قالت مـنظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسيف) أن فرق الصحة الميدانية تواصل تجوالها في الشوارع بشمال غزة لتشجيع الأسر على تطعيم أطفالها ضد مرض شلل الأطفال رغم انتهاء الجولة الأولى من حملة التطعيم ضد المرض الذي عاود الظهور في القطاع بعد انقطاع استمر لمدة 25 عاما.
وقالت المنظمة أن الجهود تبذل لتوفير اللقاحات في المراكز الطبية للأطفال الذين لم يتمكنوا من تلقيها خلال الجولة الأولى التي انتهت أمس.
وذكر المتحدث باسم اليونيسيف لمنطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا سليم عويس إن أكثر من مائة ألف طفل في شمال غزة تم تطعيمهم في اليوم الثالث والأخير من الجولة الأولى للحملة حسب الجدول المخطط له.
وقالت السيدة نهى الكيالي، المشرفة على فريق تطعيم ميداني في مخيم جباليا، إن الإقبال اليوم كان جيدا، وأضافت: "الناس يدركون أهمية التطعيم، نأمل أن يتلقى جميع الأطفال لقاحاتهم".
وقالت وكالة الأونروا إن الجولة الأولى من التطعيم ضد شلل الأطفال نجحت في الوصول إلى تغطية تطعيم بنسبة 90 في المائة في جميع أنحاء القطاع، مؤكدة أن التحدي القادم سيكمن في توفير الجرعة الثانية التي ستكون مطلوبة في الأسابيع المقبلة.
من جانبه، أشار المدير العام لمنظمة الصحة العالمية، الدكتور تيدروس أدهانوم غيبريسوس، إلى أن أكثر من 560 ألف طفل دون سن العاشرة تم تطعيمهم ضد شلل الأطفال خلال الجولة الأولى من حملة التطعيم الطارئة في سائر أنحاء غزة.
وقال: "هذا نجاح هائل وسط واقع يومي مأساوي للحياة في جميع أنحاء قطاع غزة، تخيلوا ما يمكن تحقيقه إذا توقف إطلاق النار".
وأعلن المكتب الإعلامي الحكومي بغزة أمس عن تمديد حملة التطعيم ضد شلل الاطفال في أربعة مراكز صحية في غزة والشمال.
يُذكر أن وزارة الصحة أعلنت في 29 تموز/ يوليو المنصرم غزة منطقة وباء لـ "شلل الأطفال" بعد اكتشافه في مياه الصرف الصحي بمحافظتي خانيونس والوسطى؛ ما يُشكل تهديدًا صحيًا لسكان القطاع والدول المجاورة وانتكاسة لبرنامج استئصال شلل الأطفال عالميًا.
وفي ظل العدوان على غزة حذرت منظمات دولية مرارًا من أنّ تدمير الاحتلال للبنية التحتية للمياه والصرف الصحي في قطاع غزة، وإجباره السكان على النزوح والاكتظاظ في مناطق ضيّقة مع حجب إمدادات الغذاء والمياه؛ ما أدى لتصاعد خطير للأمراض والأوبئة القاتلة.