في خطوة أثارت جدلًا واسعًا، شكك مسؤولون وخبراء إسرائيليون في صحة ادعاءات جيش الاحتلال بشأن تفكيك لواء رفح، فقد اعتبر المتحدث السابق باسم جيش الاحتلال، رونين مانيليس، أن هذه الادعاءات تثير علامات استفهام كبيرة.
وأوضح "مانيليس" أنه إذا كانت الأهداف العسكرية قد تحققت بالفعل، فإن من المنطقي أن يسحب الجيش قواته، ويسعى إلى إبرام صفقة لإطلاق سراح الأسرى وإنهاء الحرب، بدلًا من الاستمرار في تأكيد إنجاز المهام بينما لا يزال هناك اختطاف للمواطنين.
وأشار "مانيليس" إلى أن إسرائيل تواجه الآن "مفترق طرق" يتطلب اتخاذ قرار حاسم: إما التفاوض على صفقة أو الاستعداد لمواجهة جديدة في الشمال.
ولفت إلى أن الوضع الحالي يعكس فشلًا في تحقيق الأهداف المنشودة، إذ مضى أكثر من عشرة أيام منذ مقتل المخطوفين في النفق دون تحقيق أي تقدم ملحوظ في غزة أو معالجة القضايا الأمنية في الشمال.
من جانبه، أكد المحلل العسكري في القناة الـ13 الإسرائيلية، ألون بن دافيد، أن التصريحات حول تفكيك لواء رفح تتناقض مع الواقع على الأرض، حيث لا تزال فرقتان من بين ثلاث فرق رئيسية تابعة للجيش في قطاع غزة.
وأضاف بن دافيد أن بدء عملية واسعة في لبنان سيكون غير منطقي دون استخدام هذه الفرق.
وفي نفس السياق، أفاد مراسل الشؤون السياسية في القناة 12 الإسرائيلية، ألموغ بوكير، أن حركة حماس لم تستسلم بعد. رغم انخفاض قوتها مقارنة بالسابع من أكتوبر، إلا أنها ما تزال تحتفظ بقدرات كافية لإطلاق الصواريخ واستهداف القوات على حدود القطاع.
ومنذ أشهر، يتهم مسؤولون أمنيون والمعارضة وعائلات الأسرى نتنياهو بعرقلة إبرام اتفاق مع "حماس"؛ خشية انهيار ائتلافه الحاكم وفقدانه منصبه، ويطالبون باستقالته وإجراء انتخابات مبكرة.
وتتصاعد الانتقادات ضدّ رئيس حكومة الاحتلال، بنيامين نتنياهو، تزامنًا مع تحميله مسؤولية مقتل 6 أسرى إسرائيليين لدى المقاومة في غزة، عُثر على جثثهم داخل نفق في منطقة رفح جنوبي القطاع قبل أسبوعين.
ومنذ شهر مايو/أيار وحتى 13 سبتمبر من العام الجاري، قتل 110 إسرائيليين منذ بداية العملية العسكرية في رفح في عمليات ومعارك مختلفة من جبهات القتال.