الساعة 00:00 م
السبت 27 ابريل 2024
22° القدس
21° رام الله
21° الخليل
25° غزة
4.79 جنيه إسترليني
5.4 دينار أردني
0.08 جنيه مصري
4.1 يورو
3.83 دولار أمريكي
4

الأكثر رواجا Trending

موجات الحر تحول خيام النازحين لأفران مشتعلة 

جيش الاحتلال يُعلن مقتل "رائد" شمال قطاع غزة

بالفيديو طفل فلسطيني يُبث الأمل بين خيام النازحين في رفح

حجم الخط
426724434_366941266255808_1105466227258380308_n.png
رفح- تامر حمدي- وكالة سند للأنباء

وسط حشد من الأطفال النازحين في منطقة مواصي رفح جنوبي قطاع غزة، يملأ صوت المنشد الفلسطيني محمد البسيوني خيامهم بالأمل والبهجة.

يُقدم البسيوني (14 عامًا) عروضًا محدودة بين الخيام وهو يطيّر الأطباق الورقية، حاملاً معه رسالة سلام ومحبة، راجياً أن تُساهم أعماله في دفع الدول العربية إلى المساعدة في وقف المحرقة الإسرائيلية ضد سكان قطاع غزة.

السلام والمحبة

يُحلّق صوت الطفل الفلسطيني العذب بين الخيام، حاملاً معه ألحانًا من بلاد الشام، وحكايات عن السلام والمحبة، وأملًا في مستقبلٍ أفضل.

كما يُشارك الحاضرون أغانٍي وطنية وتراثية، مُستخدمًا صوته الجميل لِلَفتِ انتباه العالم إلى معاناة النازحين، ودعوة الدول العربية إلى التكاتف لدعم غزة وسكانها الذين نزحوا عن منازلهم قسرًا هربًا من آلة الحرب الإسرائيلية.

يقول البسيوني لـ "وكالة سند للأنباء": "من خلال الأناشيد، أحاول أن أُوصل رسالة إنسانية إلى العالم، وأدعو الجميع إلى التعاون لِوقفِ الحرب في غزة".

ويضيف: "أُريد أن أُذكّر الجميع بأننا إخوة، وأنّ واجبنا هو مساعدة بعضنا البعض في أوقات الشدة."

اكتشاف الموهبة

ومنذ نعومة أظفاره، يتملك البسيوني صوتًا جميلًا، وساعده والدهم المنتج وائل البسيوني على تنمية موهبته من خلال الاستوديو الذي كان يمتلكه في مدينة غزة.

لكن الأستوديو الذي كان بمثابة بيته الثاني تعرض للتدمير إبان الحرب الإسرائيلية على غزة في صيف 2021، وحتى الاستوديو الثاني الذي جرى تشييده في منزلهم دمّر في الحرب الإسرائيلية الحالية.

وقبل الحرب، أنتج البسيوني حوالي 70 أنشودة مصورة يخاطب من خلالها النخوة العربية ودولًا مثل اليمن والجزائر وقطر والأردن والعراق.

كما شارك الطفل الفلسطيني في مهرجانات في عدد من الدول العربية وجذب صوته العذب عشرات الآلاف في العالم العربي.

ويوضح البسيوني أنه كوّن صداقات مع ملحنين وموزعين في العالم العربي وأنشد في عدد من العواصم العربية، ويأمل أن تنتهي الحرب ويعود للمشاركة في الأعمال الفنية سواء داخل غزة أو خارجها.

ويؤكد أنه وجد في الإنشاد مستقبله ولمس تفاعلًا واسعًا من قبل جمهوره الفلسطيني والعربي وأنه سيواصل عمله رغم محنة الحرب الحصار الإسرائيلي.

ويشدد أن الشعب الفلسطيني صامد على مهما طالت الشدة ولن يتزحزح وسوف يقف خلف مقاومته حتى النصر أو الشهادة.

426724434_366941266255808_1105466227258380308_n.png
 

أطباق ورقية

وبدأت قصة البسيوني مع الطائرة الورقية عندما شاهد أطفال من جيله يلهون بتلك الطائرات فقرر أن يصنع طائرة وقية من النايلون تحمل علم اليمن؛ لموقفهم الرجولي البطل في دعم الشعب الفلسطيني وقضيته العادلة.، حسب تعبيره.

ويُقدم البسيوني عرضًا فريدًا من نوعه، حيث يُطيّر أطباقًا ورقية تحمل رسائل من النازحين إلى العالم، وتدعو إلى التضامن والوحدة العربية.

كما تُؤثّر عروض الطفل الفلسطيني المحدودة الحسن بشكلٍ عميق على النازحين، الذين يجدون في أناشيده راحةً ومتنفسًا من همومهم.

وعن ذلك يقول "هذا شيء بسيط بالنسبة لي أقدمه لشعبنا النازح وإلى دولة اليمن الشقيقة وشعبها المقدام أمام مواقفهم البطولية الداعمة والمشرفة وأحاول من خلاله إظهار مدى ارتباط قضيتنا باليمن".

ويضيف: "نفسي أعمل طائرات ورقية بأعلام جميع الدول العربية، لكن بسبب انقطاع التيار الكهربائي وصعوبة الوصول إلى المطابع لا أستطيع طباعه الأعلام".

وعقب اندلاع الحرب في 7 أكتوبر/ تشرين الأول، نزح البسيوني مع عائلته مثل معظم سكان غزة البالغ عددهم 2.3 مليون نسمة، من 9 أماكن إلى أن أستقر بهم الحال في منطقة مواصي رفح حيث تنتشر خيام النازحين على مد البصر.

ويختم البسيوني قائلًا: "اليوم نحن في رفح ننشد من أجل السلام والأمل، ولا نعرف غدًا أين سنذهب".