الساعة 00:00 م
الخميس 02 مايو 2024
22° القدس
21° رام الله
21° الخليل
25° غزة
4.71 جنيه إسترليني
5.3 دينار أردني
0.08 جنيه مصري
4.03 يورو
3.76 دولار أمريكي
4

الأكثر رواجا Trending

أطفال غزة يدفعون ثمن الأسلحة المحرمة

معروف: معلبات مفخخة يتركها الاحتلال بمنازل غزة

ميناء غزة المؤقت.. حين تسعى الولايات المتحدة لإدارة الحرب بدل إيقافها

حجم الخط
ميناء غزة.jpg
أحمد البيتاوي- وكالة سند للأنباء

في بداية شهر مارس/آذار الماضي، أعلن الرئيس الأمريكي "جو بايدن" عن نية الولايات المتحدة إقامة ميناء بحري مؤقت في غزة، تكون مهمته استقبال المساعدات الإنسانية وإيصالها للمواطنين في القطاع.

وبعدها بأيام، أظهرت صورٌ التقطتها الأقمار الصناعية، أعمال حفر وطمر لمياه البحر في رصيف قيد الإنشاء على شواطئ الساحل الجنوبي لمدينة غزة.

ويأتي الإعلان الأمريكي وما تلاه من خطوات عملية على الأرض، في الوقت الذي كشفت فيه مصادر عبرية النقاب عن جسر جوي وبحري غير مسبوق في تاريخ إسرائيل لإمدادها بالأسلحة الأميركية، دعما لحربها التي تشنها في غزة.

وذكرت المصادر أن هذا الجسر المتواصل منذ 5 شهور، شمل ما لا يقل عن 130 رحلة جوية و150 عملية شحن بحري من خلال طائرات وسفن انطلقت من القواعد الأميركية في أنحاء العالم وانتهت في إسرائيل.

وأشارت إلى أن هذا الجسر شمل تزويد دولة الاحتلال بعشرات الأطنان من القذائف والقنابل الموجهة والصواريخ والطائرات المسيرة.

وأمام هذه الازدواجية في التعامل الأمريكي مع حرب الإبادة التي يشنها الاحتلال ضد غزة، يرى مراقبون أن الميناء الجديد الذي يجري الحديث عنه، يأتي في سياق إدارة الولايات المتحدة الأمريكية للحرب بدل العمل على وقفها، أو كمن يضع السم في الدسم.

فكرة إسرائيلية.. والتنفيذ أمريكي

حسب صحيفة جيروساليم بوست العبرية، فإن إقامة الميناء الجديد في غزة هي بالأساس فكرة إسرائيلية اقترحها رئيس وزراء الاحتلال بنيامين نتنياهو على الرئيس الأمريكي جو بايدن، ضمن رؤيته لليوم التالي بعد الحرب وتقويض سلطة "حماس".

ووفقاً لهذا المشروع، فمن المقرر أن تصل المساعدات الدولية إلى قبرص، ومن ثم تخضع للتفتيش من قبل طاقم إسرائيلي قبل شحنها لغزة.

تشكيك فلسطيني وريبة

من ناحيته، يشكك مدير مكتب الاعلام الحكومي في غزة إسماعيل الثوابتة، في النوايا الأمريكية من إنشاء هذا الميناء، مؤكداً على أن الولايات المتحدة تسعى لتجميل صورتها، وهي تمارس شكلاً من أشكال الدعاية فقط.

ويضيف: "الكل بات يعرفأن الولايات المتحدة شريكة في الجرائم التي يرتكبهاالاحتلال بحق المواطنين في غزة، ليس فقط من خلال تزويدها بالأسلحة والقنابل، وإنما من خلال الدعم السياسي والغطاء الدولي".

ويلفت "الثوابتة" خلال حديثه مع "وكالة سند للأنباء"، إلى أن الولايات المتحدة استخدمت حق النقض "الفيتو" 3 مرات في مجلس ومنعته من إصدار قرار يوقف الحرب، مشددًا على أن الولايات المتحدة ترغب بإدارة الحرب وإطالة أمدها وليس إيقافها.

وحول إمكانية استخدام هذا الميناء في تهجير الفلسطينيين، يقول ثوابتة: "رغم كل المجازر التي ارتكبها الاحتلال بحق سكان شمال قطاع غزة طوال الشهور الخمسة الماضية، غير أنهم رفضوا ترك منازلهم، وهذا لن يكون مستقبلاً، سواء بوجود الميناء أو بعدمه".

ويؤكد: "جميع مخططات الاحتلال ومن خلفها الولايات المتحدة في إيجاد بديل للنظام الحكومي في غزة فشلت وستفشل مستقبلاً".

إخراج إدارة القطاع من يد المقاومة

بدوره، يرى مدير مركز الزيتونة للدراسات محسن صالح، أن إقامة الميناء الجديد في غزة يبدو كغطاء إنساني مخادع من طرف الولايات المتحدة.

ويحذّر "صالح" من أن دولة الاحتلال التي تعمدت إدخال قطاع غزة في مجاعة قاسية، تريد أن تخرج منظومة إدارة الناس والإشراف على شؤون حياتهم من يد حماس والمقاومة إلى يده، أو إلى وكلاء يثق بهم ويشرف على تعيينهم.

ويكمل: "سيستخدم الاحتلال وجود الرصيف الأمريكي كذريعة للتهرب من تحمل مسؤوليتها الجنائية تجاه المجاعة والحصار ومعاناة أهل غزة، من خلال الادعاء أنه يسمح بتوفير الاحتياجات الأساسية".

ويشير صالح في مقالة اطلعت عليها "وكالة سند للأنباء" إلى أن هذا الميناء يشكل مدخلاً لاستدامة الاحتلال في القطاع، وسيوفر له ذريعة لإغلاق معبر رفح بحجة وجود هذا البديل.

ويتابع:" كما يطمح الأمريكان أن يصبح الميناء الجديد، أساساً لقاعدة عسكرية أمريكية مستدامة في المنطقة، تلبي جانباً من احتياجاتهم اللوجستية في شرق البحر المتوسط.

ميناء للتهجير

من جانبه، يقول أستاذ العلوم السياسية والعلاقات الدولية خليل العناني: "إن إقامة الولايات المتحدة لهذا الميناء، ليس من باب التعاطف مع الفلسطينيين وليس حرصاً على حياتهم وليس له علاقة بمعالجة الأوضاع الإنسانية في القطاع".

ويشدد "العناني" على أن الميناء يعتبر جريمة أخرى تضاف لجرائم الولايات المتحدة، وهو يعني ان إسرائيل ستستمر في حربها الدموية فترة طويلة.

ويوضح في منشور على "الانستغرام": "بدل أن يسعى بادين لإيقاف الحرب، وكأنه يقول لإسرائيل أكملي القصف والقتل واتركي لنا البعد الإنساني نتكفل به".

ويرى عناني أن لهذا الميناء أهداف أخرى تتعدى إيصال المساعدات لغزة، فهو قد يستخدم لتهجير أهل القطاع من خلال سفن أمريكية وغير أمريكية تعمل على نقل الفلسطينيين باتجاه أوروبا أو الدول المجاورة.

وتواصل "إسرائيل" حربها على قطاع غزة لليوم الـ 165 على التوالي، مخلفة 31819 شهيداً و73934 إصابة، عدا عن الدمار الهائل وتدمير البنية التحتية في أنحاء القطاع كافة، ونزوح غالبية سكان القطاع عن أماكن سكنهم.

وإلى جانب الحرب التدميرية، يفرض جيش الاحتلال حصارًا مطبقًا على القطاع، ويمنع وصول المساعدات الغذائية والإغاثية، لا سيما في محافظتي غزة والشمال التي تشهد مجاعة حقيقية راح ضحيتها أكثر من 30 طفلًا جراء سوء التغذية والجفاف.