الساعة 00:00 م
الثلاثاء 30 ابريل 2024
22° القدس
21° رام الله
21° الخليل
25° غزة
4.84 جنيه إسترليني
5.4 دينار أردني
0.08 جنيه مصري
4.1 يورو
3.83 دولار أمريكي
4

الأكثر رواجا Trending

أطفال غزة يدفعون ثمن الأسلحة المحرمة

معروف: معلبات مفخخة يتركها الاحتلال بمنازل غزة

"نيتساح يهودا".. وحدة إسرائيلية تتسلى بأرواح الفلسطينيين

حجم الخط
نيتساح يهودا
نواف العامر - وكالة سند للأنباء

وحدات إسرائيلية تتخذ من أرواح الفلسطينيين مرتعاً لها، وتفجر جدلاً جديداً في الساحتين الفلسطينية والإسرائيلية، أبرزها وحدة "نيتساح يهودا" الحريدية، التي أحدثت صدىً وصل الدبلوماسية الأمريكية في أعقاب استشهاد المسن الفلسطيني عمر غانم في يناير/كانون الثاني الماضي على يد جنودها.

ومع تداعيات الجريمة، تم تسليط الضوء من جديد على مدى انحطاط القيم التي تحكم تصرفات جيش الاحتلال التي تتبعه الوحدة.

وفي تقرير نشرته صحيفة "هآرتس" الإسرائيلية، وصفت الكتيبة التي يخدم فيها يهود متعصبون دينياً ويسكن قسم منهم في البؤر الاستيطانية العشوائية في الضفة الغربية، بأنها "ميليشيا" تطورت تحت أنظار الجيش الإسرائيلي، وينفذ جنودها الذين ينتمون لعائلات مستوطنين في المنطقة، اعتداءات ضد الفلسطينيين.

وتعني "نيتسح يهودا" بالعبرية "يهودا الأبدي" وتُعرف أيضًا باسم ناحال حريدي، وهي كتيبة في لواء "كفير" التابع لجيش الاحتلال الإسرائيلي، وتتيح للرجال اليهود الأرثوذكسيين الخدمة في الجيش، في جو يتوافق مع معتقداتهم الدينية، في إطار يخضع لتعاليم "الهالاخاه".

عمل الوحدة

تقول الباحثة مديحة الأعرج لـ"وكالة سند للأنباء" إن الكتيبة تعمل في الضفة الغربية فقط، وبشكل دائم، وليس مثل باقي الكتائب والوحدات التي يتنقل جنودها إلى المناطق الحدودية.

 وجرت محاولات لتفكيكها، إلا أن التقديرات تشير أن التفكيك سيكون بمثابة إعلان حرب بالنسبة لقيادة المستوطنين، بحسب ما ذكرت "الأعرج".

 وبحسب مفهوم المستوطنين وقياداتهم توضح الباحثة أن الوحدة تنتمي إليهم، وتعمل لمصلحة المستوطنات، وعادة ما يدخل قادة المستوطنين إلى مقر الكتيبة بصورة حرة، ويتحدثون مع الجنود ويتجولون بحرية ويلقون دروساً، الأمر الذي حولها إلى نوع من "الميليشيا".

توضح "الأعرج" أن أفراد الوحدة يعمدون لاقتحام منازل الفلسطينيين، وتكسير أبوابها ونوافذها والاعتداء على سكانها، وإلقاء قنابل باتجاه سيارات فلسطينية مارة، وإيقافها وإنزال ركابها منها والتنكيل بهم في أحيان كثيرة، والاعتداء عليهم جسدياً، ويصادرون سياراتهم من أجل التسلية.

وتُظهر معطيات إسرائيلية أن 3.8% فقط من الجرائم التي ترتكب على خلفية قومية من عناصر تعمل في كتيبة "نيتساح يهودا" ومن مجموعات المستوطنين بحق الفلسطينيين في الضفة الغربية، تنتهي في نهاية المطاف بلا لائحة اتهام، كما أكدت "الأعرج".

ووفقاً لها، تم إغلاق أكثر من 221 شكوى فلسطينية من أصل 263، ما بين أعوام 2018 إلى 2020، وهناك 10 قُدم فيها لوائح اتهام حتى الآن، والبقية لا زالت قيد التحقيق.

وتكشف معطيات لمنظمة "يش دين"، أنه أغلق ما بين أعوام 2005 إلى 2021 92% من الشكاوى التي قدمتها بدون لائحة اتهام، وكان سبب إغلاق 65% هو عدم قدرة الشرطة على تحديد مرتكبي تلك الجرائم.

"لأجل التسلية"

الصحفي الإسرائيلي في هآرتس ينيف كوفوفيتش ينقل عن جندي شهد بعينيه أن عدداً من جنود "نيتساح" كانوا بمقربة من مستوطنة عوفرا، أوقفوا سيارة لعائلة فلسطينية مسافرة، وانهالوا على السائق بالضرب بشكل جنوني، وهم يشاهدونه يفقد وعيه.

وحسب "كوفوفيتش" يقول الجندي الذي كان في المكان، إن الوحدة استدعت ممرضاً كي يساعد في العلاج، لكنه رفض بذريعة أن السائق "مخرب" ورفض إعطاءهم الماء للفلسطيني.

وتواصل هآرتس كشف المستور، فتبين أن جنود "نيتساح" يلقون قنابل الصوت على البيوت أو السيارات المسافرة؛ لأجل التسلية.

وعن مهام الوحدة نقلت وسائل إعلام اسرائيلية عن المتحدث باسم جيش الاحتلال، أن كتيبة "نيتسح يهودا" تنفذ نشاطات عملياتية في الضفة الغربية، وبهذا هي تساهم في أمن إسرائيل.

وبوفاة الفلسطيني عمر عبد المجيد أسعد (80 عامًا) من جلجيليا شمال رام الله في 12 يناير/كانون الثاني، الذي أوقفه جنود الاحتلال وقيّدوا يديه واعتدوا عليه بالضرب، أثناء اقتحام منزله، ما أدى لإصابته بجلطة قلبية، تم فصل قائد سرية في الكتيبة، وتوبيخ قائد الكتيبة.

وكشف تحقيق أن أخطاءً عملياتية خطيرة كانت في التخطيط للنشاط، وليس فقط عن عدم الإحساس تجاه المسن "أسعد".

وبعد التحقيق أمر رئيس أركان الجيش أفيف كوخافي، بفحص إمكان تقليص شهور نشاط الكتيبة في الضفة الغربية، وإرسال جنودها إلى قطاعات أخرى أيضاً خارج المناطق، ومع ذلك، فهو لا ينوي حل الكتيبة، أنها تمثل مساهمة اجتماعية مهمة.

"توتر وتحقيقات"

 تحقيق الجيش الإسرائيلي لم يوقف التوتر الإعلامي والبيانات الدبلوماسية بين تل أبيب وواشنطن بسبب هذه القضية، وطالبت الأخيرة بإجراء تحقيق جنائي شامل وتحمل المسؤولية الكاملة عن استشهاد "أسعد".

وغالبا ما تمر حوادث استشهاد فلسطينيين على يد الجيش الإسرائيلي بالأراضي الفلسطينية، دون تعليقات من الإدارة الأمريكية إلا أن استشهاد أسعد كان له موقف يعود لحمله الجنسية الأمريكية.

وتلفت الباحثة "الأعرج" أن الجيش الإسرائيلي نفى في بداية الأمر أي علاقة له باستشهاد المسن الفلسطيني، ولكن بعد إلحاح أمريكي أصدر تصريحا قال فيه، إن الاستشهاد سببه فشل أخلاقي للقوة العسكرية واصفاً الحادث بـ"الخطير والمؤسف".

ومن جانبه، رد المتحدث باسم وزارة الخارجية الأمريكية على البيان الإسرائيلي أنه ما زال يشعر بقلق بالغ إزاء ظروف وفاة "عمر أسعد"، "وهو مواطن أمريكي، وُجد ميتاً بعد أن احتجزه جنود إسرائيليون في الضفة الغربية".

"تشكيك إعلامي"

الإعلامي والمحلل السياسي عوض الرجوب شكك في جدية وجدوى تحقيقات جيش الاحتلال وإمكانية تأثيرها على مجريات سلوك الجنود الميداني، معتبرًا التحقيقات الإسرائيلية محاولة لقطع الطريق وتغطية على الجرائم اليومية ضد الفلسطينيين.

ويصف "الرجوب" في حديثه لـ"وكالة سند للأنباء" التحقيقات بشكل عام أنها منزوعة النزاهة والثقة، وأن جهاز التحقيق الإسرائيلي غير قادر وغير مبني بشكل يؤهله للقيام بتحقيق العدالة، والتحقق بشكل جدي من انتهاكات القانون الإنساني الدولي.