على سرير في قسم الأطفال بمستشفى كمال عدوان شمالي قطاع غزة، تنتظر إيناس الدلو الطبيب المختص لفحص طفلها "يمان" الذي يعاني من آثار سوء التغذية خلال فترة حملها.
وتقول الدلو إن طفلها ولد بوزن 2 كيلوغرام، وهو أدنى من الحد الطبيعي، وقد عانى من الجفاف بعد الولادة مباشرة، وانخفض وزنه ليصبح أقل من ذلك.
وما يزال وزن الرضيع 2.5 كيلوغرام رغم أن عمره قد بلغ الشهرين، وهو أقل من الوضع الطبيعي، إذ من المفترض أن يصل وزنه إلى 5 كيلوغرامات، حسب ما تقول والدته.
ونزحت "الدلو" مع زوجها وأطفالها الخمسة منذ بداية الحرب، ولا تجد اليوم سريرا في المستشفى لمتابعة حالة الطفل بشكل يومي، ما يضطرها لزيارتها كل وقت وآخر، ما يشكل عبئا عليها، وتخشى من تدهور صحته.
وتشير الدلو إلى أن "السكر" غير منتظم لدى طفلها، وهناك خشية من أن يصبح مرضا مزمنا يلازمه طيلة حياته.
وفي سرير مجاور، تتابع طبيبة وضع الطفل فهد زيادة (7 سنوات) المصاب بالسكر ويعاني من ارتفاع الحموضة في الدم.
تمسك خالة الطفل يده في محاولة للتخفيف عنه، وقد حُجِزت والدته في جنوب قطاع غزة ولم تستطع العودة للشمال بسبب حاجز "نتساريم" الإسرائيلي.
وتقول الخالة لمراسل "وكالة سند للأنباء"، إن "فهد" يعاني من تفاقم في وضعه الصحي، حيث أنه مصاب قبل الحرب، لكن نقص الطعام المخصص والعلاج المناسب فاقم وضعه الصحي، وهو ما يؤكده الأطباء.
وتضيف: "أتمنى أن يحظى فهد بفرصة علاج في الخارج، خاصة مع تفاقم حالته الصحية وضعف الإمكانات بسبب الحرب والحصار".
بدوره، يقول الطفل فهد: "نفسي أرجع طبيعي.. أرجع ألعب كرة مع أصحابي".
ويعيش فهد حاليا مع خالته وعائلتها في خيمة بأحد مراكز النزوح شمال القطاع.