قالت الفصائل الفلسطينية، إن العمليات التي نفذتها المقاومة جنوب الضفة الغربية الليلة الماضية، هي رسالة واضحة بأن المقاومة ستبقى ضاربة ومتواصلة في صد عدوان الاحتلال الإسرائيلي "الغاشم" الذي يستهدف الشعب الفلسطيني وأرضه.
ونفذ مقاومون عمليتين متزامنتين، الليلة الماضية، في مستوطنتي "عتصيون" و" كرمي تسور" شمال مدينة الخليل، أصيب خلالهما 3 إسرائيليين أحدهم قائد لواء "عتصيون" بجيش الاحتلال، فيما أعلن عن استشهاد منفذيهما.
وفي تفاصيل العمليتين انفجرت مركبة مفخخة داخل محطة محروقات "عصيون"، بينما وقع انفجار اخر بسيارة عند اختراقها لمستوطنة "كرمي تسور" قرب بيت أمر شمال الخلي، إذ تشير المصادر إلى أن أحد المنفذين وصل إلى مدخل مستوطنة "كرمي تسور" وحاول دهس عناصر أمن ثم اخترق الحاجز في المكان وتسلل إلى داخل المستوطنة.
وقالت حركة المقاومة الإسلامية (حماس)، في بيان لها، اليوم السبت، وصل "وكالة سند للأنباء" نسخة منه، أن العملية التي وقعت من خلال تفجير سيارة مفخخة بالقرب من تجمع "غوش عتصيون" الاستيطاني جنوب بيت لحم وعملية الدهس وإطلاق النار واقتحام وتفجير سيارة مفخخة في مستوطنة "كرمي تسور" شمالي الخليل، "تحمل دلالة واضحة على أنه لا يمكن الاستفراد بأي جزء من الوطن، فالخزان البطولي لشعبنا سيفاجئ الاحتلال في كل زمان ومكان".
وأشارت الحركة على أن "هذه العمليات البطولية في ظل تصعيد الاحتلال لعدوانه على محافظات شمال الضفة الغربية، ومجازره وإبادته الجماعية في قطاع غزة، تشكل صفعة جديدة لمنظومة الاحتلال الأمنية، خصوصاً وأن هذه المنظومة في حالة تأهب تام منذ يوم الأربعاء الماضي".
وشددت "حماس" على أن "الاحتلال لن ينعم بالأمن فوق أرضنا وسيتلقى مزيداً من الضربات الموجعة من مقاومي شعبنا الفلسطيني الأبطال".
ودعت الحركة كافة أبناء الشعب الفلسطيني، والمقاومين في كل المدن، إلى المزيد من المواجهة والرد على جرائم الاحتلال المستمرة، وأضافت "فنحن أمام استمرار معركة طوفان الأقصى المباركة؛ التي لابد أن تتكاتف فيها كل الجهود وكل السبل لردع الاحتلال وإفشال عدوانه ومخططاته الخبيثة".
من جانبها، باركت حركة الجـهاد الإسلامي العــملية المزدوجة التي نفذها مــقاومون في مستوطنة "غوش عتصيون"، شمال الخليل، وأوقعت عدداً من جنود الاحتلال، من بينهم ضابط.
وقالت حركة "الجهاد" في بيان لها، اليوم السبت، وصل "وكالة سند للأنباء" نسخة منه، إن التضليل الإعلامي الذي يمارسه الاحتلال عبر نشر روايات مفبركة والتقليل من شأن الاختراق الأمني الذي حققه المقاومون في هذه العـملية، لن يغير من واقع الأمر شيئاً.
وأشادت الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين، بالعملية المزدوجة قرب مستعمرة "غوش عتصيون"، وبينت أنها تحمل في توقيتها ومكانها رسائل قوية للاحتلال الإسرائيلي وحلفائه الأمريكيين، مفادها أن "المقاومة في الضفة المحتلة تتصاعد بوتيرة متسارعة، وتتطور قدراتها النوعية يوماً بعد يوم".
وبينت "الجبهة الشعبية" في بيان لها، اليوم السبت، وصل "وكالة سند للأنباء" نسخة منه، أن العملية "تعكس تناغماً استراتيجياً بين قوى المقاومة في جنوب وشمال الضفة، وتجسد تكاملاً في الجهود والتضحيات بين جميع المقاومين"، مؤكدة أن لا مكان آمناً للاحتلال ومستوطنيه على أي شبر من أراضي فلسطين المحتلة، وأن معادلة الردع والاشتباك تتجدد وتتعزز مع كل عملية".
ووجهت "الجبهة الشعبية" تحية إلى "المقاومين الأبطال الذين يتصدون بصلابة وبسالة للجرائم الصهيونية والحملة الواسعة التي يشنها الاحتلال ضد شعبنا ومقاومينا في الضفة".
وقالت إن "هؤلاء الأبطال يثبتون كل يوم أن إرادة المقاومة لا تُكسر، وأن عزيمتهم لا تلين، وأنهم سيظلون دائماً في قلب المعركة، يزرعون الرعب في صفوف جنود الاحتلال والمستوطنين، ويدافعون عن كرامة شعبهم وحقوقه".
وشددت على أن "المقاومة هي فكرة متجذرة في وجدان أبناء شعبنا، تمتد جذورها عميقاً في تاريخنا، وترتبط بثقافتنا وهويتنا الوطنية، ولا يمكن على الإطلاق هزيمتها أو اقتلاعها مهما اشتدت الجرائم والمؤامرات، وستظل هي السبيل الوحيد للتحرر واستعادة الحقوق المسلوبة، ولذلك على الصهاينة أن يدركوا أنهم سيغرقون في وحل الضفة كما يغرقون الآن في وحل غزة".
وفي ذات السياق، قالت حركة الاحرار الفلسطينية، في بيان لها، اليوم السبت، وصل "وكالة سند للأنباء" نسخة منه، إن العملية "البطولية" المزدوجة التي وقعت الليلة قرب "غوش عتصيون وكرمي تسور" شمال الخليل، تعد رسالة واضحة إلى الاحتلال بأن "المقاومة حاضرة في كل الميادين وهي تضرب وقتما شاءت وكيفما شاءت وهي من تختار الزمان والمكان والكيفية".
وقالت لجان المقاومة في فلسطين، في بيان لها، اليوم السبت، وصل "وكالة سند للأنباء" نسخة منه، إن العمليات في مستوطنتي "غوش عتصيون" و"كرمي تسور" تجسد بكل قوة "إرادة شعبنا ومقاومته وأن الاغتيالات المتواصلة لن تزيده إلا إصراراً وتمسكاً بحقه في المقاومة".
وعقب العملية المزدوجة، باشرت قوات الاحتلال عمليات بحث وتمشيط واسعة خشية وجود مقاومين آخرين، وأطلقت القنابل المضيئة فوق مناطق شمال الخليل، وأغلقت مدخل الخليل الشمالي، ومنعت مركبات المواطنين من العبور.
