الساعة 00:00 م
السبت 04 مايو 2024
22° القدس
21° رام الله
21° الخليل
25° غزة
4.66 جنيه إسترليني
5.24 دينار أردني
0.08 جنيه مصري
4 يورو
3.72 دولار أمريكي
4

الأكثر رواجا Trending

قنابل وصواريخ غير متفجرة.. خطر يداهم حياة الغزيين

عدنان البرش .. اغتيال طبيب يفضح التعذيب في سجون الاحتلال

بالفيديو الحصول على الخيمة .. مهمة شاقة مع تدفق النازحين إلى رفح

حجم الخط
طفل.jpg
رفح- تامر حمدي/ وكالة سند للأنباء:

يحاول فلسطينيون يوميًا البحث عن خيام متاحة للبيع في جميع مناطق مدينة رفح جنوب قطاع غزة، لكن ارتفاع أسعارها ونفادها من الأسواق جعل بعضهم يعيشون في العراء وسط ظروف معيشية غير إنسانية. 

وأصبحت الخيام مأوى بديلة للفلسطينيين مع استمرار آلة الحرب الإسرائيلية في تدمير البنايات السكنية والمنازل والأحياء وإجبار الفلسطينيين على النزوح القسري إلى مدينة رفح جنوب قطاع غزة.

دهس النازحين

وزاد التوغل البري الإسرائيلي والقصف المكثف لمناطق في غرب محافظة خان يونس وقتل النازحين في مراكز الأونروا ودهس خيامهم من موجة النزوح إلى رفح، حيث أصبحت الخيام تنتشر في كل أرجاء المدينة الحدودية. 

وأمضى خليل شرف وعائلته المكونة من 40 فردًا ليلتهم الأولى في العراء في منطقة مواصي رفح بعد اقتحام جيش الاحتلال جامعة الأقصى، حيث كان يقيم في إحدى حجرتها هناك. 

يقول شرف بنبرة يكسوها الكثير من القهر: "أين نذهب وأين نعيش؟. أنا وبناتي وأولادي وأبناء أشقائي نعيش في العراء وليس لدينا مال لبناء خيمة ولا أحد قدم لنا مساعدة حتى الآن". 

ويضيف شرف وهو ناظر مدرسة وقطع راتبه منذ العام 2019 لوكالة سند للأنباء: "نزحنا من غزة لخان يونس واليوم نزحنا إلى رفح والراتب مقطوع ولا أعرف كيف أدبر أموري وأنتظر الفرج من المولى عز وجل فقط". 

وقالت ابنة شقيقة هند شرف: إنها عاشت ليلة مرعبة وهي تحتضن شقيقاتها وأشقائها الصغار عندما بدأت القذائف الإسرائيلية تتساقط على النازحين في الجامعة". 

وأضافت الفتاة الفلسطينية لوكالة سند للأنباء أن النازحين اضطروا إلى هدم جزء من السور الغربي للجامعة وخرجوا دون أمتعة رافعين الرايات البيضاء حيث تم نقلهم إلى رفح بواسطة الصليب الأحمر الدولي. 

استمرار النزوح 

لليوم الرابع يتواصل تدفق النازحين من مناطق غرب خان يونس إلى رفح حيث يتم نقلهم إلى مستشفى أبو يونس النجار ومستشفى الكويتي.

وأظهرت مقاطع فيديو بثها نشطاء عشرات النازحين المخضبين بدمائهم وآخرين يصرخون من شد الألم جراء إصابتهم بشظايا القذائف الإسرائيلية غرب خان يونس. 

وتسببت الحرب الإسرائيلية بنزوح 1.9 مليون شخص من مناطق سكنهم في قطاع غزة، وسط دمار ضخم قدرته الأمم المتحدة بأكثر من 60% من المنازل السكنية والبنى التحتية. 

وقدمت دول عربية ووكالة غوث وتشغيل اللاجئين الأونروا ومؤسسات إغاثية محلية عشرات الآلاف من الخيام للأسر النازحة في مناطق غرب رفح خلال الشهر الماضي. 

وتبلغ تكلفة بناء خيمة لأسرة مكونة من 10 أفراد مع حمام صغير حوالي 4 آلاف شيقل (3.8 دولار) والأسعار أخذت في الارتفاع مع نفاد الخيام والأخشاب والنايلون من الأسواق.

وما زال جهاد البرغوني، وهو نازح من غزة، غير قادر على تأمين خيمة تجمعه مع أسرته الصغيرة، رغم سعيه المستمر. 

البحث عن خيمة 

والبرغوني واحد من آلاف الفلسطينيين الذين اعتقلتهم سلطات الاحتلال الإسرائيلي، وأخضعتهم لتعذيب قاسٍ ومروع قبل أن تطلق سراحهم وتعيدهم إلى القطاع من معبر كرم أبو سالم الواقع عند مثلث الحدود بين مصر وغزة وإسرائيل. 

يقول البرغوني، الذي كان يجلس مع زوجته وطفليه على الجدار الحدودي الفاصل بين غزة ومصر، إن "زوجتي تعيش مع والدها وأشقائها في خيمة قريبة من الحدود، وأنا الذي اعتقلني اليهود وعذبوني وأخذوا فلوسي وكل ما أملك". 

ويضيف "منذ أن عدت إلى غزة الشهر الماضي، أنا عايش في نزوح مستمر. في البداية ذهبت إلى أهلي في وسط القطاع، لكن الاحتلال اقتحم مخيم البريج والمغازي، فانتقلنا إلى دير البلح، وأنا ذهبت إلى رفح حيث تقيم زوجتي وأطفالي". 

ويوضح أنه منذ وصوله إلى رفح، وهو يبحث عن خيمة، لكن دون جدوى، والمتوفر في السوق لا يمكنه دفع ثمنه، لافتًا إلى أنه يأتي في وسط النهار للقاء زوجته وأطفاله قرب الحدود بعيدًا عن أنظار الناس. 

وعن تجربته لدى الاحتلال، يقول البرغوني: إنه خلال التحقيق وضع ضابط مخابرات إسرائيلي صورًا لمنزله في غزة، وطلب منه معلومات عن أنفاق المقاومة في غزة. ويضيف "كنت مجرد من الملابس ومقيد اليدين والقدمين أثناء التحقيق، وقبل أن يتحدث معي الضابط الإسرائيلي، تعرضت لصعقة كهربائية أفقدتني الوعي..". 

ويشير إلى أن التحقيق معه استمر 12 يومًا، وكان يرد على أسئلة المحقق بأنه عامل ولا علاقة له بالأنشطة العسكرية، ولو كان له أي علاقة، لم يحصل على تصريح عمل هنا. 

وتقول زوجته "اليوم أنا عايشة في مكان وزوجي في مكان.. أنا معي أطفال صغار، لكن زوجي بيدبر حاله.. ونحن نتناوب على النوم داخل الخيمة يوميًا". 

وتضيف أن أطفالها يستيقظون في الليل على وقع أصوات الانفجارات والقصف، فيصرخون ويسألون عن والدهم، ولا تعرف ماذا تخبرهم. 

وتكمل "كل ليلة أنتظر شروق الشمس وأحمل الأطفال إلى الحدود هنا، بانتظار والدهم، وعندما يأتي، أشعر بأنني أحيا من جديد، وكل أمنيتي أن نجد خيمة تجمعنا مثل بقية الناس".