قالت شاهدة عيان، بيان نمر محمد الصعيدي، التي نزحت من شمال غزة وتحديدًا من جباليا، إن معاناتها بدأت منذ لحظة مغادرتها منزلها مع أطفالها الثلاثة في ظل القصف المستمر.
وأوضحت بيان في مقابلةٍ خاصة لـ "وكالة سند للأنباء"، التي فقدت زوجها أثناء النزوح، أن أولى محطات رحلتها كانت إلى رفح حيث أُجبرت على العيش في خيام لم توفر لها أي حماية من البرد أو الحرارة.
وأضافت: "عشنا في خيام لعدة أشهر، ومع مرور الأيام كانت المعاناة تزداد. لم يكن لدينا سوى الروح المعنوية التي تدفعنا للاستمرار."
وتابعت بيان: "لكن الوضع في رفح بدأ يصبح أكثر صعوبة مع استمرار الاحتلال في عدوانه، وبعد أن أصبح الأمان في رفح مجرد وهم، قررنا الانتقال إلى دير البلح، حيث سهل الله لنا الوصول إلى منطقة جديدة."
وأشارت "الصعيدي" إلى أنها كانت تحمل فقط بضع قطع خشبية عند وصولها إلى دير البلح، وبدأت من الصفر في بناء حياة جديدة لها ولأطفالها.
وقالت: "عشت هنا في ظل صعوبة كبيرة، لكن أهل الخير كانوا إلى جانبي، فقد ساعدوني بالحطب والمواد الأولية لبناء مأوى مؤقت. كانت الخيمة التي صنعتها هي كل ما أملك."
وأضافت بيان: "في الوقت الذي كنت أواجه فيه أصعب اللحظات في حياتي، عندما فقدت أطفالي، كانت الخيمة التي صنعتها مكانًا يعيد لي الأمل. ورغم الظروف القاسية، تعلمت كيف أبدأ من جديد وأمضي قدماً في الحياة."
واختتمت بيان حديثها قائلة: "عشت هنا وعشت بكرامتي، رغم كل ما فقدته، وأؤمن بأن الأمل لا يموت حتى وإن كانت الحياة تبدو صعبة".
وتتواصل حرب الإبادة الجماعية التي تشنها "إسرائيل" على قطاع غزة لليوم الـ 419 تواليًا، وسط ارتكاب المجازر والجرائم بحق المدنيين في مختلف أنحاء القطاع.
ومنذ الـ 7 من أكتوبر / تشرين الأول 2023 الماضي، ارتفعت حصيلة العدوان العسكري الإسرائيلي وجريمة الإبادة الجماعية المستمرة في قطاع غزة إلى 44 ألفًا و330 شهيدًا، و104 آلاف و933 مصابًا بجراح متفاوتة.