الأسرة هي اللبنة الأولى لبناء المجتمع، وعليها تقوم الحضارات وتزدهر أو تنحسر، وبالتالي فإن نجاح أي قضية إنما يبدأ من الأسرة، وبقيامها بدورها المطلوب في تكوين الوعي لدى هذا النشء الصغير منذ طفولته الأولى، فينمو وتنمو معه تلك القضية فلا يتخلى أو يحيد عنها، ويمحص الأفكار -المسمومة- الدخيلة عليه يوماً بما لديه من أساس متين وتربية قويمة، وحتى نربي جيلاً قوياً واعياً بمقدساته وقضاياه وخاصة فلسطين، فإليكم بعض المقترحات التربوية لتخبرهم فيها عن فلسطين:
1- التربية بالقدوة: تعتبر هذه النقطة حلاً سحرياً للكثير من المشكلات التربوية، فالأهل يعتقدون أن الصراخ وترديد الأوامر أو المعلومات أكثر من مرة هو ما سيجعل الطفل ينفذ ما يُملى عليه، ولكن الحقيقة أن الطفل يتعلم بالقدوة أكثر مما يتعلمه بغيرها من الطرق بنسبة تصل إلى 70%، لذلك فلابد أن تؤمن الأسرة بقضية فلسطين وتقدر أهميتها، تتابع أخبارهم، تدعو لهم، تساعدهم بكل ما أتيح لهم، فيولي طفلي اهتماماً لما تهتم به أسرته.
2- التربية بالقصة: القصة من أهم الوسائل التربوية لتعليم الاطفال ولها أثر بالغ في نفوسهم، وتساعدهم دائماً على تذكر الأحداث التي تسردها عكس ما تروي لهم بطرق روتينية مملة، وهنا أوصي باستخدام أسلوب شيق، وتنويع النغمات الصوتية في الأداء حتى يركز الطفل بكامل انتباهه وكل حواسه، ولابد من الإعداد الجيد للمحتوى الذي ستقصه، واختيار لغة وتعبيرات تلائم عمرهم.
3- التربية بالدعاء: خصص جزءاً يومياً من دعاء الأسرة لفلسطين والقدس وأهلها، وبالتكرار سيترسخ في ذهن وروح طفلك أهمية وقداسة فلسطين، واجعله إمامكم في الدعاء ذات مرة مع التكرار بالتباعد على فترات، وشاهد بنفسك أثر هذا الأسلوب التربوي الرائع.
4- التربية باللعب: لديك طفل فلابد أن اللعب من أولى أولوياته، فقم باستغلال ذلك وصمم ألعاباً ذات أهداف تخدم الرسالة التي تود إيصالها له، كتلوين صورة للمسجد القبلي أو قبة الصخرة، أو صمم مسابقة حول معالم الأقصى واختبر معلوماته ولكن يجب أن تكون قد أطلعته عليها مسبقاً، فيسهل الإجابة عنه ويستمتع باللعب والتنافس، ويمكن استخدام معلومات تناسب عمره وتقديم جوائز محببة لنفسه تشجيعاً له على محاولاته حتى لو لم يجب بشكل صحيح، ويمكن أن تكون الجائزة أكثر قيمة إذا كان مستواها أعلى وأجاب بشكل جيد وهكذا، كما يمكن استخدام أسماء معالم القدس في ألعاب أخرى كالجري، مثلاً: من يجرِ "من باب العمود إلى باب المغاربة" ثلاث مرات ويصل أولاً يكن هو الفائز، وهكذا أمثلة لألعاب لا تنتهي، المهم الإعداد الجيد مسبقاً وتحديد المعلومات التي تهدف لإيصالها، وربطها بجوائز تناسب عمر الطفل وموضوع اللعبة.
5- التربية بالفن: يميل الصغار دائماً إلى الاستماع للأغاني وترديدها، ولا يخفى علينا حال أطفال اليوم وحفظهم للعديد من المهرجانات الشعبية وكلماتها البذيئة، وهنا ننصح باستغلال ميول الطفل بشكل هادف ونستمع معا لأغانٍ عن فلسطين والقدس تناسب عمره، ويمكن توضيح الكلمات له حتى يفهم ما يسمع ويردد، كما يمكن إقامة مسابقات بين الأطفال أو احتفال بيوم الأسرة وتخصيص فقرة ليغني الطفل ما حفظه هذا الأسبوع وتشجيعه بهدية جميلة، ويمكن أن ندرب الأطفال على عرض مسرحي بسيط يقدمونه أمام الأسرة، وبذلك ننمي حواسّ الطفل وتكون محاولة لاكتشاف أو تنمية مواهبهم الفنية وتشجيعهم عليها وأيضاً توجيههم لفن هادف.
6- التربية بالتكنولوجيا: لا بد أن تواكب الأسرة مستحدثات العصر، فلا تمنعها البتة، ولا تتركها دون مراقبة، وإنما توجه وتقوم وتراقب وتشجع، ومن هنا يمكنك توجيه طفلك لاستخدام "التيك توك" و"اليوتيوب" و"سناب شات" وغيرها من التطبيقات التي يفضلها بمشاهدة وعرض الأعمال المرتبطة بفلسطين، خصص وقتاً لمتابعته عن قرب ولكن باهتمام وحب، ويمكنك مساعدته في اختيار المحتوى أو التدرب عليه أو تحرير الفيديو الذي سيعرضه، وتغرس بطفلك دوماً أننا نستخدم كل شيء بهدف ولهدف، ونواكب العصر أيضاً لكن ونحن نحافظ على هويتنا ووعينا..
7- الترببة بالعطاء: يمكنك أن تغرس قيمة العطاء لدى طفلك بِحَثِّه على اقتسام جزء من مصروفه لإخوانه بفلسطين، وقلنا هنا اقتسام وليس تبرعاً لأنه يشعر منها وكأنه تفضل عليهم، والأحق أنه واجبنا تجاههم، فيجب توضيح ذلك للطفل، وتحفيز شعور المؤاخاة مع أطفال فلسطين، وأننا كما نسعد كثيراً بهدايا أصدقائنا لنا هنا فنود أيضا ًأن نسعد أطفال فلسطين ونشعرهم بأنهم ليسوا وحدهم، وأيضاً هو مجال مناسب لتعلمه فضل الإنفاق فى سبيل الله، وأن الله يضاعف لمن يشاء إلى سبعمئة ضعف، وبذلك تغرس تلك القيم بشكل قوي ومتين.