الساعة 00:00 م
الأربعاء 08 مايو 2024
22° القدس
21° رام الله
21° الخليل
25° غزة
4.63 جنيه إسترليني
5.22 دينار أردني
0.08 جنيه مصري
3.98 يورو
3.7 دولار أمريكي
4

الأكثر رواجا Trending

بعد إنجاز 50% منه.. لماذا فكّك البنتاغون الأمريكي ميناء غزة العائم؟

قنابل وصواريخ غير متفجرة.. خطر يداهم حياة الغزيين

"عملي هو رسالة سلامٍ وحبٍّ"..

بالفيديو طبيب نازح يحوّل خيمته لعيادة لعلاج النازحين في رفح

حجم الخط
421533205_1236838213943554_8243191596561669193_n.jpg
رفح- تامر حمدي/ وكالة سند للأنباء


في خضمّ الأزمة الإنسانية التي يشهدها قطاع غزة جرّاء الحرب الإسرائيلية، بادر الطبيب محمود صالح بتحويل خيمته إلى عيادة طبية لعلاج الأسر النازحة في أحد مخيمات رفح.

ونزح الطبيب "صالح" مع عائلته بعد تدمير منزله جراء الهجوم الإسرائيلي الواسع على غزة عند اندلاع الحرب في 7 أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، تاركًا وراءه ذكرياتٍ مؤلمةً لفقدان شقيقته وأطفالها الخمسة وزوجها وعددٍ من أقربائه، جراء الحرب التي وصفتها الأمم المتحدة بأنها الأكثر دموية وشدة في القرن الواحد والعشرين.

يقول صالح من داخل خيمته الطبية: "لم أستطع أن أتخلى عن رسالتي وأترك النازحين يُعانون دون رعايةٍ طبيةٍ، خاصةً مع انتشار الأمراض بسبب نقص النظافة والخدمات الصحية".

ويضيف في حديثه لـ "وكالة سند للأنباء": "بعد وصولي إلى رفح والالتحاق بأحد مخيمات النازحين بادرت للاتصال مع القائمين على المخيم ووزارة الصحة واستطعنا توفير بعض اللوازم الطبية وبدأنا بتقديم الرعاية الطبية للنازحين بمختلف أطيافهم".

ويسرد لنا: "في البداية كنت أعالج الناس في خيمة أسرتي لكن مع مرور الوقت تم تجهيز خيمة مجاورة وأصبح نقطة طبية مركزية لخدمة حوالي 500 أسرة نازحة، حيث يتم تشخيص الحالات المرضية وصرف بعض العلاجات المتوفرة لهم بالمجان".

وخرجت 75% من مستشفيات القطاع عن الخدمة في ظل شن جيش الاحتلال الإسرائيلي هجوما عنيفا على النظام الصحي.

وقال المدير العام لمنظمة الصحة العالمية، تيدروس أدهانوم غيبريسوس، الإثنين الماضي، على هامش "القمة العالمية للحكومات 2024" في دبي، إن المساعدة المقدمة - حتى الآن - لغزة من حيث الإمدادات الطبية هي "قطرة في محيط الحاجة الذي يستمر في النمو كل يوم".

ومع دخول الحرب على غزة شهرها الخامس، ينصب الاهتمام الآن على الوضع في رفح حيث يعيش الآن نحو 1.4 مليون نسمة، وفق إحصاءات الأمم المتحدة والسلطات المحلية في المدينة.

وأصبحت رفح المتاخمة للحدود مع مصر المنطقة الأكثر اكتظاظا بالسكان في قطاع غزة، حيث يضطر مئات الآلاف من النازحين داخليا إلى العيش في أماكن مكتظة للغاية وفي ظروف معيشية مزرية.

توارد التصريحات الإسرائيلية الرامية لشن هجوم عسكري واسع في رفح، تسود أجواء من القلق والتوتر بين صفوف النازحين حيث لم يتبق مكان ينزحون إليه في القطاع البالغ مساحته 260 كيلو متر مربع.

ليلة مرعبة..

وعاش الطبيب صالح والنازحون ليلة مرعبة مطلع هذا الأسبوع إذ هاجمت قوة إسرائيلية منزلًا متاخما لمخيم النازحين الذي يقيم فيه في رفح مما أسفر عن استشهاد 73 فلسطينيًا وإصابة آخرين بجراح مختلفة.

وعن تلك الليلة، يحدثنا صالح: "تفاجأنا بأصوات القصف وإطلاق النار وبعض شظايا الصواريخ الإسرائيلية سقطت على بعض الخيام وقدمت أن واثنين من الممرضين المقيمين في المخيم العلاج لثلاث جرحى وسط ظروف صعبة ومعقدة".

ويصف الطبيب الفلسطيني الحرب الإسرائيلية بأنها "أكبر محرقة في التاريخ الحديث ضد المدنيين الفلسطينيين من الأطفال والنساء والأطفال".

وتحول جزء كبير من القطاع المكتظ بالسكان إلى أنقاض، وأعلن عن استشهد 28473 فلسطينيا وأصيب 68146 في الفترة الواقعة بين 7 أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، وحتى 13 فبراير/ شباط الجاري بحسب بيانات وزارة الصحة في غزة.

وفي الأيام العادية، يُعالج صالح مع طبيبين آخرين انضما إلى المخيم حديثًا مختلف الحالات المرضية، من الربو والرشح إلى الكبد الوبائي والجرب.

ويقول الطبيب الفلسطيني: إن "الجرب والكبد الوبائي من الأمراض التي تنتشر بشكل غير مسبوق بين صفوف النازحين نظرنًا لتلوث المياه في حال توفرها وانعدام النظافة الشخصية جراء عدم توفر الإمكانات لدى معظم العائلات".

ورغم ذلك يشعر الطبيب صالح بشيء من السعادة عندما يعالج الأطفال والكبار، ويوضح أنه "يشعر بالارتياح عندما يساعد المرضى ويخفّف من آلامهم."

ويضيف: "عملي هو رسالة سلامٍ وحبٍّ، وأسعى من خلاله إلى نشر الأمل بين إخواني النازحين."

وتُظهر مبادرة الطبيب صالح أن الإرادة والعزيمة يمكنهما التغلب على أصعب الظروف، وأن التكافل الاجتماعي هو سلاحٌ فعّالٌ لمواجهة النتائج الكارثية للهجوم الإسرائيلي الشرس على قطاع غزة الذي يقطنه 2.3 مليون نسمة.

421629942_2409842679226727_2254432954956133590_n.jpg