الساعة 00:00 م
الخميس 02 مايو 2024
22° القدس
21° رام الله
21° الخليل
25° غزة
4.71 جنيه إسترليني
5.3 دينار أردني
0.08 جنيه مصري
4.03 يورو
3.76 دولار أمريكي
4

الأكثر رواجا Trending

أطفال غزة يدفعون ثمن الأسلحة المحرمة

معروف: معلبات مفخخة يتركها الاحتلال بمنازل غزة

بالفيديو عائلة فلسطينية تُفجَع باستشهاد ابنتها وطفليها "جوعى"

حجم الخط
429463396_414215041022994_1706527450538746086_n.jpg
رفح- تامر حمدي - وكالة سند للأنباء

تعيش عائلة فلسطينية نازحة في مدينة رفح، مأساةً إنسانيةً مُفجعةً، حيثُ تلقت نبأ استشهاد ابنتها وأطفالها المحاصرين في غزة بفعلِ الحربِ الإسرائيلية المتواصلة على القطاع للشهر الخامس على التوالي.

ولم يكن حزنُ عائلةِ أبو رياض جرادة على فقدانِ أحبائِهم بفعل غارة إسرائيلية هو الوحيدَ، بل ازداد حزنُهم لمعرفةِ أنّهم لفظوا أنفاسهم الأخيرة جوعى، بعد أن انقطعَ عنهم الطعامُ والشرابُ والدواءُ بفعلِ الحصارِ الذي تفرضهُ سلطات الاحتلال الإسرائيلي.

يقولُ الأب "جرادة" الذي نزح من غزة مع معظم أفراد عائلته: "لم نتوقع أن نسمعَ خبرَ استشهاد ابنتِنا وطفليها وزوجها بهذهِ الطريقةِ المُروّعةِ، لقد ماتوا جوعى قبل أن تقصفهم طائرة إسرائيلية في منطقة حي الزيتون، بينما العالمُ يتفرّجُ على معاناتِنا."

ويوضح لـ "وكالة سند للأنباء"، أنه أجرى قبل أيام اتصال هاتفي مع ابنته فرح وتحدث إليها، وكانت بمثابة مكالمة الوداع.

ويضيف: "سألتني فرح ماذا تفعل يا أبي وأجبتها بأنني أخبز العيش (الخبز) على الفرن، فردت علي بأنها وزوجها وطفلاها يعانون من الجوع ونقص الماء والدواء ولم يتذوقوا طعم العيش منذ أسابيع".

ويشير الأب المكلوم الذي يعيش في خيمة بمنطقة مواصي رفح إلى أن حزنه تضاعف ليس لأن ابنته وحفيديه استشهدوا بغارة إسرائيلية "لكن لأنهم فارقوا الحياة وهم يتضورون جوعًا ويعانون من العطش والحرمان من كل شيء".

ويُعاني مئات الآلاف من الفلسطينيين في مدينة غزة وشمال القطاع الذين رفضوا الانصياع لقرارات جيش الاحتلال بالنزوح إلى جنوب القطاع، من أوضاعٍ إنسانيةٍ كارثيةٍ، حيثُ يعيشون محاصرين دون طعامٍ أو شرابٍ أو دواءٍ، ممّا يُعرّضُ حياتَهم للخطرِ.

وتستخدم إسرائيل "حرب التجويع" ضد الفلسطينيين في إطار حربها المروعة والمتواصلة على القطاع المكتظ بالسكان منذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول الماضي.

وتظهر مقاطع فيديو يبثها نشطاء على مواقع التواصل الاجتماعي كيف يعاني الصغار والكبار من الجوع والعطش الشديدين، وكيف يتجمعون بالآلاف على شارع الرشيد الساحلي بانتظار وصول عددا من شاحنات تحمل مساعدات قليلة تسمح قوات الاحتلال الإسرائيلي بوصولها إلى مدينة غزة وشمالها، أملا في الحصول على ما يبقيهم على قيد الحياة.

وأصبح هذا الواقع واحدا من مشاهد كثيرة غير مألوفة ارتبطت بالحرب الإسرائيلية غير المسبوقة على قطاع غزة من حيث الزمن والتدمير وعدد الضحايا، منذ اندلاعها في السابع من أكتوبر/تشرين الأول الماضي.

وتعيش أم فرح على ذكريات المكالمات الهاتفية مع ابنتها الشهيد وطلفيها وصورهم الأخيرة التي وصلتها قبل استشهادهما بحوالي أسبوع.

من جانبها، صرحت الأم المكلومة، والدموع تملأ مقلتيها: "بعد ما نزحنا إلى رفح بقيت فرح وشقيقتها الأخرى وأولادهما في غزة، وكنت كل يوم أمشي أكثر من كيلو متر حتى يتوفر الإرسال (البث) لكي أتواصل معهم عبر الهاتف والإنترنت".

وتوضح لـ "وكالة سند للأنباء"، أنها عندما علمت بواقع حياتهم الصعبة بفعل الحصار أخبرتها بأنني سأخبز لها كيسين طحين وأرسلهم لها، عند الإعلان عن اتفاق الهدنة؛ "كانوا كثيرا يشكون من الجوع والعطش حسبنا بالله ونعم الوكيل".

وتضيف الأم المكلومة: "كان نفسي أشوفها وأحضنها وألعب مع أولادها، لكن قدر الله نفذ والحمد لله على كل حال".

وتُؤكد منظمات حقوقية دولية أن استمرارَ حصار "إسرائيل" لأكثر من مليوني فلسطيني في قطاع غزة قد يُؤدي إلى كارثةٍ إنسانية محتملةٍ، حيثُ يُعاني الفلسطينيون من نقصٍ حادٍّ في الغذاءِ والدواءِ.

وقالت شقيقة فرح بصوت مخنوق: "كانت فرح تسألني كل يوم متى الهدنة ومتى رمضان، لعدم توفر إنترنت وكهرباء لديها لكي تعرف الأخبار".

وتابعت أنها تواعدت مع شقيقتها قبل استشهادها بيوم واحد أن ترسل لها صورًا جديدة لطفلتها جوري (عامين) وطفلها عمر (8 أشهر)، إلا أن القصف الإسرائيلي على حي الزيتون في اليوم التالي أسقط الوعد وتسبب في استشهاد فرح وزوجها وطفليهما.

وختم قائلة: "قتل اليهود (الاحتلال) شقيقتي وزوجها وطفليهما جوعًا وعطشًا قبل أن يمزقوا أجسادهم بالصواريخ الأمريكية الصنع".