الساعة 00:00 م
الجمعة 17 مايو 2024
22° القدس
21° رام الله
21° الخليل
25° غزة
4.68 جنيه إسترليني
5.21 دينار أردني
0.08 جنيه مصري
4.02 يورو
3.7 دولار أمريكي
4

الأكثر رواجا Trending

نبيل خلف .. عائد من جحيم التعذيب فقد عائلته بمجزرة المعمداني

بالفيديو مسعف من غزة يروي مآسي اعتقال الاحتلال نجله المسعف منذ 36 يوما

حجم الخط
مسعف.jpg
رفح/ تامر حمدي/ وكالة سند للأنباء:

لا يتوقف المسعف مجدي معمر عن سؤال الفلسطينيين المفرج عنهم إلى رفح عن مصير نجله الذي اعتقله جيش الاحتلال الإسرائيلي جنوب مدينة غزة قبل خمسة أسابيع.

ويعرض معمر -في العقد الخامس من العمر- صورة نجله على الأسرى المفرج عنهم لكن لم يحصل على إجابة توضح مصيره حتى الآن.

تفاصيل الاعتقال

ونجل معمر واسمه مجدي (30 عاما) يعمل مسعفا أيضا، وكان في طريقة لنقل جرحى من غزة إلى رفح تمهيدا لمغادرة القطاع عبر معبر رفح البري للعلاج في المستشفيات المصرية.

واعتقلت قوات الاحتلال مجدي معمر مع 3 مسعفين آخرين في 25 نوفمبر/ كانون الثاني الماضي.

ومنذ ذلك الحين لم ترد أخبار بشأن ما جرى مع هؤلاء المسعفين، وفق ما يقول معمر.

مواصلة العمل

ورغم محنة اعتقال نجله، يبدأ المسعف معمرا نهار عمله بهمة وصبر، إذ ينظف سيارة الإسعاف المكلف بها من الدماء والشوائب بعد نقله عددا من جرحى القصف الإسرائيلي، ويعيد ترتيب الأدوات الطبية الأساسية اللازمة لحالات الطوارئ.

ويجهز معمر (55 عاما) سيارته، ويوجهها صوب مسار الخروج مباشرة للاستجابة لأي نداء يصل لمقر خدمات الإسعاف الرئيسي في مستشفى أبو يوسف النجار بمدينة رفح جنوب قطاع غزة، بينما يستعد لتناول وجبة إفطار سريعة مع زملائه.

يقول معمر الأب من داخل مركبة الإسعاف حيث يواصل عمله ضمن فريق المسعفين في مستشفى أبي يوسف في رفح "إنه على مدى الأسابيع الخمس الماضية خاطب الصليب الأحمر ومنظمة الصحة العالمية للوقوف على مصير نجله ورغم ذلك حتى الآن لا يعلم شيئا عن مصيره".

ويضيف الأب المكلوم بصوت مخنوق خلال حديثه لوكالة سند للأنباء "جميع القوانين الدولية والقانون الإنساني الدولي تجرم استهداف واعتقال المسعفين لكن إسرائيل فوق القانون على ما يبدون فهي تقتل وتعتقل المسعفين ولا يحاسبها أحد".

ونجل معمر يعمل ضمن فريق المسعفين في وزارة الصحة في مستشفى أبو يوسف النجار منذ ثلاث سنوات، بينما يعمل والده في هذه المهنة الخطرة منذ 16 عاما.

سيل من المخاطر

ويواجه المسعفون في غزة سيلا من المخاطر، أثناء عمليات انتشال الجرحى وجثامين الشهداء خلال الحرب الإسرائيلية المروعة في قطاع غزة منذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول الماضي.

ويشن جيش الاحتلال الإسرائيلي واحدة من أكثر الحروب تدميرا في هذا القرن، حيث تم توثيق استشهاد 312 طبيبا ومسعفا، واستهداف 104 سيارات إسعاف، واعتقال 99 فلسطينيا من الكوادر الطبية وفق بيانات وزارة الصحة في غزة.

ولا تتوقف سيارات الإسعاف عن نقل الضحايا والجرحى في جنوب قطاع غزة، بينما تراجع عملها في مدينة غزة وشمال القطاع في ظل الاشتباكات المتواصل بين جيش الاحتلال وفصائل المقاومة الفلسطينية.

ويروي معمر مشاعر عائلته في ظل روايات المعتقلين المفرج عنهم حول تعرضهم للضرب العنيف بالأيدي والأرجل وأعقاب بنادقهم بعد تجريدهم من ملابسهم.

وخلال الأسابيع الماضية، أفرج جيش الاحتلال عن عشرات الفلسطينيين اللذين اعتقلهم في غزة وشمال القطاع، وجميعهم كانوا يعانون من إصابات وأثار تعذيبا عند عودتهم إلى غزة من خلال معبر كرم أبو سالم الواقع عند مثلث الحدود بين مصر وغزة وإسرائيل.

ويوضح معمر أنه كلما تأتي دفعة من المفرج عنهم إلى المستشفى يعرض صورة ابنه عليهم على أمل أن يعرف أي أخبار عن مصيره.

77.jpg
 

ويشير إلى أنه تحدث لحوالي 70 محررا لكن جميعهم لم يتعرفوا على صورة نجله، وبعضهم أبلغ بأنهم معظم الوقت كانوا مقيدي اليدين ومعصوبي العينين وغير مسموح لهم بالحديث مع بعضهم البعض.

نداء استغاثة

ومعمر واحد من 9 مسعفين لا يزالون على رأس عملهم في مستشفى النجار، وجميعهم يواجهون على الأرض صعوبات كبيرة منذ إعلان إسرائيل الحرب على قطاع غزة.

ويصف الأب المكلوم عمل المسعفين وما يقدمونه من تضحيات ب "العمل الأسطوري الذي لا ينتهي"، مشيرا إلى أن المسعفين يقع على عاتقهم مهمة إنقاذ الأرواح، وسط أجواء حرب من الممكن أن يفقدوا فيها أرواحهم أو يتم اعتقالهم كما جرى من نجله ومسعفين أخريين.

وتحدث المسعف الفلسطيني عن أبرز المواقف الإنسانية التي واجهها خلال الحرب إذ يقول "في إحدى المهمات وصلنا إلى منزل تعرض لغارة إسرائيلية سارعنا مع طواقم الدفاع المدني لانتشال المصابين لكن جميع من كان في المنزل استشهدوا جراء القصف".

ووجه معمر نداء استغاثة "باسم الإنسانية تعاملوا معنا كبشر، ساعدوني في الوقوف على مصير ابني المسعف الذي كان يواصل الليل بالنهار من أجل إنقاذ الجرحى".