الساعة 00:00 م
الجمعة 03 مايو 2024
22° القدس
21° رام الله
21° الخليل
25° غزة
4.67 جنيه إسترليني
5.26 دينار أردني
0.08 جنيه مصري
4 يورو
3.73 دولار أمريكي
4

الأكثر رواجا Trending

أطفال غزة يدفعون ثمن الأسلحة المحرمة

معروف: معلبات مفخخة يتركها الاحتلال بمنازل غزة

"رمضان بلا عائلة".. محررات فلسطينيات جنوب القطاع يحكين عن ألم الانفصال القسري   

حجم الخط
أسيرات محررات غزة.jpg
رفح- تامر حمدي/ وكالة سند للأنباء

تواجه العديد من الأسيرات الفلسطينيات المحررات في جنوب قطاع غزة وضعًا مأساويًا، حيث يجدن أنفسهن منفصلات عن أزواجهن وأطفالهن الذين يعيشون في شمال القطاع، وسط تفاقم الأوضاع الاقتصادية والإنسانية المستمرة هناك مع حلول شهر رمضان المبارك.

وفي ظل الوضع الاقتصادي المتردي والمجاعة المستمرة في شمال القطاع، يزداد قلق هؤلاء النساء على سلامة أسرهن وأوضاعهم خلال هذا الشهر الفضيل.

وتعبر الأسيرات المحررات عن حزنهن وألمهن لهذا الانفصال القسري، حيث يتعذر عليهن الاحتفال بأمسيات الفطور والسحور مع أسرهن كما اعتدن عليه في سنوات سابقة.

كما يشعرن بالحنين الشديد لأطفالهن وأزواجهن، وتتفاقم هذه المشاعر خلال الأيام الأولى من شهر رمضان المبارك، حيث يزداد الإحساس بالفراغ والعزلة.

ووجدت الأسيرة المحررة نبيلة مقداد نفسها وحيدة لأول مرة في حياته خلال شهر رمضان الفضيل في مدرسة تحولت إلى مركز إيواء في رفح، جنوبي قطاع غزة.

ومقداد (39 عاما) اعتقلها جيش الاحتلال الإسرائيلي من مدرسة إيواء في الشيخ رضوان بمدينة غزة يوم 24 كانون الأول/ ديسمبر الماضي، وأطلق سراحها في 8 شباط/ فبراير الماضي من بوابة معبر كرم أبو سالم جنوبي القطاع.

وتقول الأسيرة المحررة لـ"وكالة سند للأنباء": "اليوم أنا مش قادرة أحط اللقمة في فمي وأبنائي وزوجي وعائلتي لا يجدون الطعام في غزة. بحكي معهم على الجوال وقلبي ينفطر على حالهم".

وتضيف مقداد أنها تفتقد الأجواء الأسرية في رمضان، فمثلًا كانت ابنتها الكبرى تساعدها في تجهيز فطرة رمضان، بينما كان نجلها البكر يجلب لها احتياجاتها من السوق.

وتتابع قائلة: "في أول يوم رمضان كنت أطبخ لهم الملوخية وأعمل لهم القطايف والكنافة ونعيش أجواء رمضان بجد، لكن اليوم حياتنا فراق وألم وقهر وحسبنا بالله ونعم الوكيل على اليهود.

ولدى مقداد خمسة أبناء، هم: محمد (13 عاما)، ومرام (12عامًا)، وأحمد 9 سنوات، ومنه 8 سنوات، وآدم خمس سنوات.

واستشهد اثنان من أشقاء مقداد وثلاثة من أبناء أشقائها في بداية الحرب، والآن شقيقها الثالث فقد أثره منذ 29 شباط/ فبراير الماضي.

وعن ذلك، تقول "الحمد لله إن أكرمنا الله بالشهادة، لكن شقيقي المفقود نافذ هو روح البيت ويد أبي اليمنى.. نفسي أعرف شو مصيره عايش ولا ميت.. أسير أم حر طليق، في غزة أم في جنوب القطاع". 

وتعتبر المجاعة والفقر الناتج عن الحرب الحصار الإسرائيلي للقطاع من أبرز التحديات التي تواجه الأسر الفلسطينية في غزة، وهو ما يجعل حياة الأسيرات المحررات وعائلاتهن أكثر صعوبة خلال شهر رمضان.

ويعكس هذا الواقع صورة مؤلمة للانفصال القسري الذي تعاني منه هؤلاء النساء خلال هذا الشهر الفضيل.

وانقلبت حياة الأسيرة المحررة فاطمة طنبورة رأسًا على عقب وصولها إلى رفح، بعد 47 يومًا من الأسر في سجون الاحتلال الإسرائيلي.

وتعيش طنبورة (44 عامًا) بجسدها في رفح، لكن عقلها وتفكيرها بأبنائها الثمانية الذين يعيشون محنة الجوع والعطش في شمال القطاع جراء الحصار الإسرائيلي المتواصل.

تقول المحرر الفلسطينية لـ"وكالة سند للأنباء" إن ما زاد من وجعها هو فقدان أثر زوجها منذ حوالي شهر ونصف، إذ أصبح أطفالها الآن بلا أب أو أم.

وتضيف طنبورة "أولاد لا يجدون شيئا يأكلونه على السحور، بينما إفطارهم يكون عبارة عن سلطة صبر أو قريص وكليهما يستخدمان كطعام للحيوانات".

وتؤكد الأسيرة المحرر أن أبناءها وجميع أبناء الشعب الفلسطيني لن يسلموا لهذا المحتل الإسرائيلي وسوف يواصلون الصمود والتحدي حتى التحرر من نير الاحتلال.

وتشير إلى أنها خلال فترة الأسر كانت المجندات يطلبن من الأسيرات تقبيل العلم الإسرائيلي لكنها رفضت تلبيه هذا الطلب لدرجة أنها تعرضت لتعذيب شديد وحرمت من النوم والطعام في بعض الأحيان.  

ويعاني أهالي غزة وشمال القطاع من سوء التغذية ونقص الرعاية الصحية بسبب تعمد الاحتلال الإسرائيلي منع وصول الإمدادات الغذائية لحوالي 700 ألف فلسطيني لا يزالون يعيشون هناك.

"بالأمس وصلني أولادي الاثنين من غزة والحمد لله"، تقول هديل الدحدوح وهي زوجةٌ في العشرينيات من عمرها.

لكن الدحدوح تفتقد الآن والديها وأقرباءها بعد أن وجدت نفسها وحيدة في مركز إيواء دون عائلتها الكبيرة، وتقول: "الأجواء هنا مش زي غزة، والعيلة هناك حيث يعانون من الجوع والعطش الشديدين".

وتُضيف لـ"وكالة سند للأنباء": "رمضان هذا العام مختلفٌ تمامًا عن الأعوام السابقة. أشعر بالوحدة والحزن، خاصةً عند تحضير وجبات الإفطار، حيث كانت أمي تُساعدني في الطهي."

ورغم المعاناة والألم، تُحافظ الأسيرات المحررات على الأمل في المستقبل، ولا يتوقفن عن الصلاة والدعاء للمولى عز وجل من أجل عودة الهدوء والسلام لقطاع غزة، ورؤية عائلاتهن من جديد مرة أخرى.