قال المدير العام للهيئة المستقلة لحقوق الإنسان عمار دويك، إن إغلاق معبر رفح يعادل حكمًا بالإعدام على المرضى، خصوصًا أولئك الذين يعانون من أمراض مزمنة وخطيرة؛ بسبب الانهيار الصحي الذي يعاني منه القطاع، مُبيّنًا:"هؤلاء المرضى لا يتوفر لهم العلاج المناسب داخل غزة، وهم بحاجة ماسة للعلاج في الخارج".
وأوضح "دويك" في تصريحٍ خاص بـ "وكالة سند للأنباء"، اليوم السبت، أن إغلاق المعبر أثر سلبًا على كمية المواد التي تدخل قطاع غزة، حيث انخفضت نسبة المساعدات الإنسانية بنسبة 40-50%.
وبحسب "دويك"، فإن مئات الشاحنات تكدّست، وهناك معلومات عن كميات كبيرة من المواد التي كانت معدة لدخول قطاع غزة أصبحت فاسدة وتالفة.
ولفت النظر إلى أنه عندما سُمِح مؤخرًا بإدخال بعض الشاحنات عبر معبر كرم أبو سالم، دخلت المواد الفاسدة بسبب انتظارها لفترة طويلة دون تخزين مناسب.
وأكد أن الأزمة الإنسانية تتفاقم يومًا بعد يوم بسبب إغلاق المعبر، وتزداد عمقًا بشكل كبير، مما يجعل الوضع جزءًا من إطار الإبادة الجماعية.
ومن منظور حقوقي، رأى "دويك" أن إسرائيل ملزمة باتخاذ التدابير الاحترازية التي أقرتها محكمة العدل الدولية، والتي تضمن إدخال المساعدات ووقف الإبادة الجماعية. ولكن، بإغلاق معبر رفح، فرضت إسرائيل قيودًا إضافية على دخول المساعدات، مما أدى إلى بدء المجاعة بعد قرار محكمة العدل الدولية.
وأكمل، أن "إسرائيل" اتخذت إجراءات تعاكس قرار المحكمة، بإغلاق المعبر كعقوبة جماعية ومنع لحرية التنقل.
وأوضح أنه يجب النظر إلى ما يحدث في قطاع غزة في سياقه الأوسع، وهو سياسة التطهير العرقي والإبادة الجماعية. الهدف من إغلاق معبر رفح هو قتل الفلسطينيين.
وقال "دويك" إنه رغم وجود إجماع دولي على رفض ما تقوم به إسرائيل، إلا أن المجتمع الدولي للأسف غير قادر على ممارسة ضغوط حقيقية لمنع "إسرائيل" من ارتكاب جرائمها أو تغيير سلوكها الإجرامي.
وأشار "ضيف سند" إلى أنه وفقًا للقانون الدولي واتفاقية جنيف، فإن الدولة المحتلة ملزمة باحترام حرية الحركة والتنقل للسكان، وكذلك السماح بإدخال المساعدات الإنسانية وعدم إعاقتها، وهذا ما تخرقه إسرائيل.
وأكمل "دويك" أنه وفقًا لميثاق روما للمحكمة الجنائية الدولية، فإن استخدام التجويع كأحد أسلحة الحرب يعتبر جريمة ضد الإنسانية. بالتالي، فإن إسرائيل تنتهك اتفاقيات جنيف والمواثيق الدولية.
وتواصل قوات الاحتلال الإسرائيلي احتلال معبر رفح البري منذ 7 مايو/ أيار الماضي، وتمنع دخول المساعدات وسفر المرضى والجرحى للخارج لتلقي العلاج.
ويُواصل الاحتلال الإسرائيلي لليوم الـ 239 على التوالي، جريمة الإبادة الجماعية والحرب التدميرية في قطاع غزة، تزامنًا مع استمرار فرض الحصار وسياسة التجويع على أهالي القطاع؛ لا سيما في الشمال وغزة.