تروج أنها مناطق آمنة للنزوح

ترجمة خاصة.. تحقيق أمريكي: "إسرائيل" تنتهج استهداف "المناطق الإنسانية" في غزة

حجم الخط
شهداء في منطقة المواصى
غزة- وكالة سند للأنباء (ترجمة خاصة)

أكد تحقيق أجرته شبكة (إن بي سي نيوز nbcnews) الأمريكية، أن جيش الاحتلال الإسرائيلي ينتهج استهداف المناطق التي يروج لها كمناطق إنسانية آمنة للنزوح في إطار حربه الدموية على قطاع غزة منذ السابع من تشرين الأول/أكتوبر الماضي.

وقال التحقيق إن قوات الاحتلال قصفت مرارا وتكرارا منطقة (المواصي) الساحلية غرب مناطق جنوب قطاع غزة والتي توسعت في الأشهر الأخيرة لتصبح مدينة خيام مزدحمة، وذلك على الرغم من تصنيفها كمنطقة إنسانية آمنة من الجيش.

ووثق التحقيق سبع غارات جوية إسرائيلية مميتة على منطقة المواصى أدت إلى استشهاد عشرات الفلسطينيين، لافتا إلى أنه في شهر أيار/مايو الماضي، استشهد 21 شخصًا على الأقل في غارة على مخيم النازحين في منطقة المواصى.

جروح لا تلتئم

أجرى التحقيق مقابلة مع المواطنة "أسماء الصرفندي" التي قالت إن الجروح التي أصيبت بها قدميها جراء ضربة إسرائيلية نجت منها قبل أسبوعين لم تلتئم بعد، قبل أن تستقر المزيد من الشظايا في ساقها خلال ضربة قبل أيام على منطقة إنسانية محددة في جنوب غزة.

وذكرت الصرفندي أن الغارة الأخيرة على منطقة المواصي بدأت بعد منتصف الليل بقليل، بينما كانت نائمة مع زوجها وأطفالها الخمسة – منى وشروق وليلى وأسعد ومحمد. وقد أيقظتهم طائرة تحلق فوقهم قبل أن تجتاح النيران المنطقة المحيطة بخيمتهم.

ووصفت الصرفندي، اللحظات التي تلت ذلك: "الناس يصرخون، والناس تشتعل النيران، والرجال يأخذون الأطفال إلى الخارج، لقد أصيبنا جميعا."

وقالت إنها أصيبت هي وابنتها بشظايا، بينما ذاب وشاح أخرى على جلدها. وأضافت أن زوجها أبو مصطفى الصرفندي نقل ابنهما وابنة أخرى إلى المستشفى مصابين بحروق وشظايا.

وفي يوم الجمعة قبل الماضية، أدت سلسلة من الانفجارات بفعل غارات إسرائيلية في منطقة المواصي إلى قتل ما لا يقل عن 25 شخصًا وإصابة 50 آخرين، وفقًا لوزارة الصحة في غزة.

وقالت اللجنة الدولية للصليب الأحمر، إن الضربات أصابت على بُعد ياردات من مكاتبها ومساكنها، التي يحيط بها مئات النازحين في الخيام.

أسماء الصرفندي.webp
 

لا مكان آمن

أجُبر سكان قطاع غزة الذين يزيد عددهم عن 2.3 مليون نسمة، على النزوح لعدة مرات بحثا عن ملجأ آمن وسط شدة القصف والاستهداف الإسرائيلي.

في 8 يونيو/حزيران، كان الصرفندي، وهو في الأصل من سكان رفح، يحتمي في النصيرات وسط غزة، عندما نفذت القوات الإسرائيلية مجزرة أسفرت عن أكثر من 270 شهيدا.

كما أصيب مئات آخرون في المجزرة، من بينهم الصرفندي. ثم سارت العائلة من النصيرات إلى المواصي، حيث خصص شقيقها مساحة لعائلتها.

وقال الصرفندي وهو يبكي: “هذه هي المنطقة الإنسانية التي طلبوا منا أن نلجأ إليها، لقد رآني أخي، ولم يصدق أنني على قيد الحياة. ... عانقني وقال الحمد لله أنك في أمان".

قبل الحرب، كانت المواصي قرية صيد صغيرة على ساحل البحر الأبيض المتوسط ​​في غزة. وقد تطورت لتصبح مدينة خيام مكتظة بالسكان منذ بداية حرب الإبادة الإسرائيلية، وأصبحت أكثر ازدحاما بعد أن فر مئات الآلاف كانوا لجأوا إلى رفح المجاورة من الغزو البري الذي بدأ في المدينة الشهر الماضي.

قتلت وهي حامل

في مشرحة مؤقتة، نعت أم محمد أبو عمارة أقاربها، بما في ذلك ابنة أختها مريم محمد سليمان أبو عمرة، التي وجنينها الذي استشهد معها في الهجوم الإسرائيلي على خيم النازحين في منطقة المواصى.

قالت أبو عمارة: "كان لديها طفل في بطنها، وقتلت وهي حامل، كنا آمنين في رفح، وهنا نزحوا، وبيوتنا دمرت، وأطفالنا رحلوا، ولا يوجد مكان آمن في غزة".

وقامت امرأة أخرى بتقييم البقايا المتفحمة لخيمتها بفعل القذائف والصواريخ الإسرائيلية. وقالت لشبكة إن بي سي نيوز: “اقتلونا بضربة واحدة ودعونا ننهي الأمر".