"أنتظر حلاً يُنقذ قدمي ولا يُعرِّضها للبتر"، كلمات كالثقل على الصدر، تخرج من فِيه مثقل لتصف حال السيد فارس الرحال أحد النازحين من مدينة بيت لاهيا إلى جنوب قطاع غزة، وحال عشرات آلاف المصابين في القطاع، الذين يترقبون بمصير مجهول حالهم الصحي في ظل إغلاق معبر رفح وخروج جُل المستشفيات عن العمل.
ويواصل جيش الاحتلال الإسرائيلي احتلاله وإغلاقه لمعبر رفح البري منذ السابع من مايو/ أيار الماضي ما تسبب باستشهاد 292 فلسطينياً متأثرين بإصاباتهم، جراء حرمانهم من السفر لتلقي العلاج.
ويشير المكتب الإعلامي الحكومي في تصريحات حصلت عليها "وكالة سند للأنباء"، إلى أنه منذ إغلاق الاحتلال الإسرائيلي لمعبر رفح، حُرم أكثر من 3500 مريض وجريح من السفر لتلقي العلاج في مستشفيات خارج قطاع غزة.
ويؤكد المكتب الإعلامي على وجود 25 ألف طلب تحويلة مسجلة لدى وزارة الصحة تحت بند السفر لتلقي العلاج في الخارج، غير أن إغلاق معبر رفح يحرم هؤلاء من السفر للعلاج، ما يهدد بقاءهم على قيد الحياة.
نزوح تحت تأثير البنج..
"لا أنسى نزوحي أثناء إجراء العملية وأنا تحت تأثير البنج"، هكذا بدأت قصة فارس الرحال الذي تعرض لإصابة بالغة في القدم والرأس، أوائل أيام العدوان على غزة، ما أدى لتهشم وكسور متفرقة في عظام القدم.
يقول الرحال لـ "وكالة سند للأنباء": " تم عمل الإسعافات اللازمة لي في مستشفى الإندونيسي لإيقاف النزيف، وجرت لي عدة عمليات صغرى وكبرى قبل أن يتم تحويلي إلى مستشفى العودة".
في يوم بؤسه شديد، تحت أزيز الرصاص بين خطر الموت من الحرب أو الموت تحت العمليات، بنبرة مثقلة يوضح ضيفنا أنه أجرى عملية رقعة في القدم، وفي هذه اللحظات جاء أمر إخلاء فوري للمستشفى، اضطره للخروج منها تحت تأثير البنج والدم.
ومن مدرسة لأخرى، بين شتات ونزوح تعرض له ضيفنا -كما وصف لنا-، إلى أن وصل إلى بركسات رفح، التي فاقمت جرح قدمه وتضاعف إلى التهابات شديدة، اضطرته للمكوث 48 يوماً في مستشفى أبو يوسف النجار دون جدوى.
مرفوض..
ويؤكد "الرحال"، أن الأطباء أبلغوه بصعوبة حالته الميؤوس منها، وهو بحاجة للعلاج في الخارج، قبل أن ينتقل إلى المستشفى الأوروبي حيث خضع لعدة عمليات تحت أيدي وفد بريطاني.
ويشير إلى أن جميع المستشفيات أبلغته بضرورة العلاج في الخارج، إلا أن الفئة العمرية كانت محددة، إذ يرفض الاحتلال خروج الرجال من سن 18 حتى 59 للعلاج خارج قطاع غزة.
ويتساءل "الرحال"، عن الحال الذي ينتظر المصابين في القطاع، في ظل منعهم من السفر للعلاج، وإغلاق المعبر الذي يعيق عملية دخول الوفود الطبية.
سرطان خبيث..
أما السيد بلال أبو سلطان من سكان شمال غزة، يضعنا في صورة معاناته مع مرض السرطان الذي بدأ يفتك به منذ أبريل/ نيسان الماضي.
وبغصة في قلبه، يقول " أبو سلطان" لـ "وكالة سند للأنباء"، "انتشر المرض برقبتي بشكل كبير، أنا محتاج أسافر للعلاج لإنقاذ حياتي".
ويضيف" أنا مُعرَّض لانتشار السرطان في كل جسمي، ولا يوجد علاج في قطاع غزة"، مطالباً بإيجاد حل لخروج المرضى والمصابين لعلاجهم وإنقاذ أرواحهم.