الساعة 00:00 م
الجمعة 03 مايو 2024
22° القدس
21° رام الله
21° الخليل
25° غزة
4.67 جنيه إسترليني
5.26 دينار أردني
0.08 جنيه مصري
4 يورو
3.73 دولار أمريكي
4

الأكثر رواجا Trending

عدنان البرش .. اغتيال طبيب يفضح التعذيب في سجون الاحتلال

أطفال غزة يدفعون ثمن الأسلحة المحرمة

فرحة باهتة.. طقوس رمضانية غيبتها الحرب عن قطاع غزة

حجم الخط
رمضان غزة..jpg
فاتن الحميدي- غزة- وكالة سند للأنباء

يستقبل أهالي قطاع غزة كل عام شهر رمضان بالزينة والفرحة والتسوق والاستعداد الروحي، حيث تمتلئ الطرقات بأحبال الإضاءة، وينتشر الناس بعد الإفطار في الطرقات، وتتعالى أصوات الأطفال لعباً ولهواً، وتصدح المآذن منادية لصلاة التراويح، وسط حالة من الأمان والطمأنينة.

بينما يعود رمضان هذا العام محملاً بالألم والكثير من الدموع والفقد، وسط صخب ليس كالمعتاد، فانفجارات القصف الإسرائيلي على قطاع غزة تشتد، وأصوات طائرات الاستطلاع والإسعافات تتعالى ليل نهار، وانعدام للأمان يجتاح القلوب والبيوت، أما الحياة فتتوقف مع أذان المغرب.

يقول محمود عودة (٣٥ عاماً)، أحد النازحين من مدينة غزة إلى جنوب القطاع، لـ"وكالة سند للأنباء"، إن الحرب الإسرائيلية التي شارفت على إتمام نصف عام، "أعادت علينا رمضان بأجواء باهتة وطقوس ليست كالمعتاد".

وبحُرقة يتابع حديثه بالقول: "إنَّ أبرز ما قضت عليه الحرب في رمضان هو استشعار الأمن والأمان والتنقل دون خوف، ناهيك عن صلاة التراويح أبرز الشعائر الرمضانية التي أصبحنا نصليها في الخفاء خوفاً من القصف الهمجي، والذي يؤذي قلوبنا أكثر أننا نعيش هذا الخوف والقلق خارج بيوتنا ونحن نازحين".

أما المزاج العام كما وصفه "عودة"، فهو كئيب وسط أنقاض غزة، والنقص الحاد في الغذاء، مضيفاً "كانت موائدنا تمتلئ بشتى أصناف الطعام والمشروبات والحلويات وبأسعار مناسبة، أما الآن تحصل على وجبة واحدة وغير متكاملة بشقاء في ظل الأسعار الخيالية، والتي قد لا تكفي جميع أفراد العائلة".

وهذه هدى زيدان ( ٥٥ عاماً)، تصف لمراسلة "وكالة سند للأنباء"، أجواء رمضان بـ"الحزينة الباهتة" التي لا تمضي إلا برحمة الله وتلاوة القرآن.

وتؤكد أن هذه الحرب حرمت الأهالي متعة التسوق والتنقل، حيث يعاني الجميع من حرب الأسعار المرتفعة جداً، والتي تضاعفت فوق الغلاء مع بداية الشهر الفضيل.

حُرقة ودموع..

والتقت مراسلة "وكالة سند للأنباء"، بالشابة نور طباسي (٢٥ عاماً) والتي عبرت عن شعورها بالبكاء.

وبِعَبرة خانقة تحدثنا قائلة "كانت أول لقمة ممزوجة بالدموع على الحال الذي وصلنا إليه في غزة حزناً وليس اعتراضاً على قضاء الله، كما الحال في أول صلاة تراويح في منزلنا حيث أجهشت العائلة بالبكاء، ولم يُسمع إلا صوت النحيب (..).

ولم يختلف حديث الشاب أيهم صلاح ( ٢٣ عاماً) وهو أحد النازحين إلى وسط قطاع غزة، عن كلام ضيوفنا، حيث أبدى حزنه في هذه الأيام، لافتاً النظر إلى أن "الحياة تتوقف مع أذان المغرب"، كما قال لمراسلتنا.

ويشير "صلاح" في حديثه لـ"وكالة سند للأنباء"، إلى أنه عادةً ما تكتظ الطرقات بالناس وتعم الحيوية أرجاء القطاع بعد الإفطار، فمتعة الشهر الفضيل تبدأ بالزيارات وصلة الأرحام، والتنقل بين المحلات التجارية، مستدركاً؛ " لكن الحرب حرمت أحداً من الخروج ليلاً، كما قطعت الأوصال وفرقت الأحبة، وهدمت البيوت".

ويتابع، "لانقطاع الكهرباء قصص أخرى، فلا كهرباء لإشعال الزينة، ولا ضوءً يساعد على تناول الفطور والسحور، إنما نضيء بهواتفنا المحمولة حتى نرى".

"أما القطائف فاستبدلها الاحتلال بالقذائف"، بهذه الجملة عبر "صلاح" عن امتعاضه من فعل الاحتلال الذي يزداد همجية وقت السحور والفطور، منغصاً على الأهالي لقمة حصلوا عليها بشقاء ودم.