° الخليل
25° غزة
4.71 جنيه إسترليني
5.3 دينار أردني
0.08 جنيه مصري
4.03 يورو
3.76 دولار أمريكي
4

الأكثر رواجا Trending

أطفال غزة يدفعون ثمن الأسلحة المحرمة

معروف: معلبات مفخخة يتركها الاحتلال بمنازل غزة

على مدار 33 يومًا

بالفيديو ضياء الكحلوت .. هكذا عذبوني واستجوبوني عن عملي الصحفي

حجم الخط
هاني الكحلوت.jpeg
غزة - وكالة سند للأنباء

 على مدار 33 يومًا من الاعتقال، عاش الصحفي الفلسطيني ضياء الكحلوت أهوالاً من التعذيب والتنكيل الإسرائيلي بعد اعتقاله من شمال قطاع غزة.

الاعتقال

من منطقة لأخرى داخل غزة وشمالها اضطر الصحفي الكحلوت مدير ومراسل صحيفة العربي الجديد في قطاع غزة، للانتقال عدة مرات هربًا من القصف والأحزمة النارية الإسرائيلية، في وقت ثقلت عليه الأعباء بين متابعة عمله الصحفي وتلبية احتياجات أسرته وتأمين مكان ملائم لها.

في شهادته عما واجهه، يقول إنه اضطر لإخلاء منزله مع زوجته وأطفالي الخمسة، وتوجه إلى منزل عائلته في مشروع بيت لاهيا، شمال قطاع غزة ومكث فيه حتى يوم الخميس/7/12/2023. 

وقال: بعد توغل قوات الاحتلال برياً في مناطق شمال غرب قطاع غزة، وصلت الدبابات الإسرائيلية والآليات الأخرى إلى مشروع بيت لاهيا وهو المكان الذي نزحت إليه بعد إخلاء منزلي، بحسب شهادته التي نشرها المركز الفلسطيني لحقوق الإنسان.
 
صباح ذلك اليوم، سمع الكحلوت مع باقي أفراد أسرته أصواتا مرتفعة بواسطة مكبرات صوت يحملها جنود الاحتلال تطالب السكان بالخروج من منازلهم، وقال: خرجنا من المنزل وكنا حوالي 40 شخصاً (عدة عائلات) غالبيتهم من النساء والأطفال وكبار السن.
 
بعد خروجهم من المنزل، أمر جنود الاحتلال النساء وكبار السن والأطفال بالتوجه نحو مستشفى كمال عدوان في مشروع بيت لاهيا، وبقي الصحفي ضياء وشقيقيه طاهر، 40 عاماً، ومحمد، 36 عاماً، و9 من أصهارهم وعدد من الجيران في الشارع.

تعرية 

وقال: أمرنا الجنود بخلع ملابسنا باستثناء الملابس الداخلية (البوكسر والشباح) وأجلسونا على الأرض، ثم دخل جنود الاحتلال إلى منزلنا وحرقوه وحرقوا عددا من منازل جيراننا بالكامل قبل أن يخرجوا منها.
 
بعد مرور نصف ساعة، أمر جنود الاحتلال المعتقلين بالسير نحو شارع السوق حيث تواجد جنود آخرون كانوا يحتجزون عدداً من المواطنين وأجبروهم على الجلوس على الأرض.

يقول: كان عددنا حوالي 200 مواطن، وأجبرونا كلنا على خلع الشباح ولم نعد نرتدي سوى البوكسر فقط، وكان الجو باردا جداً، ووجه الجنود لنا شتائم وسباب ثم أحضروا أسلحة (رشاشات كلاشينكوف وقذائف) ووضعوها أمام بعض المواطنين وقاموا بتصويرهم.
 
وأضاف: قيد الجنود أيدينا بقيود بلاستيكية إلى الخلف ووضعوا عصبة على أعيننا وأحضروا عدة شاحنات، وصعدنا بصعوبة إلى تلك الشاحنات، في كل شاحنة حوالي 50 معتقلاً.

 وأثناء سير الشاحنات لمدة ساعة تقريباً كان الجنود يطلقون النار من فوق رؤوسهم ويصورون فيديوهات بواسطة كاميرات جوالاتهم ويسخرون ويسبون ويشتمون المعتقلين ثم توقفت الشاحنات بجوار موقع زيكيم شمال غرب بيت لاهيا.
 
وقال: أنزلنا الجنود من الشاحنات في وقت غروب الشمس تقريباً وقاموا بتصويرنا وتشخيص هوياتنا عن طريق بصمة العين وكنا نسمع صوت جرافة والمكان مُضاء بالكامل.

وأضاف: طوال الفترة السابقة لم يقدم الجنود لنا الطعام أو الماء وكان الجو بارداً فملأ الخوف قلوبنا واعتقدنا أن يقدم الجنود على دفننا ونحن أحياء أو بعد إطلاق النار علينا وقتلنا. ولكن بعد مرور عدة ساعات، تبين أن الجنود يقومون بعملية فرز للمعتقلين قبل إطلاق سراح بعضهم، ومن تبقى تم تحويلهم إلى التحقيق بشكل فردي.

استجواب ميداني 

أثناء استجوابه من محقق في استخبارات جيش الاحتلال أجبر الصحفي الكحلوت على الجلوس على ركبتيه على الرمل، وخضع للتحقيق حول عمله الصحفي في صحيفة العربي الجديد. 

يقول: عندما أبلغته عن عملي ومكانه، بدأ المحقق يبحث في جهاز يبدو أنه موصول بشبكة الإنترنت عن بياناتي وعن عملي فوجد تقارير صحفية سابقة لي بعضها عن حركة حماس. 

وأشار إلى أن المحقق دفعه باتجاه الأرض ما أدى إلى دخول الرمل في فمه عندما طلب منه تخفف القيود التي كان تتؤلمه.
 
بعد انتهاء الاستجواب الذي استمر حوالي 20 دقيقة، أخذ الجنود الصحفي الكحلوت نحو مكان تجمع المعتقلين وسخروا منه ومن عملي الصحفي.

وقال: تحدث معي أحدهم باللغة الإنجليزية ثم أغلق فمي بشريط لاصق وسار بي الجنود مع بقية المعتقلين بعد تقييد أيدينا للخلف ووضع عصابات على أعيننا نحو مكان مرتفع قليلاً تقف عنده شاحنات وهم يشتمونا ويضربونا بأيديهم. 

نقل بالشاحنة

وأضاف: صعدنا بصعوبة إلى الشاحنات ورموا فوقنا بطانيات رقيقة وكان الجو بارداً جداً. ثم سارت الشاحنة دقائق معدودة وأعتقد أنها دخلت إلى موقع زيكيم المجاور للمكان الذي كنا فيه. 

وتابع: منذ تلك اللحظة افترقت عن شقيقي طاهر ومحمد، ثم أنزلنا الجنود من الشاحنات ومشينا دون أن نرتدي أحذية على حصمة، وقام أحد الجنود بصدم رأسي بجسم صلب بذريعة أنني لا أرى أمامي. وبعد مرور 10 دقائق تقريباً وصلت حافلات وصعدنا فيها، وفي الحافلة عطست فضربني جندي عدة لكمات بيديه. وأثناء سير الحافلة لمدة ساعتين تقريباً، تعرضت للضرب عدة مرات بسبب عدم خفض رأسي للأسفل وأنا جالس على الكرسي.
 
وقال: وصلنا إلى موقع مجهول بالنسبة لي وعرضت على طبيب وسألني إن كنت أعاني من أمراض مزمنة (ضغط أو سكر) فقلت له بأنني مريض بغضروف في الظهر(ديسك) وأعاني من آلام شديدة، وبالرغم من ذلك لم يعطني دواء.

قفص الاعتقال

 وبعد فحص الطبيب الشكلي، أعطى الجنود الصحفي الكحلوت رقماً (059889) وملابس رمادية اللون (بيجامة) ثم أدخلوه إلي عنبر (بركس) مسقوف على الأغلب بالأسبستوس وأرضيته أسفلت.

وقال: بينما كنت أسير تعرضت ضربني الجنود عدة لكمات بأيديهم. وبعد دخولي العنبر واستلمت فرشة رقيقة وبطانية ونمت عدة ساعات.

وأضاف: أثناء اعتقالي في العنبر الذي تحيط به الأسلاك كأنه قفص، لاحظت وجود عنابر أخرى وداخل كل عنبر حوالي 100 معتقل مقيدين بقيود حديدة للأمام وقيود حديدية أيضاً في القدمين وعصبة على الأعين ويمنعون من التحدث مع بعضهم.
 
وطوال 25 يوماً متتالياً، يتابع الكحلوت: كنا نجلس على ركبنا على الأرض (الاسفلت) من الساعة 04:00 فجراً وحتى الساعة 11:00 ليلاً تقريباً ويتم عدنا عدة مرات (اسفراه). 

وأكد أن الجلوس الطويل على ركبتيه على الأرض تسبب بإصابته بالتهابات جلدية ودمل في الفخذين ولم يقدم له العلاج عندما طلبه من الجنود.

وأشار إلى أن الطعام كان قليلاً جداً وهو عبارة عن شرائح خبز ومربى وجبن سائل وتونة والماء أيضاً قليلاً، مع الذهاب مرة واحدة في اليوم لدورة المياه.

شبح وتحقيق

وقال: كنا نعد الأيام حسب شروق وغروب الشمس. وبعد مرور 9 أيام من وجودي في المعتقل، خضعت لجلسة تحقيق وتكرر التحقيق معه حول عملية 7 أكتوبر وعمله الصحفي ومصادره الصحفية.

وفي اليوم 25 لاعتقاله، نقل الصحفي الكحلوت في سيارة عسكرية سارت حوالي 15 دقيقة، ثم توقفت ونقل وهو مقيد ومعصوب العينين وألقوا به على الأرض في مكان لا أعرفه.

يقول: جلست على ركبي على حصمة ( لمدة 10 دقائق)، ثم أدخلني الجنود إلى غرفة وأمروني بخلع ملابسي كلها وأعطاني جندي حفاظة (بمبرز). وبعد ارتدائها ارتديت ملابسي واعتقدت أنها مقدمة لجلسة تحقيق مع محقق من جهاز الشاباك.

وأضاف: وضعني الجنود في زاوية ممر بعد تقييد يداي خلف ظهري بقيود حديدية وقيود في قدماي، وشبحني الجنود على زاوية الممر والشمس فوق رأسي وكان بجواري معتقلين آخرين تم شبحهم عرفت أن أحدهم قريبي (محسن الكحلوت). 

وتابع: استمر شبحي حوالي 6 ساعات متواصلة وهو ما زاد من آلامي خاصة الكتفين والديسك الذي أعاني منه. وقد سقط أحد المعتقلين المشبوحين على الأرض، وفك الجنود قيوده وقدموا له الماء، ثم نقلت معه بعد انتهاء شبحي ومعتقل آخر وعرفت أنه د. أحمد مهنا مدير مستشفى العودة في جباليا شمال قطاع غزة إلى عنبر جديد.
 
وفي العنبر الجديد فك الجنود القيود الحديدية من يدي الكحلوت وقدميه ووضعوا قيوداً بلاستيكية في يديه من الأمام. 

وقال: شاهدت قريبي علاء الكحلوت ود. محمد الرن وهو طبيب جراح في المستشفى الإندونيسي في جباليا شمال قطاع غزة. وتعرضنا في هذا العنبر للقمع من الجنود بحجة ارتفاع صوت المعتقلين، وكان القمع عبارة عن اقتحام من وحدة خاصة أمر أفرادها المعتقلين بالانبطاح على بطونهم ووجهوا لنا سباب وشتائم نابية ونادوا على المعتقلين الذين اتهموا بإثارة الشغب بأرقامهم وقام الجنود بنقلهم من العنبر إلى عنبر آخر.

آلام الغضروف

ومكث الكحلوت في هذا القسم حوالي 8 أيام اشتدت خلالها آلام الغضروف في ظهره وفي كتفيه وزاد تنميل القدمين وفي إحدى المرات سقط على الأرض أثناء عد المعتقلين (اسفراه). 

وقال: اقترب مني د. محمد الرن وهو معتقل معنا وطلب من الجنود نقلي إلى مقر عيادة المعتقل. ونقلت على حمالة وفحصني طبيب العيادة وأعطاني حبة دواء (مرخي عضلات) وفي نفس هذا اليوم وفي ساعات الليل أقام الجنود حفلة شواء سبوا خلالها المعتقلين وأجبروا بعضهم على الهتاف "شعب إسرائيل حي".
 
وفي اليوم 33 لاعتقاله، نقل الصحفي الكحلوت مع حوالي 120 معتقلاً من مكان اعتقالهم إلى حافلة. وكان من بين المعتقلين رجل مسن ومريض بالزهايمر من عائلة مسلم، وخلال سير الحافلة بهم، تعرض للضرب من مجندة عدة مرات بسبب عدم خفض رأسه للأسفل وأنا جالس على الكرسي وبسبب تحركي. 

وقال: بعد مرور 3 ساعات توقفت الحافلة وأنزلنا الجنود منها في معبر كرم أبو سالم جنوب شرق مدينة رفح، وأمرونا بالجري تجاه الجانب الفلسطيني، وكان ذلك يوم 9/1/2024. 

وذكر أنه أجرى عدة اتصالات للاطمئنان على عائلته وعلم أن بيته قصفته طائرات الاحتلال ودمرته بالكامل كما استشهد والد زوجته "رفيق الكحلوت" وأصيب والده وزوجته في قصف منزل أحد أقاربهم في مشروع بيت لاهيا.