الساعة 00:00 م
الأحد 28 ابريل 2024
22° القدس
21° رام الله
21° الخليل
25° غزة
4.84 جنيه إسترليني
5.4 دينار أردني
0.08 جنيه مصري
4.1 يورو
3.83 دولار أمريكي
4

الأكثر رواجا Trending

جيش الاحتلال يُعلن مقتل "رائد" شمال قطاع غزة

فلسطيني يحول موقعاً عسكرياً مدمراً إلى مسكن لعائلته النازحة

كيف تغرسين بطفلك الاهتمام بالقضية الفلسطينية؟

حجم الخط
الطفل الفلسطيني
عمَّان- وكالات

الكثيرات من الأمهات حريصات على أن تغرس في أبنائها الاهتمام بقضية فلسطين والتفاعل معها، بل إن مراهنة العدو الإسرائيلي على نجاحه ليست على هذا الجيل الحالي وإنما على الأجيال القادمة التي إما سترث فهم القضية ومعرفة عدوها أو تنسى القضية بمرور الوقت.

وإن الأطفال أو الجيل القادم هم من سيحملون على عاتقهم هذه القضية فيما بعد، هم من سيحملون معاني العزة والكرامة والفخر بالانتماء لهذا الدين أو معاني الهزيمة والانكسار والهزيمة النفسية أمام العدو.

لذا من أهم ساحات الانتصار لهذه القضية هم أطفالنا الذين يعيشون بيننا، ولكن كيف؟

نشاهد الكثير من الأمهات اللاتي حرصن على شرح القضية للأطفال فهن عادة ما يشرحنها من خلال عرض صور ما يحدث في فلسطين مثلاً على الأطفال بهدف كسب تعاطف الطفل، ويحفظنهم الأغنيات التي تبكي ما يفعله الاحتلال بحق الفلسطينيين.

لكن قد تخطىء بعض الأمهات بغرس الهزيمة والإحساس بالعجز في نفوس الأطفال دون أن تدري، وتروج لفكرة الجيش الذي لا يقهر في نفوسهم دون أن تدري.

فنحن أنفسنا من كثرة مشاهدة تلك المشاهد المتكررة فقدنا الشعور بالأمل وملأ الكثيرين منا اليأس أو على الأقل الإحباط، ولولا فهمنا لوعد الله في القرآن لما كان لدينا أي شعور بالأمل، هذا ونحن نفهم معاني الغيب ونصر الله وغيره فكيف بالأطفال؟

هناك فرق بين تربيتك لطفلك انطلاقاً من وعيك بعقيدتك الراسخة، وبين تربيتك إياه انطلاقاً من المشاعر والتفاعل مع الأحداث؛ فتنقل إليه الشعور بالعجز والضحية وتحمل الطفل فوق طاقته. فالطفل غير مكلف بالأساس، وإحساسه بالعجز والضحية لا يفيد ولن ينصر القضية قيد أنملة.

اقتراحات حول كيفية معالجة هذه القضية بتوازن مع الأطفال:

1. أن نعرف أن معالجة القضية مع كل مرحلة سنية تختلف عن الأخرى، لذا لا يمكن استخدام نفس الأسلوب مع جميع الأعمار.

2. أن نفهم أن هذه حرب طويلة المدى، وعليه فلا نتوقع نصراً خلال يوم أو يومين، لذا علينا ألا نفرض حالة طوارئ غير محددة الزمن على الأطفال.

فإحدى الأمهات كانت تقول لابنها في الصف الثاني الابتدائي، حبيبي كنت سأحضر لك هذه الحلوى لكنني وضعت ثمنها لأخيك في فلسطين، وفي اليوم الثاني قالت: كنت سأصحبك لهذه النزهة لكن ألغيتها تعاطفاً مع أخيك في فلسطين، وظلت تستخدم هذه اللغة بدون توازن عدة أيام وبشكل مكثف.

فسألتها واحدة ضاحكة: يا عزيزتي أنا لو كنت مكان ابنك لكرهت أخي الفلسطيني من كل قلبي، فهو المتسبب في عدم حصولي على أي شيء أحبه، ولابد أن نصل بالطفل إلى أن يكون العطاء منه وليس بشكل إجباري.

3. أن تكون الأم ويكون الأب محددين فيما يريدان توصيله للأطفال في هذا الموضوع، مثل أن يستغل الأحداث الجارية للحديث عن فلسطين وتاريخ فلسطين ولماذا نحب فلسطين، وقصة الإسراء والمعراج وقصة عمر بن الخطاب وصلاح الدين الأيوبي بأسلوب شديد البساطة مع عرض صور للمسجد الأقصى وقبة الصخرة والحرم الإبراهيمي وخلافه، ويمكن أن يحدث ذلك على شكل مسابقة بين الأطفال يكون فيها مجموعة من الهدايا الجذابة.

4. متوقع أن يتعرض الطفل لمشاهدة بعض مشاهد القتل والدمار في فلسطين وعلى الوالدين أن يشرحا بلغة تملؤها الثقة ويملؤها التفاؤل وتأكيد أن النصر لنا مع عرض الصور التي تظهر مظاهر العزة ومظاهر القوة مثل صورة الطفل الذي يطارد الدبابة، أو صور الإسرائيليين وهم يبكون وهكذا، وهو تأسٍّ بمنهج القرآن في غزوة بدر، إذ قال تعالى "إِذْ يُرِيكَهُمُ اللّهُ فِي مَنَامِكَ قَلِيلاً…." (الأنفال:43).

 فإذا كان هذا الدعم النفسي مطلوباً للرسول عليه السلام والصحابة فكيف بأطفالنا.

5. للأطفال الأكبر سناً يمكن تشجيعهم على التعبير عن القضية من خلال الرسومات أو كتابة بعض الموضوعات أو حفظ بعض الأشعار، أو أن تحضر الأم لهم مجموعة من الأقلام الملونة والأوراق ذات الشكل المميز وتجلس الأم مع أولادها يصنعون مجموعة من الكروت أو الخطابات التي يوجهها كل طفل لأخيه الفلسطيني، ويمكن عمل معرض من مجموعة من الجيران مثلاً لعرض إبداعات الأطفال للتعبير عن القضية.

6. أن تعقد الأسرة جلسة عائلية (لطيفة) يتحدث كل شخص فيها بمن فيهم الأب والأم حول مشاعره تجاه فلسطين وما يحدث فيها ثم يقترح كل فرد شيئاً تقوم به الأسرة لدعمهم بحيث يترك فرصة للأطفال للاقتراح.

7. أن يصحب الوالدان الطفل للتبرع لفلسطين بشيء يختاره (مال، لعبة، وما شابه) لأخيه الفلسطيني بحيث يذهب الطفل بنفسه لمكان التبرع ويقوم بالتبرع بنفسه.

8. أن تصلي العائلة كلها ركعتين للدعاء لفلسطين ثم يقومون بالدعاء بحيث يدعو كل شخص جزءاً من الدعاء بصوت عال بمن فيهم الطفل.

9. نقطة مهمة بل هي في غاية الأهمية وهي غرس معاني التكافل والإيجابية في الطفل فكيف نتوقع من الطفل أن يتعاطف مع الفلسطيني ويضحي من أجله وهو لم يتعود معنى التكافل مع من يحيطون به؟

فمثلاً كثيراً ما نجد الأب والأم يقومان بواجبات عيادة المريض أو مساعدة المحتاج أو معاونة الغير بمعزل عن الأطفال، ومن المهم جداً غرس خلق التكافل والواجب تجاه الآخرين والإيجابية كخلق أصيل في الطفل وإلا سيكون هناك انفصام في الشخصية، فهو ينشأ على التفكير في نفسه فقط ثم نحدثه عن التعاطف مع من هم خارج حدود بلاده.

لذا على الآباء أن يفكروا بصوت عال مع الأطفال، فمثلاً إذا مرض أحد الأطفال في العائلة أو الجيران أو الأصدقاء على الوالدين الحديث مع الطفل حول أنهم يجب أن يذهبوا لعيادة ذلك المريض، وكيف أن عليهم أن يفكروا في هدية مناسبة يأخذونها معهم، وأنهم يجب أن يفكروا فيما يحبه ذلك المريض ليكون الهدية المناسبة له؛ وإذا أخبرك طفلك بتغيب أحد زملائه من المدرسة على الأم أن تطالبه بالاتصال، والاطمئنان على ذلك الصديق.

11. الحديث عن أهمية الشهادة وسعادة الشهيد وأجره يراعى فيه المرحلة السنية مع مراعاة أن يكون ذلك في معرض حديث عن القوة والعزة والكرامة.

12. حينما يقوم الطفل بأي فعل إيجابي كأن يحصل على درجة جيدة في المدرسة أو يطيع والديه أو يرتب غرفته نرسخ فيه معنى أنه بذلك ينصر القضية ويغيظ الصهاينة مع مراعاة عدم المبالغة في ذلك؛ كي لا يفقد الأمر الهدف المرجو منه.

13. علاقة الوالدين بالطفل أساسية في توصيل القضية فإذا كانت العلاقة تملؤها العاطفة والحب والكثير من المشاركة واللعب والحكاية يكون التأثير قوياً بعكس ما إذا كان الأمر مجرد أوامر وخلافه.

فالخلاصة: عليكِ غرس المفاهيم بعقلية طفلك، وأن هذه القضية الفلسطينية هي قضية عقدية، ووطنية، لا يجب أن تغيب عن ذهنكٍ إطلاقاً عندما نقول عن التربية، كما يجب أن تكوني وزوجك قدوة لابنك في ما تعرفينه وتدعمين به القضية الفلسطينية.