قال المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان، إن جيش الاحتلال الإسرائيلي يكثف استهدافه للمدارس في قطاع غزة خصوصا تلك التي تستخدم كمراكز لإيواء النازحين، كـسياسة ممنهجة هدفها التهجير القسري للمدنيين وتفريغ مدينة غزة.
وأوضح المرصد "الأورومتوسطي"، في بيان صحفي نشره، اليوم الجمعة، وصل "وكالة سند للأنباء" نسخة منه، أن التصعيد ضد المدارس في قطاع غزة يتزامن مع إصدار جيش الاحتلال أوامر إخلاء قسري غير قانونية من شمال غزة إلى جنوبها ضمن سياسة ممنهجة لطرد الأهالي وحرمانهم من أي استقرار "لأسباب تبدو انتقامية".
وأشار إلى أنه وثق قصف طائرات الاحتلال الإسرائيلي المباشر لــ9 مدارس تُستخدم كمراكز إيواء لآلاف النازحين في مدينة غزة، خلال الثماني أيام الماضية وتم تدميرها على رؤوس من فيها.
وأكد المرصد، أن هجمات طيران الاحتلال الحربي تسببت، خلال نفس الفترة، في استشهاد 79 فلسطينيًا وإصابة 143 آخرين غالبيتهم من الأطفال والنساء، وفقدان أعداد أخرى تحت الأنقاض، وما زال يتعذر انتشالهم لعدم وجود معدات مناسبة لطواقم الإنقاذ.
وشدد على، أن قصف المدارس وتدميرها على رؤوس النازحين غير مبرر بالمطلق، "رغم أن جيش الاحتلال يحاول دائما التبرير باستهداف أحد النشطاء العسكريين أو السياسيين دون أن تثبت صحة هذا الادعاء".
وبين "الأورومتوسطي"، في بيانه، أن تحقيقاته الأولية تشير إلى تعمد الاحتلال تدمير ما تبقى من مراكز الإيواء لحرمان الفلسطينيين مما تبقى من أماكن قليلة تؤويهم بعد التدمير الممنهج للمنازل ومراكز الإيواء بما فيها المدارس والمنشآت العامة.
وطالب المرصد جميع الدول بفرض العقوبات الفعالة على "إسرائيل" ووقف أشكال الدعم والتعاون السياسي والمالي والعسكري كافة المقدمة إليها بما يشمل التوقف الفوري عن عمليات نقل الأسلحة إليها.
قال المقرر الأممي الخاص بالحق في السكن اللائق، بالاكريشنان راجاجوبال، إن كل مبنى في قطاع غزة تعرض للقصف مرة واحدة على الأقل، منذ بدء الحرب على القطاع في الأول من أكتوبر/تشرين أول الماضي.
وشدد "راجاجوبال"، في تصريحات إعلامية، الخميس، اطلعت "وكالة سند للانباء" عليها، على ضرورة وقف الاحتلال الإسرائيلي "للجرائم التي يرتكبها في قطاع غزة، ومحاسبة الجنود الذين يقومون بتلك الفضاعات ووضع حد لهذه الحرب".
وبين أن هنالك حاجة ملحة لتقديم الملاجئ والطعام والماء للمدنيين في القطاع، مشيرا إلى أن الوكالات الأممية المختلفة حاولت توفير معدات طبية لكن عراقيل الاحتلال الإسرائيلي لم تساعد على إيصالها.
وفي ذات السياق، كشف تقرير للبنك الدولي، نهاية يوليو/تموز الفائت، عن أرقام صادمة ومفزعة حول الأضرار التي تعرضت لها المساكن في غزة خلال الحرب منذ 7 أكتوبر/تشرين أول الماضي، إذ أن 62% من المباني السكنية ونحو 64% من الوحدات السكنية أي ما يقدر بنحو (300,000) وحدة سكنية تعرضت لأضرار جزئية أو مدمرة، حتى مايو/أيار الماضي
وأشار البنك الدولي في تقريره إلى أن أكثر من 1.3 مليون مدني في قطاع غزة بلا منازل، بالإضافة نزوح 1.7 مليون من المدنيين جراء أوامر الإخلاء التي يقوم بها جيش الاحتلال الإسرائيلي، يلجأون معظمهم إلى مرافق الأونروا بما في ذلك المدارس.