الساعة 00:00 م
الثلاثاء 30 ابريل 2024
22° القدس
21° رام الله
21° الخليل
25° غزة
4.84 جنيه إسترليني
5.4 دينار أردني
0.08 جنيه مصري
4.1 يورو
3.83 دولار أمريكي
4

الأكثر رواجا Trending

أطفال غزة يدفعون ثمن الأسلحة المحرمة

معروف: معلبات مفخخة يتركها الاحتلال بمنازل غزة

بالفيديو "رهاب الزنانة" يُفاقم الصحة النفسية للنازحين في رفح

حجم الخط
جندي إسرائيلي رفقة طائرة مسيرة.webp
رفح- تامر حمدي - وكالة سند للأنباء

"أطفالي يعانون من الخوف الشديد، ويصرخون كلما سمعوا صوت الطائرات، ويُطالبونني بإخفائهم".. بهذه الجملة لخصت إيناس البرقوني مخاوفها من أزيز طائرات الاستطلاع "الزنانة" في سماء رفح جنوب قطاع غزة.

والبرقوني نازحة من غزة إلى رفح، وتعيش مع زوجها وأطفالها في خيمة ضمن مخيم إيواء وسط رفح عقب اندلاع الحرب الإسرائيلية على غزة في السابع من أكتوبر/ تشرن الأول الماضي.

وفي ظلّ استمرار الحرب المروعة على غزة، للشهر السابع على التوالي تكثف قوات الاحتلال من استخدام تقنيات متطورة، مثل طائرات المراقبة، لتكثيف هجماتهما.

ولكنّ هذه الطائرات، التي تُحلّق في سماء قطاع غزة طوال الوقت، لا تُلقي بظلالها على ساحة المعركة فقط، بل أيضًا تطال نفسية المواطنين وتهدد حياتهم.

وبات الفلسطينيون من مختلف الأعمار يعيشون لحظات توتر وخوف طوال الوقت، بسبب صوت أزيز تلك الطائرات المُقلق.

و"الزنانة" هو الاسم الذي يطلقه الفلسطينيون على طائرة الاستطلاع المسيرة (بدون طيار)، التي يستخدمها الاحتلال في تصوير ومراقبة مختلف أنحاء قطاع غزة، ويعتبرونها نذير شؤم عند سماع صوتها المزعج.

الزنانة تعني مجزرة جديدة..

وترى البرقوني (31 عاما) أن "الزنانة" التي تواصل التحليق ليل نهار، جعلت من حياة الفلسطينيين، وخصوصا النازحين، أكثر اضطرابًا؛ "مجرد سماع صوتها يعني أن هناك مجزرة جديدة ستحدث في رفح".

وتقول السيدة الفلسطينية لـ "وكالة سند للأنباء": "الزنانة لا تفارق سماء رفح، وهي فوق رؤوسنا ليلًا نهارًا. قبل يومين قصفت الطائرات الإسرائيلية منزلًا مجاورًا لخيمتنا وكان قويا جدًا وخرجنا من الخيمة مرعوبين".

وتضيف: "الزنانة تشكل مصدر قلق ورعب لي منذ صغري والآن لأطفالي، لكن الخطر الجديد الآن طائرات كواد كابتر التي تحلق فوق وبين الخيام، وتستخدم أشعة حمراء وخضراء لإرهابنا".

ونوهت "ضيفة سند" إلى أنها شاهد مثل العشرات في المخيم كيف حلقت إحدى الطائرات (كواد كابتر) قبل يومين فوق الخيام وبينها "ما تسبب في حالة من الرعب عند الصغار والكبار".

وتشير إلى أن طفلتها إيمان (4 سنوات) تعاني من إضرابات وتشنج منذ الولادة؛ "ومع أزيز الزنانة والقصف على المدينة لا تتوقف عن الصراخ".

وتابعت" "حتى دواء التشنج (لومنال) اليوم غير موجود، وفي حال استطعت الحصول عليه بعد جولات طويلة في مدينة رفح، بالكاد يمكن أن أجد شريطا واحدا، وأحيانا لا أستطيع الحصول عليه".

نذير شؤم..

وقالت سامية الفقعاوي إن الاحتلال اعتقل زوجها وهجرها من منزلها في خان يونس قبل أربعة أشهر إلى رفح "لكن وجدنا اليهود أمامنا؛ طائرات مراقبة وكواد كابتر وقصف المستمر ولا يتوقف على المدينة".

ووصفت الفقعاوي (51 عاما)، في حديثها لـ "وكالة سند للأنباء"، الزنانة بـ "نذير شؤم، ووجودها في سماء المخيم والمناطق المتاخمة يعني أن مجزرة جديدة قادمة علينا".

وتعيل الفقعاوي أفراد أسرتها الثمانية وتتقلد دور الأب في ظل تغيبه في سجون الاحتلال، ورغم الصداع الذي تسببه "الزنانة" لها إلا أنها تحاول أن تهدئ أطفالها وتخبرهم بأنهم في أمان رغم وجود تلك الطائرات القاتلة.

وكثفت "الزنانة" طلعاتها في سماء رفح منذ اندلاع الحرب، وزادت من حدة مراقبتها خلال الأيام الأخيرة في سماء المدينة ضمن مهامها القائمة على التصوير والتعقب، كالاغتيال والتصفية الجسدية، وقصف منازل المدنيين، وتوجيه الطائرات الحاملة للقاذفات.

خوف شديد ورعب..

ويقول خليل والي، وهو نازح من بيت لاهيا إلى رفح منذ خمسة أشهر، إنّه لم يعد يستطيع النوم بشكل طبيعي بسبب صوت الطائرات، "أشعر أنّها تُراقبنا طوال الوقت، وأنّها قد تُلقي قنبلة على خيمتي في أيّ لحظة."

ويضيف والي (49 عاما) في حديه لـ "وكالة سند للأنباء": "من يوم العيد والزنانة والطائرات الأخرى لا تفارق سماء المخيم.. حياتنا أصبحت رعبًا في رعب، وأطفالنا يعانون من الخوف الشديد، يبكون ويصرخون كلما سمعوا صوت الطائرات".

بينما قالت الطفلة لين بردع (9 سنوات): "سامعين صوت الزنانة لا عارفين ننام أو نلعب أو نقعد، ولما يتوقف صوتها تأتي طائرات أخرى وتقصف حولنا".

وأضاف الطفلة بردع وهي من الشجاعية ونازحة مع عائلتها في رفح: "وأنا نائمة قبل يومين رأيت ضوءًا أخضرًا وصرخت، ومن ثم أخبرني أبي والجيران بأنها طائرة كواد كابتر".

اضطرابات نفسية..

ويُؤكّد الدكتور يوسف عوض الله، وهو طبيب نفسي محاضر جامعي، أنّ طائرات المراقبة تُسبّب بالفعل اضطرابات نفسية للفلسطينيين بمختلف أعمارهم، "فصوتها المُستمرّ يُثير مشاعر القلق والتوتر والخوف، وقد يُؤدّي إلى حالات من الهلع والاكتئاب."

ويُشير عوض الله في تصريحات خاصة لـ "وكالة سند للأنباء"، إلى أنّ هذه الاضطرابات النفسية تُؤثّر على جميع جوانب حياة الفلسطينيين، "فهم يصبحون أقل قدرة على التركيز والعمل، ويُواجهون صعوبات في النوم، ويُصبحون أكثر عرضة للعصبية والعدوانية."

ويضيف أن حالات كثيرة تصل إلى عيادته تعاني من الإضرابات وعدم القدرة على النوم والتبول اللاإرادي وفوبيا وقضم أظافر.

وينصح عوض الله الآباء والأمهات إلى الاقتراب من أبنائهم والتخفيف عنهم وإبلاغهم أنها مجرد آلة تمارس عملها وسوف تغادر دون أن تسبب لهم أي ضرر.

وظهرت طائرات الاستطلاع "الزنانة" لدى الاحتلال أول مرة عام 1969، وقامت بالحصول على صور لأهداف أردنية ومصرية حينها، واستغلت هذه الصور في حرب 1973، وكان الهدف في بدايتها التحليق لمدة 50 ساعة والقيام بـ 10 مهام على الأقل، وبلغت سرعة الطائرة 160 كم/ ساعة في حينه، ويمكن أن يصل مداها إلى 100 كم.

وتعد "إسرائيل" من بين 6 دول على قائمة تصنيع أخطر 10 طائرات مسيرة عسكرية نشرها موقع "آرمي" تكنولوجي (Army Technology) الأميركي مطلع العام 2020.