الساعة 00:00 م
الجمعة 03 مايو 2024
22° القدس
21° رام الله
21° الخليل
25° غزة
4.67 جنيه إسترليني
5.26 دينار أردني
0.08 جنيه مصري
4 يورو
3.73 دولار أمريكي
4

الأكثر رواجا Trending

عدنان البرش .. اغتيال طبيب يفضح التعذيب في سجون الاحتلال

أطفال غزة يدفعون ثمن الأسلحة المحرمة

"شهد".. الشهيدة والمولودة اليتيمة!

حجم الخط
شهد أبو هنا (1).jpg
غزة - وكالة سند للأنباء

تحاول نور أبو هنا أن تبدو قوية ومتماسكة، بعد يوم واحد فقط من ولادة طفلتها الجديدة، التي أبصرت الدنيا يتيمة، بلا أب ولا غرفة نوم ولا حتى بيت.

حلمت "أبو هنا" بهذا اليوم كثيرًا، وانتظرت ولادة طفلتها الثالثة، كالعادة بوجود زوجها "أحمد"؛ الذي استشهد في قصف إسرائيلي استهدف منزلًا نزح إليه.

وتقول "أبو هنا" في تصريح خاص لـ "وكالة سند للأنباء"، وهي تفترش الأرض في أحد مراكز الإيواء، "أطلقت على طفلتي اسم شهد تيمنًا بشقيقتي الشهيدة شهد".

واستشهدت الفنانة التشكيلية "شهد" خلال تواجدها بأحد مراكز الإيواء في "مدرسة الدرج شرق غزة" برصاص أطلقته طائرة "كواد كابتر" المسيرة التابعة لقوات الاحتلال.

وتضيف أبو هنا: "فقدت زوجي وشقيقي في هذا اليوم الصعب، وكلاهما استشهدا في حرب الإبادة الإسرائيلية على غزة". موضحة أن شقيقها "سرور" ارتقى في قصف استهدفه وهو يتجهز لصلاة الفجر في أحد مراكز الإيواء.

وتصف "أبو هنا" صعوبة حياتها في الحرب ونزوحها عشرات المرات في المدارس ومراكز الإيواء والمستشفيات، بسبب القصف والاجتياحات، وكيف كانت حياتها أصعب من غيرها وهي تنزح بطفليها إلى جانب كونها حامل.

شهد أبو هنا (2).jpg
 

وتقول إن مخاض الولادة جاء مرات عديدة خلال الأيام الماضية، وكانت تذهب للمستشفى على كارة تجرها دابة. وتتابع: "طيلة الطريق كنت أغمض عيني حتى لا أرى مشاهد الدمار والخراب والموت، وأحاول أن لا أسمع صوت الطائرات".

وضعت السيدة "أبو هنا" طفلتها وخرجت من المستشفى بقرارها رغم تعرضها لنزيف بعد الولادة. مبينة: "عدت للمدرسة حتى لا أترك أطفالي وحدهم، خاصة أن قصفًا استهدف منزلًا مجاورًا لهم، وهو ما زاد قلقي وخوفي عليهم".

شهد أبو هنا (1).jpg
 

لا تتوفر أي من مقومات الحياة في مركز الإيواء "مدرسة" لنور وطفلتها شهد، فالمكان غير مهيئ ليكون بيتًا، عدا عن كونه يفتقر للنظافة والحمامات. حتى الحليب المخصص للطفلة -إن وجد- يجهز على الحطب مع انبعاث الدخان الذي قد يضر الرضيع.

ولا تعرف أبو هنا ما هو مصيرها بعد انتهاء الحرب، بعدما فقدت زوجها وبيتها وبقيت وحيدة مع أطفالها الثلاثة وأكبرهم 5 سنوات.