الساعة 00:00 م
الجمعة 03 مايو 2024
22° القدس
21° رام الله
21° الخليل
25° غزة
4.67 جنيه إسترليني
5.26 دينار أردني
0.08 جنيه مصري
4 يورو
3.73 دولار أمريكي
4

الأكثر رواجا Trending

عدنان البرش .. اغتيال طبيب يفضح التعذيب في سجون الاحتلال

أطفال غزة يدفعون ثمن الأسلحة المحرمة

بالفيديو لماذا تغتال إسرائيل العلماء والكفاءات في غزة؟

حجم الخط
الجامعة الإسلامية.jpg
رفح- تامر حمدي- وكالة سند للأنباء

يُعاني قطاع غزة من ظاهرةٍ خطيرةٍ تُهدّدُ مستقبلَه، وهي ظاهرةُ اغتيالِ العلماءِ والكفاءاتِ بشكلٍ مُتعمّدٍّ ووحشي في خضم الحرب الإسرائيلية المتواصلة على القطاع للشهر الخامس على التوالي.

وعلى مدار عشرين أسبوعًا من الحرب التي وصفتها الأمم المتحدة بأنها الأقسى في القرن الواحد والعشرينِ، تمّ اغتيالُ عددٍ من العلماءِ والأطباءِ والمهندسينَ والدعاة في مختلفِ أنحاءِ القطاع المكتظ بالسكان.

آخر ضحايا "إسرائيل" من العلماء والكفاءات هو البروفيسور ناصر أبو النور الذي اغتيل مع سبعة من أفراد أسرته جراء غارة إسرائيلية استهدفت منزلة في مدينة رفح مساء الثلاثاء.

والبروفيسور أبو النور (60 عامًا)، شغل منصب عميد كلية التمريض في الجامعة الإسلامية، ويعد من مؤسسي كليتي التمريض والطب في الجامعة التي تعرضت للقص والتدمير خلال الحرب التي اندلعت في السابع من أكتوبر تشرين الأول الماضي.

وتهدف إسرائيل من وراء هذه الاغتيالات والاستهداف المتعمّد -على ما يبدو- إلى محاولة التأثير في المجتمع الفلسطيني، بما في ذلك النخبة الفكرية والثقافية، وفق ما يقول إبراهيم نجل البروفيسور أبو النور.

ويضيف لـ"وكالة سند للأنباء"، "الاحتلال الإسرائيلي يهدف من وراء الاغتيالات إلى مفاقمة التحديات التي يواجهها الشعب الفلسطيني".

ويتابع: "كانت حياة والدي من أجل التعليم وتعليم الآخرين، هذه كانت رسالته في الحياة".

ووثّق المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان خلال الفترة الواقعة بين 7 أكتوبر/ تشرين الأول الماضي و11 يناير/كانون الثاني الماضي، اغتيال جيش الاحتلال 94 من أساتذة الجامعات الفلسطينية ومئات المعلمين وآلاف الطلبة.

ودمرت إسرائيل (5) من أصل (6) جامعات في قطاع غزة بشكل كامل أو جزئي بفعل عمليات الاستهداف الإسرائيلي، بحسب الأورومتوسطي.

كما استشهد 5260 طالبا وأصيب 8985 بجروح منذ بدء العدوان الإسرائيلي على القطاع، وفق إحصائية صادره عن وزارة التربية والتعليم الفلسطينية.

ووفق وزارة التربية، فإن 251 معلما وإداريا استُشهدوا وأصيب 846 بجروح في قطاع غزة، وستة أصيبوا بجروح، واعتُقل أكثر من 73 في الضفة.

شهادة فخر..

ويوضح إبراهيم بنبرة تحدٍّ ممزوج بألم الفقد، أن رحيل والده بهذه الطريقة هي شهادة فخر وتكريم إلهي له ولعائلته، وأن العشرات وربما المئات من طلابه وتلاميذه سيكملون مسيرة والدة الراحل.

ويشير إلى أن والده وترك إرثا علميا كبيراً بعد أن أمضى حياته في البحث العلمي والتدريس والمشاركة في المؤتمرات والمجلات والندوات العلمية، سواء داخل غزة أو حول العالم.

وكان البروفيسور أبو النور يقيم في مدينة غزة، وقد عاد إلى مسقط رأسه في رفح بعد شهر من اندلاع الحرب وفتح منزله لاستضافة العائلات النازحة من غزة وشمال القطاع.

وعن ذلك يقول نجله إبراهيم: "كان منزلنا المكون من طابقين يؤوي 8 أسر نازحة، ومعظم العائلات ليس لها علاقة مباشرة مع والدي، ورغم ذلك حرص على استضافتهم وإكرامهم".

ويضيف: "كان والدي يحرص على إغاثة الملهوف عملاً بوصية النبي صلى الله عليه وسلم".

ولم يتبق من عائلة البروفيسور الفلسطيني إلا ابنه إبراهيم ونجله الاخر محمد؛ وهو مصاب بجروح ورضوض في مختلف أنحاء جسده، ويرقد على سرير الاستشفاء بالمستشفى.

واستشهد في الغارة إلى جانب أبو النور زوجته وابنه وثلاث من بناته وحفيدته، بينما نجا النازحون في المنزل وجميعهم كان يقيمون في الطابق الأرضي.

مفخرة ومصدر إلهام..

وقال أحمد حسان جار أبو النور والذي شارك في انتشال جثامين العائلة، إن "غزة فقدت قامة علمية ومجتمعية أصيلة، وطريقة اغتياله بهذه الطريق تدلل بما لا يدع مجالا للشك بأن إسرائيل ماضية في اغتيالِ العلماءِ والكفاءاتِ بشكلٍ مُتعمّدٍّ ووحشي".

وأضاف "أن مواقف وأعمال البروفيسور أبو النور كانت مفخرة ومصدر إلهام لجميع من عرفة وتعايش معه".

وأشار إلى أن أحد المواقف المشرفة لـ "أبو النور" هي عندما توفيت إحدى بناته جراء مرض عضال، فقد حرص الرجل على التبرع بقرنيتها والمساهمة في إعادة زراعتها لأحد المرضى من أجل أن يبصر النور.

وبحسب الأورومتوسطي، فإن إسرائيل اغتالت خلال الحرب على غزة 17 شخصية تحمل درجة البروفيسور، و59 من حملة الدكتوراه، و18 بدرجة الماجستير، وغالبيتهم يمثلون "مرتكزات العمل الأكاديمي في جامعات غزة".

ووصف مدير مستشفى أبو يوسف النجار برفح مروان الهمص جريمة اغتيال البروفيسور أبو النور بالوحشية والهمجية، وقال إن "جرائم إسرائيل ضد أطفال ونساء وعلماء الشعب الفلسطيني بحاجة إلى وقفة حازمة من المجتمع الدولي".