اعتادت ملاعب غزة في السنوات الأخيرة، على صوت ضجيج الجماهير الرياضية، التي كانت تنبض بالحياة والمرح، خلال مؤازرة فرقها المختلفة، قبل أن يُخيم عليها الصمت المؤلم، ويتحول المستطيل الأخضر إلى أراضٍ قاحلة وأماكن تشبه الأطلال بسبب العدوان الإسرائيلي وحرب الإبادة المتواصلة على القطاع للشهر السابع توالياً.
ملاعب غزة وصالات ألعابها الرياضية، أسوةً بباقي المنشآت الحكومية والمباني السكنية والمشافي والبنى التحتية لم تسلم من حرب الإبادة التي يشنها جيش الاحتلال على القطاع لليوم الـ 205 توالياً، أمام جميع أنظار العالم، لاسيما المؤسسات الحقوقية، ومنظمات القانون الدولي، حتى تجاوز الدمار كل الحدود.
ورغم أن الملاعب في غزة، تقع ضمن محميات الاتحاد الدولي لكرة القدم "فيفا"، واللجنة الأولمبية الدولية، إلا أن الاحتلال الإسرائيلي لم يكترث كعادته، وواصل ذات النهج في كل عدوان على القطاع، ليستهدف المنشآت والملاعب ويتعمد تدميرها وخرابها دون أي رادعٍ.
كما أن الاحتلال الإسرائيلي حول تلك المنشآت الرياضية إلى مراكز تنكيل واعتقال للفلسطينيين، ومارس فيها شتى أنواع القهر والتعذيب الجسدي والنفسي، كما حدث في ملعب اليرموك التاريخي بمدينة غزة، حين أجبر عشرات المدنيين على خلع ملابسهم في خرق واضح وصريح للميثاق الأولمبي وكافة القوانين القارية والدولية.
ويضاف استهداف ملعب اليرموك أحد أقدم الملاعب في فلسطين، الذي تأسس عام 1938، إلى سلسلة طويلة من الانتهاكات بحق الرياضة الفلسطينية، وما شملته من قتل اللاعبين واعتقالهم.
وأظهرت مقاطع فيديو تم نشرها سابقاً على مواقع التواصل الاجتماعي، جنودًا إسرائيليين يجردون مدنيين فلسطينيين من ملابسهم ويعتقلونهم، بينهم طفلان، وذلك في ملعب اليرموك وسط مدينة غزة، ليكون شاهداً على جرائم الإبادة المستمرة.
وأعلن المجلس الأعلى للشباب والرياضة في قطاع غزة، عن استشهاد مئات اللاعبين والرموز الرياضية وتدمير عشرات الملاعب والنوادي، حيث بلغت نسبة الدمار فيها لأكثر من 70% حسب المعطيات الأولية.
وكان من أبرز الملاعب التاريخية المدمرة بفعل الاجرام الإسرائيلي هي اليرموك، وفلسطين، وبيت حانون، وملعب النصيرات البلدي، واستاد خانيونس، واستاد المدينة الرياضية جنوب القطاع، والتي تحولت لأماكن تشبه الأطلال!