الساعة 00:00 م
الثلاثاء 07 مايو 2024
22° القدس
21° رام الله
21° الخليل
25° غزة
4.7 جنيه إسترليني
5.28 دينار أردني
0.08 جنيه مصري
4.03 يورو
3.74 دولار أمريكي
4

الأكثر رواجا Trending

بعد إنجاز 50% منه.. لماذا فكّك البنتاغون الأمريكي ميناء غزة العائم؟

قنابل وصواريخ غير متفجرة.. خطر يداهم حياة الغزيين

بالفيديو طفل فلسطيني يقاوم الظلم: قصة خالد جنيد في سجون الاحتلال

حجم الخط
خالد جنيد.png
رفح- تامر حمدي/ وكالة سند للأنباء

في خيمة صغيرة داخل مركز إيواء مكتظ جنوب قطاع غزة، يجلس خالد جنيد، طفلا في الرابعة عشرة من عمره، يحمل في عينيه مزيجًا من الحزن والأمل. 

في أول أيام العام الجاري، انقلبت حياة الطفل جنيد رأسًا على عقب عندما اعتقله جيش الاحتلال الإسرائيلي مع شقيقه من منزله في مخيم جباليا شمال قطاع غزة.

يتذكر جنيد بمرارة تلك الأيام العصيبة في مقابلة مع مراسل "وكالة سند للأنباء": "كان أول يوم في السنة (2024)، وكنت مع شقيقي ووالدتي وشقيقاتي الصغار في المنزل عندما باغتتنا قوات من جيش الاحتلال واعتقلتنا بوحشية".

ومثل آلاف الأسرى، نزع جنيد، الطفل اليافع، ملابسه بعدما سحبه جنود الاحتلال من مركبة عسكرية، تاركين إياه عارياً يرتجف، كما قضى ساعات الليل الطويلة عارياً يصارع البرد القارس، حتى أغمى عليه وفقد القدرة على النطق بشكل صحيح.

رحلات عذاب

خلال فترة اعتقاله التي استمرت شهرًا، عاش جنيد تجربة قاسية لن ينساها أبدًا؛ فقد قُدّر له أن يقضي 8 أيام في زنزانة ضيقة لا تتجاوز مساحتها مترًا مربعًا، أرضيتها من الحصى الخشن.

ويصف تلك الأيام قائلاً: "كان الطعام شحيحًا، والماء قليلًا، والتعذيب لا يتوقف."

يروي جنيد قصة اعتقاله المريرة، حيث عاش ثمانية أيام في ظروف لا إنسانية: "خلال تلك الأيام، لم يتم تقديم طعام سوى وجبة اللبنة، وكانت كمية الطعام قليلة جدًا."

تعرض جنيد لأبشع أنواع التعذيب، من ضرب وإطفاء السجائر في جسده، إلى التعذيب بالماء الساخن والشتائم اللفظية، ويقول: "كان الجنود يضيقون علينا ليمنعونا من الصلاة، فضلًا عن إبقائنا في العراء تحت الأمطار."

ويضيف: "تعرضت لعدة اعتداءات من مجندي وضباط التحقيق"، وبعد قضاء ثمانية أيام، تم نقله إلى سجن الدامون.

ويتابع: "خلال عملية النقل، قامت إحدى المجندات برفع العصابة عن عيني وطلبت مني تقبيل علم إسرائيل. وحين رفضت، تعرضت للضرب بشكل جنوني في وجهي، وظلت تستفزني وتعتدي عليّ انتقاما مني بعد ذلك."

ويتعرض الأسرى الفلسطينيون من قطاع غزة لدى جيش الاحتلال إلى جرائم قتل عمد وإعدام تعسفي وخارج نطاق القانون والقضاء، بما في ذلك القتل تحت التعذيب وفق توثيق مراكز حقوقية دولية أشارت إلى أن آلاف الفلسطينيين اعتقلوا خلال الهجوم البري على مدينة غزة وشمال القطاع، لكنها لا تمتلك قاعدة بيانات دقيقة حول أعداد المعتقلين في سجون الاحتلال.

ووثقت صحيفة "هآرتس" العبرية في السابع من الشهر الجاري استشهاد 27 أسيرا من قطاع غزة منذ السابع من تشرين الأول/أكتوبر الماضي، خلال استجوابهم واحتجازهم في منشآت عسكرية إسرائيلية، وذلك بفعل التعذيب أو الحرمان من العلاج.

ووفق ما أوردت الصحيفة، فإن المعتقلين استشهدوا لدى احتجازهم في قاعدتي "سدي تيمان" قرب مدينة بئر السبع، و"عناتوت" قرب مدينة القدس المحتلة، أو أثناء التحقيق معهم في منشآت "إسرائيلية" أخرى دون أن ينشر جيش الاحتلال أي معطيات حول ظروف استشهادهم.

الحياة في مركز الإيواء

بعد شهر من الاعتقال، تم إطلاق سراح الطفل جنيد في جنوب قطاع غزة، دون معرفة مصير أخيه. "لا أعرف أين هو، أو ماذا حدث له، هل استشهد أما ما زال على قيد الحياة"، يقول جنيد بنظرة حزينة.

ويفتقد الطفل الفلسطيني عائلته وبيته، ويحلم باليوم الذي سيعود فيه إلى حياته الطبيعية، إذ يعيش الآن في مركز إيواء مكتظ في رفح مع آلاف النازحين الآخرين.

بين قراءة القرآن وشراء وتحضير طعام الإفطار والسحور يقضي الطفل جنيد أيام شهر رمضان الأولى.

ويقول بحرقة: "أريد أن أعود إلى منزلي في جباليا وأعيش وألعب مع أصدقائي، وأعيش مع عائلتي ما تبقى من رمضان."

وأضاف بحسرة: "الحياة هنا صعبة، لكنها أفضل من الزنزانة".