الساعة 00:00 م
الخميس 09 مايو 2024
22° القدس
21° رام الله
21° الخليل
25° غزة
4.64 جنيه إسترليني
5.24 دينار أردني
0.08 جنيه مصري
3.99 يورو
3.71 دولار أمريكي
4

الأكثر رواجا Trending

بعد إنجاز 50% منه.. لماذا فكّك البنتاغون الأمريكي ميناء غزة العائم؟

من الفلسطيني الذي داسته جنازير دبابة إسرائيلية في غزة؟

حجم الخط
Untitled-3.jpg
غزة - وكالة سند للأنباء

قالت وكالة الصحافة الفلسطينية (صفا) إنها تعرفت على هوية فلسطيني دعسته آلية عسكرية إسرائيلية تحت جنازيرها خلال حرب الإبادة الجماعية التي ينفذها الاحتلال ضد قطاع غزة منذ أكثر من 200 يوم.

وذكرت الوكالة، في تقرير نشرته، أن الشهيد هو جمال حمدي حسن عاشور (62 عامًا)، وكان يسكن قرب مسجد "ساق الله" بحي الزيتون، مبينة أنه متزوج وأب لخمس بنات، زوجهن جميعًا، وكان يعمل بائعًا للخضراوات.

وعثر مواطنون في 29 فبراير/ شباط 2024 على جثمان شهيد دعسته جنازير آلية عسكرية إسرائيلية بطريقة بشعة، قبل انسحابها من حي الزيتون جنوب شرقي مدينة غزة، ولم تُبقِ منه أي ملامح تقريبًا.

وبدأت قوات الاحتلال عملية عسكرية ثالثة في حي الزيتون في 19 فبراير الماضي بمشاركة لواءين من الفرقة 162، وانسحبت بعد عشرة أيام تحت ضربات المقاومة.

وعثر على جثمان الشهيد مفتتًا بطريقة بشعة على مطلع شارع "أبو زور" المتفرع من طريق صلاح الدين الرئيسي في الحي، وفي يديه قيود بلاستيكية.

وووفق صفا؛ فإن طائرات الاحتلال المُسيّرة كانت قصفت منزل عاشور قبل الاجتياح البري الأخير للحي؛ فاستشهد ابن شقيقه، وهو ما اضطر جميع من كانوا في المنزل إلى مغادرته صوب منطقة أخرى.

وقالت المصادر: "قبل الاجتياح الأخير للحي بيوم واحد توجّه جمال وزوجته إلى منزلهما لإحضار بعض الطعام الذي اضطروا لتركه في البيت وقت مغادرته على عجل، لأن المجاعة كادت تفتك بهما، كما مئات آلاف المواطنين في محافظتي غزة والشمال".

تفاصيل الجريمة

ووفق شهود عيان؛ فإن قوات الاحتلال حاصرت الشهيد عاشور وزوجته داخل منزلهما، قبل أن تعتقله وتنقله إلى مبنى في الحي خصصته للتحقيق مع المعتقلين.

وذكر الشهود أن قوات الاحتلال كبّلت الشهيد عاشور بـ"مرابط بلاستيكية" وجرّدته من ملابسه، وحققت معه، قبل أن يُعثر على جثته مفتتة بطريقة بشعة بعد دعسه من دبابة إسرائيلية- وزنها أكثر من 60 طنًا- على مسافة نحو 450 مترًا من منزله.

ورجّح شهود العيان أن تكون قوات الاحتلال أطلقت النار على عاشور وأصابته بجراح قبل أن تدعسه الدبابة الإسرائيلية وهو حي، بسبب وجود بقع من الدماء على بنطال الشهيد الذي كان عالقًا أسفل قدمه، وتبدو أنها ليست في يوم ارتكاب الجريمة البشعة، وإنما في يوم سابق على الأقل.

وأشاروا إلى أن دبابة جيش الاحتلال دعست الشهيد قبل انسحاب القوات من الحي مباشرة، إذ عُثر على أحشائه وأشلاء جثمانه لم تتحلل بعد.

وبيّنت المصادر أن أسرة الشهيد استطاعت التعرف عليه من خلال حرق في الإصبع وساعته وبعض ملابسه، إذ لم يتبقَ من جسده سوى عين واحدة ويد واحدة.

اختفاء الزوجة

لم يقف مصاب عائلة الشهيد عند قتله بطريقة بشعة، بل ما زالت زوجته إلهام سلامة عياد، التي تركها في البيت حين اعتقاله، مفقودة، ولا يُعرف شيء عن مصيرها منذ نحو شهر، كما دمّرت قوات الاحتلال منزله بشكل كامل.

وقالت مصادر عائلية إن أسرة الشهيد بحثت كثيرًا عن زوجته، سواء في حي الزيتون أو بين المواطنين الذين أجبرتهم قوات الاحتلال- خلال العملية العسكرية- على النزوح إلى جنوبي القطاع، ولم تجد لها أثرًا بعد.

وأشارت المصادر إلى أن مواطنين عثروا على جثة في منطقة قريبة من منزل الشهيد قد تكون لزوجته، لكن لا يمكن التأكد من ذلك إلا بعد التعرف على هويتها، ولاسيما أن هناك العديد من الأشخاص في عداد المفقودين.

وكان المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان أكد توثيقه سحق آليات عسكرية إسرائيلية مدنيين فلسطينيين خلال حرب الإبادة المستمرة ضد القطاع.

وأشار المرصد إلى أن ذلك يأتي في سياق "نزع الإنسانية عن الفلسطينيين جميعًا في القطاع، وبالتالي تبرير وتطبيع الجرائم التي ترتكب ضدهم".

وأوضح أن "عمليات القتل بالسحق تحت جنازير الدبابات تشكل إحدى الأساليب الوحشية التي يستخدمها جيش الاحتلال لقتل الفلسطينيين في غزة دون إيلاء اعتبار لإنسانيتهم وآلامهم وكرامتهم".

وشدد على أن تلك الممارسات "تعكس رغبات انتقامية لدى جيش الاحتلال ضد الفلسطينيين كقومية بهدف القضاء عليهم وترهيبهم وإيذائهم جسديًّا ونفسيًّا، وتنفيذًا للتحريضات العلنية التي تدعو لإبادة الفلسطينيين في غزة، والتي صرح بها مسؤولين وإعلاميون ومستوطنون إسرائيليون، وكنتيجة للحصانة المطلقة التي يتمتع بها مرتكبو هذه الجرائم وإفلاتهم المستمر من العقاب".

ومنذ اندلاع الحرب الإسرائيلية على القطاع في 7 أكتوبر 2023، استشهد أكثر من 34 ألف مواطن، وأصيب أزيد من 77 ألفًا، أكثر من 72% منهم أطفال ونساء، وفق وزارة الصحة، عدا عن تدمير نحو ثلثي المباني السكنية، والبنية التحتية والخدمية، والمنشآت الاقتصادية.