الساعة 00:00 م
الخميس 22 مايو 2025
22° القدس
21° رام الله
21° الخليل
25° غزة
4.76 جنيه إسترليني
5 دينار أردني
0.07 جنيه مصري
4.02 يورو
3.55 دولار أمريكي
4

الأكثر رواجا Trending

تغير المواقف الأوروبية من حرب الإبادة.. ما السر وما مدى التأثير؟

حماس: لا مفاوضات حقيقية منذ السبت ونتنياهو يُحاول تضليل العالم

منظمات أممية ومحلية لـ سند: الاحتلال يضلل العالم في قضية مساعدات غزة

حين ينام العالم.. ويستيقظ الرعب في غزة

فشل خطة اليوم التالي للحرب وانعدام الردع

ترجمة خاصة.. "إسرائيل" تواجه معضلة مزدوجة تقوض استراتيجيتها في غزة

حجم الخط
نتنياهو.webp
غزة- وكالة سند للأنباء (ترجمة خاصة)

سلطت وسائل الإعلام الدولية الضوء على ما تواجهه "إسرائيل" بشكل غير مسبوق تاريخيا، من معضلة مزدوجة تقوض استراتيجيتها في قطاع غزة الذي يتعرض لحرب إبادة مستمرة منذ السابع من تشرين الأول/أكتوبر الماضي.

وأجمعت تقارير الإعلام الدولي أن الارتباك والتخبط يخيم على المشهد القيادي في "إسرائيل" أمنيا وسياسيا في ظل فشل أي خطة تحاول دولة الاحتلال فرضها لترتيبات ما يعرف باليوم التالي في غزة.

أما الشق الثاني للمعضلة الإسرائيلية المزدوجة فيتعلق بشكل رئيسي بانعدام ما تباهت به "إسرائيل" لعقود وهو تحقيق الردع وذلك مع تواصل هجمات المقاومة الفلسطينية وإسناد جبهات المقاومة إقليميا.

صداع الفشل في غزة

قالت وكالة رويترز العالمية للأنباء إن "إسرائيل" تواجه صداعا يتعلق بمن سيدير قطاع غزة بعد الحرب وذلك في ظل فشل الهدف الإسرائيلي الرئيسي المتمثل بالقضاء على المقاومة وتقوض حكم حركة حماس.

وذكرت الوكالة أن الخطة التي طرحتها الحكومة الإسرائيلية على حلفاء الولايات المتحدة في مرحلة ما بعد الحرب على غزة هي إدارة القطاع بالتعاون مع عائلات محلية عبر تشكيل إدارة مدنية بديلة.

لكن الوكالة أكدت أن من تعتبرهم "إسرائيل" المرشحين المعقولين في غزة لهذا الدور - رؤساء العائلات المحلية القوية - غير راغبين في المشاركة بأي ترتيبات إسرائيلية بشكل قاطع.

وقالت تهاني مصطفى، كبيرة محللي الشؤون الفلسطينية في مجموعة الأزمات الدولية، وهي مؤسسة بحثية مقرها بروكسل، إن الحكومة الإسرائيلية "تبحث بنشاط عن القبائل والعائلات المحلية على الأرض للعمل معهم لكنهم رفضوا ذلك بشدة".

وبحسب الوكالة فإنه على الرغم من هدف الحرب الإسرائيلية الصريح المتمثل في تدمير حماس لا يزال لدى الحركة عناصر تفرض إرادتها في شوارع غزة.

ونقلت الوكالة عن أحد زعماء العشائر في غزة، الذي طلب عدم ذكر اسمه، إن "المخاتير لن يتعاونوا مع هذه الألاعيب الإسرائيلية"، مشيراً إلى الغضب من الاحتلال الإسرائيلي بسبب جرائمه وقتل أفراد من العشيرة وتدمير ممتلكاتها.

وذكرت الوكالة أن مسؤولون من وزارة الجيش الإسرائيلية أجروا في الأسبوعين الماضيين اتصالات مع اثنين من كبار رجال الأعمال في قطاع غزة في قطاع الأغذية، لكن أصحاب الأعمال رفضوا أي تعامل مع الإسرائيليين.

وقال عضو بارز من عشيرة أخرى إن المسؤولين الإسرائيليين لم يتصلوا بعشيرته، لكنهم سيتعاملون معهم بشكل سيء إذا فعلوا ذلك.

وأضاف ""نحن لسنا متعاونين. يجب على (إسرائيل) أن توقف هذه الألاعيب".

رفض عربي

إلى جانب الإدارة المدنية، تشمل الركائز الأخرى لخطة "إسرائيل" لمرحلة ما بعد الحرب في غزة استقدام قوة أمنية من الخارج لحفظ النظام، وطلب المساعدة الدولية في إعادة الإعمار، والبحث عن تسوية سلمية طويلة الأمد.

لكن الدول العربية التي ستحتاج "إسرائيل" إلى دعمها أعلنت مرارا أنها لن تتدخل ما لم يتم وقف الحرب ووضع جدول زمني ثابت لإقامة دولة فلسطينية وهو أمر ترفضه الحكومة الإسرائيلية.

وقال مسؤولان أمريكيان إن "إسرائيل" عالقة وفشلت حتى الآن في وضع أي خطة ملموسة وقابلة للنجاح لما بعد الحرب للحكم والأمن في غزة.

وقال مايكل ميلشتاين، وهو عقيد سابق في الاستخبارات العسكرية الإسرائيلية ويرأس الآن منتدى الدراسات الفلسطينية في مركز "موشيه ديان" الإسرائيلي للأبحاث "لا يوجد فراغ في غزة، حماس لا تزال القوة البارزة".

مشروع "خيالي"

أبرزت صحيفة "فايننشال تايمز" البريطانية أن الحكومة الإسرائيلية تروج أنها تستعد لاختبار نموذج تجريبي لإدارة غزة بعد الحرب عبر إطلاق المخطط التجريبي لـ "الجيوب الإنسانية".

لكن الصحيفة أكدت أن هناك شكوكا واسعة النطاق حول جدوى الخطة الإسرائيلية بالنظر إلى الحضور القوى المستمر لحركة حماس وفصائل المقاومة، والاقتتال الداخلي الإسرائيلي حول التفاصيل، والدعم الفاتر من الدول العربية.

ووصف أحد الدبلوماسيين المطلعين على الخطة الإسرائيلية بأنها مشروع "خيالي".

وبموجب الخطة، سيقوم الجيش الإسرائيلي بتحويل المساعدات من معبر (إيريز) إلى جهات محلية من أجل توزيعها وتوسيع مسؤولياتها تدريجياً لتولي الحكم المدني بداية من مناطق شمال قطاع غزة.

وقال شخص مطلع على التفكير الإسرائيلي إن الخطة يُنظر إليها أيضاً كوسيلة للضغط على حركة حماس في المحادثات المتعثرة حول اتفاق وقف إطلاق النار وتبادل الأسرى.

فيما قال شخصين آخرين على اطلاع على الخطة إنها مجرد نسخة أخرى من المحاولات الإسرائيلية السابقة التي أحبطتها حركة حماس بحكم الأمر الواقع.

وأضاف شخص آخر على دراية بخطط ما بعد الحرب على غزة أن المحاولات الإسرائيلية لتحديد الفلسطينيين المحليين الذين يمكن أن يديروا غزة مستمرة منذ ستة أشهر، دون أي نجاح يذكر.

الردع الإسرائيلي في خبر كان

في هذه الأثناء يظهر الردع الإسرائيلي في خبر كان مع تواصل صمود وهجمات المقاومة الفلسطينية رغم الحرب الدموية منذ عشرة أشهر، وإسناد جبهات المقاومة إقليميا.

وأوردت وكالة بلومبيرغ أن جماعة أنصار الله "الحوثيون" في اليمن شنت أكبر عدد من الهجمات على السفن التجارية حتى الآن في شهر حزيران/يونيو من العام الجاري، وهو دليل جديد على أن تهديد الجماعة للتجارة قد اشتد في الأسابيع الأخيرة.

وبحسب الوكالة كان هناك 16 هجومًا مؤكدًا على السفن في حزيران/يونيو من الحوثيين، وفقًا للأرقام التي نشرتها القوات البحرية العاملة في المنطقة.

وهذا هو أكبر عدد من الهجمات في أي شهر واحد في عام 2024، ولم يتفوق عليه إلا في شهر كانون أول/ديسمبر عندما كان عدد السفن التي لا تزال تبحر في المنطقة أكبر.

وشملت الحوادث المسجلة ثاني إغراق مؤكد لسفينة، فضلاً عن أول هجوم ناجح بطائرة بدون طيار محمولة بحراً، علما أن جماعة أنصار الله أعلنت مرارا استمرارها بالهجمات إسنادا لغزة وحتى يتم إنهاء حرب الإبادة الإسرائيلية.

إسناد لبنان لغزة مستمر

في السياق نقلت وكالة "أسوشيتد برس" للأنباء عن نائب زعيم حزب الله اللبناني الشيخ نعيم قاسم قوله إن الطريق الوحيد المؤكد لوقف إطلاق النار على الحدود اللبنانية الإسرائيلية هو وقف إطلاق النار الكامل في غزة.

وصرح الشيخ نعيم بأنه "إذا كان هناك وقف لإطلاق النار في غزة، فسوف نتوقف دون أي نقاش".

وأضاف أن مشاركة حزب الله في الحرب كانت بمثابة "جبهة دعم" لفصائل المقاومة في غزة، و"إذا توقفت الحرب فإن هذا الدعم العسكري لن يكون موجوداً".

وذكر الشيخ قاسم أنه لا يعتقد أن الحكومة الإسرائيلية لديها القدرة حاليًا - أو أنها اتخذت قرارًا - بشن حرب شاملة مع حزب الله.

وحذّر من أنه "حتى لو كانت الحكومة الإسرائيلية تنوي شن عملية محدودة في لبنان لا تصل إلى حرب شاملة، فلا يجب أن تتوقع أن يبقى القتال محدوداً".

وتابع "عليها (إسرائيل) أن تتوقع أن ردنا ومقاومتنا لن تكون ضمن سقف وقواعد اشتباك تحددها دولة الاحتلال... إذا شنت الحرب، فهذا يعني أنها لا تتحكم بمداها أو بمن يدخل فيها".

وكشف الشيخ قاسم أن مبعوثا أمريكيا طلب مؤخرًا عبر وسطاء من حزب الله الضغط على حركة حماس لقبول وقف إطلاق النار ومقترح تبادل الأسرى الذي طرحه الرئيس الأمريكي جو بايدن.

وقال إن حزب الله رفض الطلب الأمريكي، وأكد أن "حماس هي التي تتخذ قراراتها ومن يريد أن يطلب شيئاً فعليه أن يتحدث معها مباشرة".

وأضاف أنه بمجرد التوصل إلى وقف إطلاق النار في غزة، يمكن للمسار السياسي أن يحدد الترتيبات داخل غزة وعلى الجبهة مع لبنان.