في الوقت الذي يُصعّد فيه جيش الاحتلال الإسرائيلي من وتيرة المجازر التي تستهدف النازحين بمدارس ومراكز الإيواء، والمناطق التي يزعم أنها "آمنة" في غزة، تزداد التحذيرات الأممية من أنّ "إسرائيل" لم تترك مكانًا آمنًا في القطاع، ولا أحد يعرف مصيره هناك؛ في ظل الحرب الدموية المتواصلة منذ 10 شهور.
ففي الآونة الأخير تتعرض مراكز الإيواء وغالبيتها تتبع لوكالة "أونروا"؛ لقصف إسرائيلي مكثّف في مختلف محافظات القطاع آخر مجزرة مدرسة الرازي بمخيم النصيرات (وسط)، ما خلّف عشرات الشهداء والجرحى؛ في صفوف المدنيين الذين لجأوا إليها طوال فترة الحرب المتواصلة منذ أكتوبر/ تشرين أول الفائت.
وأكد المستشار الإعلامي لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "أونروا" عدنان أبو حسنة في تصريحٍ خاص بـ "وكالة سند للأنباء" أنّ "إسرائيل" باستهدافها المتكرر لمدارس الوكالة التي ينزح إليها آلاف الغزيين، لم تترك مكانًا آمنا لأحد، وجعل مناطق الإيواء غير آمنة.
وبحسب بيانات أممية رسمية فإنّ أكثر من 95% من مدراس وكالة "أونروا" استُخدمت كملاجئ للغريين مند بداية الحرب، وأوضح "أبو حسنة" أنّ 90% منها، إما دمرّت أو أصيبت بأضرار مختلفة.
وأدى الاستهداف المباشر لمرافق "أونروا" لاستشهاد نحو 539 شخصًا كانوا يحتمون داخلها، بينما أُصيب المئات بجروحٍ متفاوتة، غالبيتهم من الأطفال والنساء.
وعلى ضوء ذلك، شدد "أبو حسنة" على ضرورة حماية المدنيين وعدم استهدافهم بموجب ما يقره القانون الدولي والقانون الإنساني، واتخاذ جميع الإجراءات التي تحول دون استخدام القوة وتحييدهم عن "عمليات القتال والعمليات العسكرية".
ودعا إلى وقف الحرب التي وصفها بـ "المجنونة" والمستمرة ضد القطاع منذ شهور طويلة، وتستهدف في غالبيتها المدنيين من الفئات الهشة والضعيفة من الكبار والشيوخ والأطفال والمدنيين العزل، مشيرًا إلى أنهم "يدفعون الفاتورة الأكبر في هذه الحرب التي آن لها أن تتوقف".
ونبّة لضرورة تدفق المساعدات لقطاع غدة الذي يعاني من أزمة حقيقية في وصولها إلى مستحقيها، والتي دفعته ليكون في منطقة مجاعة حقيقية وتيرتها تزداد يوما بعد آخر.
"لا أحد يعلم مصيره في غزة"..
ويستخدم الاحتلال في استهدافه لمراكز الإيواء والمناطق التي يدّعي أنها "آمنة" كثافة نارية عالية، وصواريخ محرّمة دوليًا تُسبب حروقًا قاتلة بحسب تقارير طبيّة؛ ما يوقع عددًا كبيرًا من الضحايا والمفقودين.
وفي هذا الإطار، قال المتحدث باسم بالبعثة الدولية للصليب الأحمر الفلسطيني هشام مهنا إنّه لا أحد يعلم مصيره في غزة بسبب الاستهدافات الإسرائيلية التي لم تُبقِ مكانًا آمنًا في القطاع طوال أشهر الحرب.
ووصف "مهنا" في تصريح خاص بـ "وكالة سند للأنباء" الواقع الذي يعيشه سكان قطاع غزة بـ "المرير" فهناك أزمة إنسانية متفاقمة ولا أمان في شمال القطاع أو جنوبه.
وأوضح أنّ القانون الدولي يحتم على دولة الاحتلال اتخاذ كافة الإجراءات الاحتياطية للحيلولة دون استهداف المدنيين العُزل، وهذا ما لا تقوم به.