مقاومة ثقافية..

بالصور الرسام الزهارنة.. إبداعات فنية من فوق ركام المنازل المدمرة

حجم الخط
مقاومة بالفن (7).png
غزة- مجد محمد- وكالة سند للأنباء

كل يقاوم على طريقته، فمنهم من يقاوم بالسلاح ومنهم من يقاوم بالفكر والكلمة، وآخرين بالقلم لتعزيز الروح المعنوية لدى الفلسطينيين في ظل الحرب الإسرائيلية المدمرة على القطاع والمستمرة للشهر الثامن على التوالي.

بزخرفاته الرشيقة يحاول الرسام أحمد الزهارنة (35 عاماً)، توثيق أسماء الشهداء الفلسطينيين وعبارات عن القضية الفلسطينية بأشكال الخط العربي المنوّعة، والتي يبرع بكتابتها منذ الصغر.

يتفنّن الزهارنة في كتابة الأسماء على قطعٍ صخرية جميلة أو حجارة من بقايا المنازل المدمرة، كون الحجارة تشكل رمزية للشعب الفلسطيني وتذكر دوماً بحق العودة وإعادة إعمار المنازل المدمرة والعودة إليها.

مقاومة بالفن (8).png
 

القلم رمز المقاومة..

ويقول الزهارنة في حديثه لـ "وكالة سند للأنباء"، إنه اختار الكتابة والتوثيق على ما تبقى من حجارة ركام المنازل المدمرة بعبارات تعزز صمود المواطنين في ظل الحرب المدمرة، وكذلك في بعض الأحيان لترفيه الأطفال من خلال كتابة أسمائهم أو ما يرغبون به.

ومن بين الكتابات التي خطتها أنامل الزهارنة "لا يهمني أين ومتى سأموت بقدر ما يهمني أن يبقى الوطن"، و"لقد بلغ الحزن منا سن الرجولة وعلينا أن نقاتل"، "حين يكون المستهدف وطناً يصبح الحياد خيانة، والصمت تواطئاً"، "سلام على النازحين سلام على الأرض ومن تحتها سلام على أرض لم تر يوماً سلام".

ويضيف الزهارنة: "أحاول أن أبذل ما في جهدي فكل يقاوم على طريقته والفنان يقاوم المحتلّ بريشته وقلمه، كما فعل الفنان الراحل ناجي العلي والمفكّر غسان كنفاني".

مقاومة بالفن (6).png
 

ويشير، إلى أن العديد من الفنانين الفلسطينيين كان لهم دور بارز في هذه الحرب، بالأعمال الفنية التي لم تكن مجرد لوحات جرى رسمها، وإنما كانت سلاحا في يد الفلسطينيين لفضح انتهاكات وجرائم الاحتلال بحقهم، وبحق أطفالهم ونسائهم وشيوخهم.

ويلفت الزهارنة، إلى أن الرسم والنقوشات الزخرفية كان لها عظيم الأثر في إثراء ملايين الناس حول العالم، وإخبارهم بحقيقة ما يدور على أرض فلسطين من مجازر وحشية يندى لها الجبين يرتكبها جيش الاحتلال بحق المواطنين في قطاع غزة.

مقاومة بالفن (5).png
 

مصدر دخل..

ويحاول الشاب الزهارنة أن يتخذ من هذه الهواية مصدراً للدخل، حتى وإن كان محدوداً فهو يتجول صباح كل يوم انطلاقاً من منزله داخل مخيم البريج وسط قطاع غزة، إلى شاطئ البحر أو فوق ركام المنازل المدمرة لجمع الحجارة وتجهيزها للكتابة.

ويوضح: "أحاول أن تكون الأسعار مناسبة للجميع، حيث أن سعر القطعة الواحدة يتراوح ما بين الشيكل إلى خمسة شواكل فقط، وفي بعض الأحيان أقدمها بالمجان لصالح من لا قدرة لديهم على دفع المال".

ويعرب الزهارنة، عن أمله بأن يتحرر القطاع من حصاره وتنتهي الحرب والدمار حتى يتمكن الفنانون في غزة من إقامة معارضهم الفنية بحرية، والسماح لهم بالتنقل بين عواصم الفن العالمية مثل باريس وروما لعرض أعمالهم وإيصال رسالة الفن الفلسطيني إلى الخارج.

مقاومة بالفن (3).png