لم تُوقف الإدارة الأمريكية برئاسة جو بايدن دعمها لدولة الاحتلال الإسرائيلي منذ اليوم الأول لبداية جريمة الإبادة الجماعية في قطاع غزة، ودعمت تل أبيب بالأسلحة والقنابل الذكية والذخائر العسكرية المختلفة.
ومؤخرًا أفاد تقرير لشبكة الـ "CNN" الأمريكية أن "إسرائيل" استخدمت ذخائر أمريكية في مجزرة رفح الأخيرة قرب وكالة الأونروا غربي المدينة، والتي راح ضحيتها 45 شهيدًا مدنيًا؛ بينهم أطفال ونساء، إلى جانب مئات الجرحى.
وفي هذا الشأن حاورت "وكالة سند للأنباء" الكاتب والباحث في القضايا العربية والإسلامية، ساري عرابي، والذي أكد أن المشكلة تكمن في "الإمبراطورية الأمريكية" التي تعتبر نفسها مُهيمنة على العالم.
وأشار "عرابي" إلى أن منطق الإمبراطورية الأمريكية يستند إلى القتل والاستباحة والاستعباد، كما يستند إلى المغالطات، مثل ادعاء عدم استخدام الصواريخ ضد المدنيين الفلسطينيين، ورفض الاعتراف بعدد القتلى الفلسطينيين كما حصل في بداية العدوان الإسرائيلي على غزة.
وأوضح "عرابي"، أن الولايات المتحدة تعتبر نفسها القادرة الوحيدة على تحديد مسار العالم، وبالتالي لا يمكن محاسبتها أو محاكمتها على أفعالها.
وفسّر أن الإدارة الأمريكية ليست مهتمة بتحقيق التوازن بل بدرجة أساسية بتحقيق مصالح إسرائيل، وتدعم الاحتلال الإسرائيلي بشكل كامل.
ورأى "عرابي" أن الخلافات التي قد تنشأ بين الإدارة الأمريكية و"إسرائيل" تنبع من اختلاف وجهات النظر حول كيفية تحقيق مصالح الاحتلال، ولكن يظل التزام الإدارة الأمريكية بدعم إسرائيل ثابتًا.
وأكد أن أي إدارة أمريكية لا بد لها من دعم إسرائيل في ظل استمرار الحروب في المنطقة، سواء كانت موافقة على الحرب أو غير موافقة عليها، مُضيفًا: "أن أمريكا تحتفظ بتحفظات حول كيفية إدارة هذه الحروب؛ لمنع تصعيد النزاعات في المنطقة".
وشدد "عرابي" على أن الإدارة الأمريكية تدعم إسرائيل وتعزز قوتها في مواجهة خصومها في المنطقة، وتسعى دائمًا إلى المحافظة على ما تصفه بـ "التوازن العسكري"، أي ضمان تفوق إسرائيل على القوى الأخرى في المنطقة.
ولفت إلى أن الإدارة الأمريكية قد تتطلع إلى عدم تصاعد الصراعات، لكنَّ الجوهر سيظل بالتمسك في دعم الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة طالما استمرت.
وأوضح "عرابي" أن الإدارة الأمريكية لا يمكن اعتبارها وسيطًا نزيهًا، حيث تظهر تحيزها الدائم لصالح إسرائيل، وتعتبر المقاومة الفلسطينية بشكل عام عمليات إرهابية، مما يظهر تمييزها لصالح الجانب الإسرائيلي.
واستطرد "ضيف سند"، أن الولايات المتحدة الأمريكية تستخدم خطاب حقوق الإنسان كأداة لتحقيق أهدافها الهيمنة والسيطرة، بدلًا من الاهتمام الحقيقي بالمبادئ الأساسية، وعلى هذا النحو، فإن السياسات الأمريكية قد تورطت في انتهاكات حقوق الإنسان، كما حدث في غزو العراق عام 2003.
وبيّن أن الخبراء الأمريكيين العاملين في وزارات الخارجية يدركون أن السياسات الأمريكية غير متوازنة، وأن هذا يمكن أن يثير ردود فعل تضر بالمصالح الأمنية الأمريكية، كما حدث في السابق عندما استُهدفت المصالح الأمريكية بسبب دعمها للكيانات الهيمنة.
ولفت "عرابي" إلى أن الإدارة الأمريكية تتصرف كمناصر للجانب الإسرائيلي في الصراع الدائر، حيث لم تتخذ أي إجراءات لوقف الحرب في غزة وتعاملت معها كجزء من حربها.