أكد عضو اللجنة المركزية لحركة "فتح"، عباس زكي، أن القبول بالمبادرة على نحوها الحالي، لا يمنح شعبنا الفلسطيني أي بصيص أمل بإنهاء العدوان بشكل حاسم ونهائي، ولا يرتقي مع طموح شعبنا في انهاء الحرب النازية التي تقودها أمريكا.
وقال زكي في تصريح خاص لـ "وكالة سند للأنباء" اليوم الخميس، إن المبادرة الأمريكية "لا تعبر عن رغبة واشطن الحقيقية في إنهاء الحرب؛ بل محاولة لإيجاد مندوب سامي يلتقي مع مطامعها في القطاع، وإنهاء الحرب بدون دولة فلسطينية حقيقية".
ونبه إلى أن واشنطن هي التي تدير الحرب الإجرامية على قطاع غزة، وهي التي تنفذ أبشع أوجه النازية والأفران الحارقة بحق سكانها.
واعتبر أن المبادرة الأمريكية "محاولة بائسة لتجميل صورة واشنطن"، بعدما انتفض الغرب رفضًا للمجازر التي ترتكبها قوات الاحتلال بإيعاز امريكي مباشر في القطاع.
وأضاف: "واشنطن تريد فقط إنقاذ صورتها بعدما تورطت في وحل الجريمة بالقطاع، وبعدما وصلت لقناعة واضحة أن حركة حماس لا يمكن لها الاستسلام كما كانت تعتقد إدارة بايدن في بداية الحرب".
وحول اليوم الثاني للحرب، أجاب القيادي في "فتح": "أولا أمريكا عليها أن توقف الحرب قبل أن تتحدث عن اليوم الذي يليه؛ هي لا تريد إنهاء الحرب، بل تحاول فقط أن تظهر بصورة الرافض لها وهي الداعم والممول والمنفذ لها".
وتابع: "اليوم الثاني للحرب لن يكون إلا يومًا فلسطينيًا بامتياز، ولن تستطيع أي قوة أن تفرض خيارات على شعبنا؛ القادر بوحدة شعبه وقواه على تحديد مساره ومصيره ومستقبله".
وشددّ زكي على أنّ المقاومة خلال الأشهر الثمانية المتواصلة من العدوان، "واجهت حربًا كونية، من دول النيتو والحلفاء وقوى الظلام وبعض المتفرجين الذين يتمنون زوال شعبنا الفلسطيني بأسره".
المبادرة الأمريكية..
وكان الرئيس الأمريكي جو بايدن قد أعلن الجمعة الماضية في خطاب له أنّ "إسرائيل" عرضت مقترحًا جديدًا يتضمن 3 مراحل لوقف إطلاق النار في قطاع غزة.
وتستمر المرحلة الأولى من الاتفاق التي 6 أسابيع وتتضمن "وقفا كاملا وتاما لإطلاق النار، وانسحاب قوات الاحتلال من كل المناطق المأهولة بالسكان في غزة، والإفراج عن عدد من الرهائن بمن فيهم النساء والمسنون والجرحى، وفي المقابل إطلاق سراح مئات من الأسرى الفلسطينيين.
ولفت بايدن إلى أن الجانبين الإسرائيلي والفلسطيني سيتفاوضان خلال تلك الأسابيع الستة على وقف دائم لإطلاق النار، لكن الهدنة ستستمر إذا ظلت المحادثات جارية.
مخرج لإسرائيل..
وقال تحليل نشره مركز دراسات أمريكي، وترجمته "وكالة سند للأنباء"، إن الرئيس جو بايدن يكثف جهوده للتوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار في غزة باعتبار ذلك يوفر المخرج لإسرائيل من مأزقها المتزايد في القطاع.
ورأى تحليل لمركز العربي واشنطن العاصمة (ACW)، أن بايدن يستهدف تحقيق "الهبوط الناعم" لرئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو للحيلولة دون التورط الإسرائيلي بشكل أكبر في غزة في ظل العجز عن تحقيق الأهداف المعلنة.
وذكر أن أنه بعد أشهر من العمل مع الإسرائيليين على صفقة التبادل، توصل المفاوضون الأمريكيون إلى إدراك أن تركيبة الحكومة الإسرائيلية والطموحات السياسية الشخصية لنتنياهو هي العقبات الرئيسية أمام التوصل إلى اتفاق.
يُذكر أنّ رئيس وزراء الاحتلال بنيامين نتنياهو نفى أن يكون قد وافق على وقف إطلاق النار في إطار المقترح الذي أعلنه بايدن، في حين أن الوزيرين في حكومته، ايتمار بن غفير، وبتسلئيل سموتريتش، هددا بالانسحاب من الحكومة ما يؤدي إلى حلها، في حال الموافقة على وقف إطلاق النار.
حماس: لا تفاوض حول رد "إسرائيل"..
وأمس الأربعاء، قال القيادي في حركة "حماس" أسامة حمدان، إننا لا ننوي التفاوض حول رد إسرائيل، بل نركز على استجابتها لمقترحات الوسطاء.
وأوضح "حمدان" في تصريحاتٍ صحفية تابعتها "وكالة سند للأنباء"، أنّ الحركة غير مستعدة لاستكشاف أي مقترحات جديدة ما لم تتضمن إنهاء العدوان وانسحاب الاحتلال وجهود إعادة الإعمار.
"وأوضح "حمدان"، أنهم تلقوا وعودًا من الوسطاء بالاستمرار في جهودهم لتعزيز المطالب التي ينادون بها." لافتًا إلى أنه لا يمكن الرهان على المواقف الإسرائيلية المتخبطة التي يتباين المسؤولون الإسرائيليون فيما بينهم بشأنها.
وبين "حمدان" أن الاحتلال لا يظهر أي رغبة في وقف العدوان، وأنه لا يوجد ضمانات بشأن تجاوبه مع جهود الوسطاء.
قطر: الاقتراح الأمريكي خارطة طريق..
وفي ذات السياق، قال المتحدث باسم وزارة الخارجية القطرية ماجد الأنصاري، الثلاثاء الماضي، إنّ الاقتراح الأميركي الأخير يوفر خارطة طريق لوقف دائم لإطلاق النار في قطاع غزة، وإنهاء الحرب ومعاناة الغزيين.
وأضاف الأنصاري في مؤتمر صحفي أنّ حركة "حماس" طلبت تفاصيل حول مقترح صفقة التبادل الذي أعلنه الرئيس الأمريكي جو بايدن، في حين أن "إسرائيل" لم تقدم ردًا واضحًا بخصوصه.
وأوضح أنّ "حماس تطلب تفاصيل أكثر وضوحًا حول الاتفاق من أجل إعطاء جواب رسمي حول المقترح"، فيما ينتظر الوسطاء موقف إسرائيلي واضح ردًا على المقترح بخصوص غزة.