الساعة 00:00 م
السبت 18 مايو 2024
22° القدس
21° رام الله
21° الخليل
25° غزة
4.71 جنيه إسترليني
5.23 دينار أردني
0.08 جنيه مصري
4.03 يورو
3.7 دولار أمريكي
4

الأكثر رواجا Trending

نبيل خلف .. عائد من جحيم التعذيب فقد عائلته بمجزرة المعمداني

دمره الاحتلال في 7 أكتوبر

بالفيديو عائلة فلسطينية تتسلح بالصبر وتواصل حياتها فوق ركام منزلها في رفح

حجم الخط
طفل.jpg
رفح/ تامر حمدي/ وكالة سند للأنباء

في مخيم الشابورة وسط رفح جنوب قطاع غزة، تعيش عائلة أبو قوطة في غرفة من الصفيح شيدت فوق ركام منزلهم بعدما دمرته غارة إسرائيلية في أول أيام الحرب الإسرائيلية المروعة.

ويتسلح ما تبقى من عائلة أبو قوطة بالصبر، وتحضر إحدى سيداته الخبز من أجل الأسرة التي تقاوم ظروف الحياة المروعة التي يعيشونها.

تفاصيل أليمة

وروت المسنة عزيزة أبو قوطة التي كانت تجلس فوق ركام منزلها لوكالة سند للأنباء تفاصيل الغارة الإسرائيلية التي دمرت منزلها وقتلت عددت من أفراد عائلتها دفعة واحد بلا رحمة.

وتقول أبو قوطة بصوت مخنوق "المحتلين قصفوا البيت في أول يوم بالحرب، وقتلوا عددا من أولادي وأحفادي دون سبب أو سابق إنذار".

ومثل آلاف الأسر، تعرض منزل أبو قوطة المكون من خمسة طوابق وكان يقطنه حوالي 70 فردا لغارة إسرائيلية مدمرة في السابع من أكتوبر/ تشرين الماضي.

وتسببت تلك الغارة في استشهاد 18 فردا من العائلة، وستة أشخاص من الجيران الذين احتضنوا ما تبقى من أفراد العائلة عقب تدمير منزلها.

ويجلس بعض أفراد عائلة أبو قوطة فوق ركام منزلهم خلال أوقات النهار، وينامون في غرفة من الصفيح خلال الليل رغم انخفاض درجات الحرارة.

وتواجه العائلة الفلسطينية وغيرها من العائلات سيل من المصاعب، وسط ظروف معيشية قاسية، حيث لا كهرباء، أو مياه صالحة للشرب، أو وقود، أو غيرها من متطلبات الحياة.

ومخيم الشابورة هو أحد أكبر مخيمات اللاجئين الفلسطينيين في مدينة رفح، وقد تعرض كثير من منازله للقصف والتدمير على رؤوس ساكنيها خلال الحرب المتواصلة منذ 85 يوما.

مسح من السجل المدني

وعرضت رابعة أبو قوطة صور أشقائها الذي استشهدوا جراء قصف المنزل، وقالت إن شقيقها عبد الحميد وأبناءه الثلاثة وبنتيه وزوجت مسحوا من السجل المدني.

وأضافت أبو قوطة أن شقيقها الآخر عبد القادر وثلاثة من أبنائه وبينهم ابنه محمد الذي كان يتجهز للزواج استشهدوا جراء الغارة ولم يتبق غير ابنه أحمد ووالدته فقط.

وتابعت قائلة إن أربعة من أطفال شقيقها الأصغر استشهدوا بينما لا يزال والدهم يتلقى العلج جراء إصابته في تلك الغارة.

ووصفت أبو قوطة ما جرى مع عائلتها بأنه حرب إبادة، وقالت في رسالتها إلى العالم "كفى صمت وخذلان وطرش تحركوا وأنقذوا الشعب الفلسطيني من آلة الحرب الإسرائيلية التي لا تتوقف عن القتل والتدمير والترويع".

ويشن جيش الاحتلال الإسرائيلي واحدة من أكثر الحروب تدميرا في هذا القرن، حيث تمت تسوية كثير من الأحياء والأبراج والعمارات والمنازل السكنية بالأرض في قطاع غزة.

وبحسب آخر البيانات الصادرة في 22 ديسمبر/ كانون الأول الجاري، وثق المكتب الإعلامي الحكومي في غزة تدمير قوات الاحتلال أكثر من 55 ألف وحدة سكنية بشكل كلي، وأكثر من 258 ألف وحدة سكنية بشكل جزئي.

وتشير التقديرات إلى أن أكثر من نصف منازل الغزليين في مختلف المناطق أصبحت غير صالحة للسكن بالمطلق.

وأصبحت مدينة رفح المتاخمة للحدود مع مصر المنطقة الأكثر اكتظاظا بالسكان في قطاع غزة، حيث يضطر مئات الآلاف من النازحين داخليا إلى العيش في أماكن مكتظة للغاية وفي ظروف معيشية مزرية.

وتشير تقديرات الأمم المتحدة إلى أن الكثافة السكانية تتجاوز الآن 12,000 شخص لكل كيلومتر مربع، أي بزيادة أربعة أضعاف قبل الحرب على غز.

كما أن ما يقرب من 1.9 مليون شخص من أصل 2.3 مليون نسمة في غزة، أصبحوا نازحين داخليا، بما في ذلك الأشخاص الذين نزحوا عدة مرات.

ليلة مروعة

وقال أحمد أبو قوطة الذي كان خارج المنزل لحظة الغارة الإسرائيلية "والدي وأشقائي واثنين من أعمامي وأبنائهم استشهدوا وهم لم يشكلوا أي خطر على أحد".

وأضاف أبو قوطة من داخل غرفة الصفيح "منذ تلك الليلة المروعة ونحن نعيش كابوسا مروعا ورغم ذلك نحن صامدون وصابرون ونعيش فوق الركام ننام داخل غرفة الصفيح".

وأوضح أن عائلته رفضت أن تقطن في مراكز الإيواء وتمسكت بالعيش فوق أنقاض منزلها في رسالة للاحتلال بأن الشعب الفلسطيني سيبقى صامدا على أرضة وفوق ركام منازله رغم القصف والتهديد الإسرائيلي.

ووفق أحدث حصيلة معلنة من وزارة الصحة في غزة، بلغ عدد الشهداء 21 ألفا و507، والمصابين 55 ألفا و915 مصابا، وارتكب الاحتلال 1779 مجزرة بحق العائلات في قطاع غزة.

وقالت الطفلة تلين أبو قوطة وهي تحمل طفلة رضيعة نجت رغم وجودها داخل المنزل لحظة القصف "حسبنا الله ونعم الوكيل في اليهود وراح نظل صامدين إلى أن يأتي الفرج من عند الله"، وقال ابن عمها الطفل وسيم أبو قوطة بعفوية إن "المحتلين قصفوا بيتهم ووالده ذهب إلى الجنة ".