الساعة 00:00 م
السبت 18 مايو 2024
22° القدس
21° رام الله
21° الخليل
25° غزة
4.71 جنيه إسترليني
5.23 دينار أردني
0.08 جنيه مصري
4.03 يورو
3.7 دولار أمريكي
4

الأكثر رواجا Trending

نبيل خلف .. عائد من جحيم التعذيب فقد عائلته بمجزرة المعمداني

جرّاء العدوان الإسرائيلي..

بالفيديو البحث عن الدواء مهمة شاقة ومضنية في غزة

حجم الخط
قصف غزة.jpg
رفح - خاص وكالة سند للأنباء

تتنوع أشكال المعاناة التي يعيشها سكان قطاع غزة وسط قصف جوي وبري ومدفعي كثيف يشنه الاحتلال الإسرائيلي منذ 48 يوما بكثافة غير مسبوقة مع حصار خانق ومشدد وصل إلى حد وقف إمدادات الماء والغذاء.

ومع هذا الواقع أصبح الحصول على الدواء مثل الغذاء والماء مهمة شاقة ومضنية بالنسبة للمواطنين الفلسطينيين، وبعضهم يعاني من مضاعفات ونوبات صرع جراء عدم حصولهم على العلاجات اللازمة لأمراضهم.

استحالة الحياة دون الدواء

وحظرت حكومة الاحتلال الإسرائيلي كل مقومات الحياة عن غزة في إطار إجراءاتها العقابية وغير الإنسانية ضد سكان القطاع منذ السابع من تشرين الأول/ أكتوبر الماضي.

ودأب نايف عمر وهو مقعد ويتحرك من خلال عربة تعمل على الطاقة، على شراء المسكنات والأدوية الملينة لمقاومة الألم التي يعان منها منذ سنوات طويلة.

ويقول عمر (52 عاما) "صار لي ثلاثة أيام أحضر إلى هنا (الصيدلية) ولا أجد الدواء... أنا مريضا ومقعدا ولا أستطيع الحياة دون تلك الأدوية".

ويقول مالكو صيدليات في جنوب قطاع غزة إن مخزون الدواء اللازم لأصحاب الأمراض المزمنة ونزلات البرد والإسهال وغيرها من الأمراض الناتجة عن الازدحام أو بفعل التغير المناخي نفذت أو قاربت على النفاذ.

وكان الصيدلي محمد البردويل يوفر لزبائنه جميع الأدوية والعلاجات اللازمة لاحتياجاتهم قبل الحرب، لكنه اليوم بالكاد يستطيع توفير أنواع ضئيلة في ظل الطلب الهائلة على أدوية أمرض الشتاء واحتياجات أصحاب الأمراض المزمنة.

وقال البردويل ويمتلك سلسلة صيدليات في رفح "الناس اليوم تسأل عن الدواء ولا تجده... حتى الأدوية البديلة قارب على النفاذ".

وأضاف لوكالة سند للأنباء "الصيدلية تحولت اليوم للسؤال. خمسون زبونا يدخلون هنا (الصيدلية) لكن واحدا فقط ممكن أن يجد طلبة".

وتابع أن هناك طلبا هائلا على أدوية المسكنات والضغط والسكر والقلب والإسهال وارتفاع الحرارة ونزلات البرد خصوصا عند الأطفال والمسنين.

أدوية الشتاء والأمراض المزمنة

ويشكل الأطفال في المجتمع الفلسطينيين في غزة نصف عدد السكان البالغ عددهم 2.3 مليون نسمة وفق مركز الإحصاء الفلسطيني.

وحذرت منظمة الصحة العالمية، من أزمة تواجه أصحاب الأمراض المزمنة في غزة، مع وجود أكثر من ألف مريض بحاجة إلى غسيل الكلى للبقاء على قيد الحياة.

وقالت في بيان صحفي إن 45 ألف شخص مرضى بأمراض القلب والأوعية الدموية، وأكثر من 60 ألف مريض بالسكري ومثلهم يعانون من ارتفاع ضغط الدم، وهم الآن بحاجة ماسة للعلاج والمتابعة المستمرة. 

وتخدم مدينة رفح حوالي مائة صيدلية لكن نصفها تقريبا الآن لا تمتلك كثيرا من الأدوية اللازمة لاحتياجات الأسرة الفلسطينية خلال فصل الشتاء.

وتسبب العدوان الإسرائيلي المروع في إخراج 25 مستشفى و52 مركزا صحيا للرعاية الأولية عن الخدمة ومعظمها في مدينة غزة وشمال القطاع، وفي جنوب القطاع لا تزال تلك المراكز تقدم خدماتها لأصحاب الأمراض المزمنة والأسر الفلسطينية.

النازحون أكثر احتياجا للدواء

وفي ظل استمرار تدفق آلاف الأسر النازحة على جنوب قطاع غزة، أصبح الطلب على الأدوية مضاعفا مع انتشار الأوبئة وزيادة معدلات الإصابة بأمراض الشتاء في ظل اكتظاظ المدارس التي تحولت إلى مراكز إيواء وتشرف عليها وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الأونروا.

وقالت سيدة نازحة من غزة إلى رفح عرفت نفسها باسم أم حسني "من يوم ما نزحنا في رفح قبل ثلاثة أسابيع وأنا أبحث عن دواء لابني الذي يعاني من حالات تشنج وللأسف لم أجده... وحتى في خان يونس ووسط القطاع بحث عن الدواء وفشلت أيضا".

وقالت أخريات من أمام صيدلية مركزية وسط رفح إن أطفالنا يعانون من أمراض جلدية وقيء وإسهال مستمر ولا نجد لهم الدواء.

وقال الصيدلي عبد الله سحويل "الدواء قارب على النفاذ. ضغط الناس كثيرا والنازحين أكثر الفئات اليوم عرضة للأمراض وطلبا للدواء".

وأضاف سحري لوكالة سند للأنباء "ما في اليوم موردين والمعابر مغلقة واحتياجات الناس لا تنتهي. اليوم الناس تلجئ إلى عيادات الوكالة (الأونروا) والحكومة وتحصل على علاجات بديلة لكنها غير كافية".

وأوضح أن أدوية الرشح والإنفلونزا للأطفال والكبار نفذت وحتى البدائل التي ننصح الزبائن باستخدامها قاربت على النفاذ.
ويوجد في الأراضي الفلسطينية ستة مصانع دوائية، خمسة منها في الضفة الغربية، ومصنع وحيد في قطاع غزة تعطل عن العمل مع اشتداد القصف الإسرائيلي على القطاع.

وكان السكان يعتمدون على الأدوية التي يجلبها المسافرون عبر معبر رفح مع مصر قبل الحرب، لكن منذ إعادة تشغيل المعبر يوم 22 تشرين الأول/ أكتوبر الماضي، أمام إدخال كميات محدودة من المساعدين الإنسانية والأدوية الطارئة وسفر الأجانب من غزة إلى الخارج لم يعد أي فلسطيني إلى القطاع.

وقالت مريضة السكر سمية ضهير من رفح "أنا مريضة سكر ومتعودة على دواء (الجلفز) القادم من مصر. واليوم في ظل انقطاع هذا الدواء أشعر أنني أقترب من الموت".