كشف انسحاب قوات الاحتلال الإسرائيلي من مخيم النصيرات وسط قطاع غزة، عن حجم الدمار الهائل الخسائر المادية والبشرية التي لحقت بسكانه على مدار أسبوع شن خلاله جيش الاحتلال الإسرائيلي اجتياحًا واسعًا للمخيم، ارتكب خلاله عدة مجازر بحق المدنيين.

وأعلنت قوات الاحتلال الإسرائيلي، مساء أمس الأربعاء، انتهاء العملية العسكرية واجتياح مخيم النصيرات، وسط قطاع غزة، بعد أسبوع من العدوان على المنطقة.

وعلى مدار عدة أيام، شنّت قوات الاحتلال غارات جوية عبر الطيران الحربي والمسير وقصفت بالمدفعية منشآت سكنية ومنازل، ونسفت العديد منها، إلى جانب استهداف مراكز الإيواء والمدارس التابعة للأونروا وأراضٍ زراعية وأخرى خالية، إلى جانب قصف المساجد.

من جانبه، قال رئيس جمعية العودة الطبية رأفت المجدلاوي، إن مستشفى العودة الرئيسي في النصيرات، استقبل عديد الشهداء، إلى جانب 12 ألف إصابة، تعاملت معه نتيجة العدوان المدمر شمال النصيرات.

وأوضح المجدلاوي في حديث خاص لـ "وكالة سند للأنباء"، أنّ المستشفى حاول تقديم خدماته بحكم بعده عن مسرح العمليات بـ500م، لكنّها واجهت تحديات كبيرة على صعيد منع الاحتلال للطواقم إخلاء المرضى والمصابين.

وأضاف: "أطلق الاحتلال النار صوب سيارات الإسعاف والمسعفين، ولم تتكمن طواقمنا من الوصول لعدد من هؤلاء الشهداء والمصابين، ولا يزال عدد من الشهداء تحت الأنقاض حتى اللحظة تتعامل معهم طواقم الدفاع المدني".

وأشار إلى حالة الدمار الكبير الذي خلفه الاحتلال في منطقة شمال النصيرات، أو ما يسمى بـ"المخيم الجديد"، موضحا أن الطواقم الطبية تعاني من عجز كبير في ظل استهداف الاحتلال لأهم المؤسسات والتجمعات الطبية في القطاع، وإخراج مستشفى ناصر عن الخدمة الذي يمثل عصب الخدمة الطبية في وسط وجنوب القطاع.

وأكدّ أن المؤسسات الطبية تعاني من عجز كبير في الإمكانات والأغراض؛ لتوفير العلاج اللازم للمصابين.

بدوره، أوضح رئيس بلدية النصيرات، أن العدوان دمر نحو 25000 متر مربع من الطرق والشوارع الرئيسية والفرعية و5 ميادين وتقاطعات رئيسية.

كما دمّر جيش الاحتلال 12 بئر مياه ونحو 4000 متر طولي من شبكات المياه و15 من محابس المياه ومحطتي تحلية مياه، خلال اجتياج النصيرات.

وبيّن رئيس البلدية، أنه تم تدمير 10 مولدات الكهرباء التي تعمل على تشغيل المولدات لضخ المياه في الشبكة، و6 من أنظمة الطاقة الشمسية التي تخدم مرافق البلدية.

كما تراكم نحو 20000 طن من النفايات في الشوارع وحول مراكز الإيواء بسبب نفاد الوقود وتدمير عدد من آليات البلدية، ومنع وصول طواقم البلدية إلى عدد من المناطق في النصيرات.

ولفت لتدمير 3550 متر طولي من شبكات الصرف الصحي و650 متر طولي من شبكات تصريف مياه الأمطار ومحطتي صرف صحي.

وقال إن الاحتلال قصف 5 آليات مختلفة الأحجام يعمل معظمها في جمع وترحيل النفايات ومتابعة شكاوى الصرف الصحي ومعالجتها، كما تم تدمير نحو 6600 شجرة من الشوارع العامة ومشتل البلدية والمنتزه الرئيسي.

وأكد أن بلدية النصيرات تعاني من شح كبير في السولار اللازم لتشغيل آبار المياه وضخها في الشبكة، بالإضافة إلى تشغيل محطات معالجة الصرف الصحي.

وبيّن أن مياه الصرف الصحي تطفح في بعض شوارع النصيرات نتيجة شح الوقود وتدمير الاحتلال لخطوط المياه والصرف الصحي الرئيسية ضمن استهدافه المتعمد للبنية التحتية، وكذلك تعطل آلية الجيتر اللازمة لكسح وتسليك خطوط الصرف الصحي.

وأضاف: "العدوان الاسرائيلي المستمر والذي تشتد ضراوته على مخيم النصيرات منذ حوالي أسبوع، حرم السكان من أبسط الخدمات الإنسانية الأساسية كالمياه والصرف الصحي وجمع النفايات، وأدى ذلك لانتشار الأمراض بسبب شح المياه وانتشار الحشرات والقوارض بفعل تكدس النفايات في الشوارع".

ويوم 13 أبريل الجاري، أفاد المكتب الإعلامي الحكومي في قطاع غزة، بأن جيش الاحتلال ارتكب 6 مجازر في المخيم الجديد بالنصيرات، وسط القطاع، خلال 24 ساعة، راح ضحيتها 19 شهيداً وأكثر من 200 جريح.

وأوضح المكتب الإعلامي في بيان صحفي تلقته "وكالة سند للأنباء" مساء السبت الماضي، أن المجازر ارتكبت ضد النَّازحين والمدنيين؛ "غالبيتهم أطفال ونساء"، في منطقة المخيم الجديد بالنصيرات.

ونوه إلى أن تلك المجازر كانت عبارة عن عمليات قصف لكل من: مدرسة النصيرات المشتركة، مدرسة بنات النصيرات، مدرسة ذكور النصيرات الإعدادية، منازل عائلات عاشور ونصار والطويل وقشلان، إضافة إلى قصف عدة منازل أخرى بالمدفعية.