سلطت صحيفة "الجارديان" البريطانية على ما تشهده دولة الاحتلال الإسرائيلي منذ ساعات متواصلة من مظاهر غضب شعبي واسعة لنطاق للضغط من أجل إبرام اتفاق لتبادل الأسرى ووقف إطلاق النار في قطاع غزة.
ونبهت الصحيفة إلى إغلاق المئات من المتظاهرين شوارع في "تل أبيب"، مطالبين الحكومة بالتوصل إلى اتفاق لإطلاق سراح الأسرى الإسرائيليين في غزة وسط الغضب واسع النطاق تجاه تعامل الحكومة مع حرب الإبادة.
وذكرت الصحيفة أن المتظاهرين تجمعوا أيضًا عند تقاطع شيلات بالقرب من موديعين وأغلقوا طريقًا في مدينة روش بينا الشمالية.
إضراب عام
وأعلنت الهستدروت، إحدى أقوى النقابات العمالية في البلاد، عن الإضراب ليوم واحد، والذي بدأ في الساعة السادسة صباحًا (بالتوقيت المحلي) من صباح اليوم. ومن غير الواضح عدد الأشخاص الذين سينضمون إلى الإضراب.
ومن المقرر أن تغلق المكاتب الحكومية والبلدية، وكذلك المدارس والعديد من الشركات الخاصة. ومن المقرر أن يغلق مطار بن جوريون الدولي في "إسرائيل" أبوابه في الساعة الثامنة صباحا بالتوقيت المحلي (0600 بتوقيت جرينتش) لفترة غير معلومة.
كما أضرب عمال ميناء حيفا التجاري الرئيسي في "إسرائيل"، في حين لم تعمل المستشفيات إلا بشكل جزئي ولم تعمل العديد من البنوك.
وبالإضافة إلى الاضطرابات التي شهدها مطار بن غوريون صباح اليوم، تم إلغاء خدمات الحافلات والقطار الخفيف في العديد من المناطق في جميع أنحاء دولة الاحتلال، أو أصبحت تعمل جزئيا فقط.
الضغط لتبادل الأسرى
وهذا أول إضراب عام في دولة الاحتلال منذ هجمات طوفان الأقصى في السابع من أكتوبر/تشرين الأول، وسط غضب شعبي واسع النطاق إزاء تعامل الحكومة مع الحرب في غزة بعد اكتشاف جثث ستة أسرى قبل أيام.
وقال رئيس الهستدروت أرنون بار ديفيد في بيان: "توصلت إلى استنتاج مفاده أن تدخلنا فقط هو القادر على هز أولئك الذين يحتاجون إلى الهز، إن الاتفاق (لتبادل الأسرى) لم يتقدم بسبب اعتبارات سياسية وهذا أمر غير مقبول".
وأعلن رؤساء بلديات تل أبيب وجفعتايم القريبة أن البلديات ستضرب عن العمل يوم الاثنين للمطالبة بإعادة الأسرى الإسرائيليين، ومن المتوقع أن تحذو المزيد من البلديات حذوهم.
يأتي هذا الإجراء بعد أن نزل عشرات الآلاف من الإسرائيليين إلى الشوارع ليلة الأحد، وقطعوا طريق أيالون السريع الذي يمر عبر قلب "تل أبيب"، وأشعلوا النيران في الشوارع.
وحاول بضع عشرات من ضباط الشرطة احتواء الاحتجاج لكنهم لم يتمكنوا من صدهم. وذكرت وسائل الإعلام المحلية أنه تم اعتقال 29 شخصًا.
وقد يؤثر الإضراب على المستشفيات وغيرها من الخدمات العامة، مما يكلف الاقتصاد الإسرائيلي ملايين الشواكل.
ولم يتخذ اتحاد الهستدروت مثل هذا الإجراء الجذري منذ مارس/آذار 2023، بسبب خطط نتنياهو المثيرة للجدل لإصلاح القضاء.
وقال محللون إن الغضب الشعبي إزاء مقتل الأسرى الستة قد يشير إلى مستوى جديد من الضغوط السياسية على نتنياهو.
وقالت نومي بار يعقوب، الزميلة المشاركة في برنامج الأمن الدولي في تشاتام هاوس، قبل وقت قصير من احتجاجات يوم الأحد: "أعتقد أن هذا زلزال. هذه ليست مجرد خطوة أخرى في الحرب".
من جهتها قالت حركة "حماس"، إن بنيامين نتنياهو والإدارة الأمريكية المنحازة له مسؤولان عن تعثّر مفاوضات وقف العدوان وإطلاق سراح الأسرى المتبادل.
وأكدت "حماس" في بيانٍ صحفي تلقته "وكالة سند للأنباء"، أن نتنياهو يتحمل المسؤولية الكاملة عن حياة الأسرى الذين قتلوا برصاص جيش الاحتلال في قطاع غزة.
وانتقدت الحركة محاولات نتنياهو لتضليل الرأي العام من خلال استمراره في سياسة الخداع والكذب، مشيرة إلى أن هذه المحاولات لن تعفيه من المسؤولية عن استمرار العدوان الفاشي على قطاع غزة وتعطيل جهود الوسطاء.
وأضافت أن تهديدات نتنياهو باستهداف قادة المقاومة تعكس عمق الأزمة التي يعيشها وافتقاره للحلول، في ظل صمود الشعب ومقاومته البطولية في غزة والضفة الغربية.