قال عبد السلام هنية نجل رئيس المكتب السياسي لحركة "حماس" الشهيد إسماعيل هنية، إنّ والده ختم مسيرة نضالية طويلة بالشهادة كما كان يتمنى دائمًا، بعد أربع محاولات اغتيال فاشلة.
وأعلنت حركة "حماس" صباح اليوم الأربعاء، استشهاد رئيس مكتبها السياسي إسماعيل هنية، إثر غارة إسرائيليّة على مقر إقامته في طهران، بعد مشاركته في احتفال تنصيب الرئيس الإيراني الجديد.
وعبّر عبد السلام هنية في تصريحٍ خاص بـ "وكالة سند للأنباء" عن الفخر الشديد بوالده الذي قضى حياته بين إبعاد وأسر وملاحقة متواصلة وقيادة مرحلة حرجة في تاريخ الشعب الفلسطيني، قبل أن يترقي شهيدًا ملتحقًا بركب من ودّعهم من أفراد العائلة خلال حرب الإبادة.
وأشار إلى أن والده وطّن العائلة لهذا اليوم (استشهاده)، "فمنذ كنّا صغارًا كان يُخبرنا أن للمشروع الوطني أثمان غالية، وأنه في سبيل ذلك قد يرتقي في أي لحظة، والحمد الله أن نال هذا الشرف".
ولفت عبد السلام هنية، إلى أنّ أبرز محاولات الاغتيال التي تعرض لها والده وفشلت، حين كان برفقة الشيخ المؤسس أحمد ياسين عام 2003، وحين كان رئيسًا للوزراء عام 2006.
وأكد أنّ والده كان حريصًا دائمًا على الوحدة الوطنية الفلسطينية، وسعى كثيرًا لأجلها، كما قاد "حماس" ببصيرة عالية وفكر راجح، في مرحلة حرجة وحاسمة من تاريخ القضية الفلسطينية، ونجح في تحقيق إنجازات هامة على الصعيد الوطني.
وشدد أنّ دماء والده كما بقية دماء أبناء الشعب الفلسطيني غالية ولن تُوقف عزم المقاومين حتى التحرير.
نبذة عن إسماعيل هنية..
إسماعيل عبد السلام هنية الذي تنحدر أصوله من قرية الجورة قضاء عسقلان، ولد في 23 كانون ثاني/ يناير 1963 في مخيم الشاطئ غرب مدينة غزة .
والتحق هنية بحركة حماس منذ إنشائها في بداية الانتفاضة الفلسطينية الأولى، وتعرض للاعتقال في عام 1987، وبقي في الاعتقال 18 يومًا، ثم اعتقل للمرة الثانية عام 1988 بستة أشهر، ثم أعاد الاحتلال اعتقاله في عام 1989 بتهمة الانتماء لحركة حماس.
وبعد ثلاث سنواتٍ في الاعتقال، نُفي إسماعيل هنية إلى منطقة مرج الزهور جنوبي لبنان، مع قيادات آخرين من حركتي حماس والجهاد الإسلامي، في كانون ثاني/ديسمبر 1992.
وبعد عام من النفي في مرج زهور عاد هنية إلى قطاع غزة، حيث عمل عميدًا للجامعة الإسلامية في غزة، ورئيسًا لمكتب الشيخ أحمد ياسين، مؤسس حركة حماس.
وأصيب هنية في يده إثر محاولة اغتيال إسرائيلية لعدد من قيادات حماس في أيلول/ سبتمبر 2003، بينهم الشيخ أحمد ياسين. كما قصف الاحتلال منزله أكثر من مرة، آخرها كانت في شهر تشرين ثاني/نوفمبر 2023، بعد شهر من عملية طوفان الأقصى.
وبعد الانتخابات التشريعية الفلسطينية، وفوز حركة حماس، ترأس إسماعيل هنية الحكومة الفلسطينية العاشرة، وتعرضت حكومته لحصار شديد بوقف "إسرائيل" تحويل عائدات الضرائب، ووقف المنح من الدول المانحة للسلطة الفلسطينية، وقد اشتُهر حينها تصريحٌ لإسماعيل هنية قال فيه "سنأكل الزعتر والملح والزيتون ولن نطأطئ الهامات ولن نهون ولن نتراجع".
وتولى إسماعيل هنية رئاسة المكتب السياسي لحركة حماس في 6 أيار/ مايو 2017، بعد انتخابات جرت داخل مجلس شوري الحركة.
وفي الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة، قتل الاحتلال حفيدة إسماعيل هنية أثناء تواجدها في مدرسة تؤوي النازحين، ثم قتل أكبر أحفاده بقصف على منزله، قبل أن يرتكب مجزرة بحق عائلته في عيد الفطر، استُشهد فيها ثلاثة من أبناء إسماعيل هنية مع خمسة من أحفاده.