الساعة 00:00 م
السبت 07 يونيو 2025
22° القدس
21° رام الله
21° الخليل
25° غزة
4.74 جنيه إسترليني
4.93 دينار أردني
0.07 جنيه مصري
4 يورو
3.49 دولار أمريكي
4

الأكثر رواجا Trending

ذاكرة العيد تحلّ ضيفة في الخيام والمائدة مجرّد حنين

النساء الحوامل في الحرب.. مواجهة يومية مع نقص الغذاء وتهديد مستمر للحياة

عائلة الشهيد "سليم".. حكاية خوف وفقد ونزوح ختمت بالشهادة

حجم الخط
أطفال شهداء بقصف إسرائيلي  (2).jpeg
غزة- وكالة سند للأنباء

في غزة، تقرأ حكايا الفقد في عيون من بقي على قيد الحياة، ترحل العائلات هناك جملة واحدة أو على فترات، يظن من نجي أن الأصعب قد مرّ، لكن مرارة الفقد تلاحقه في ظل استمرار حرب الإبادة الجماعية التي تشنها "إسرائيل" على قطاع غزة لليوم الـ 374 تواليًا.

عائلة "سليم" من مدينة غزة، فقدت سندها ومعيلها عيد سليم (26 عامًا) شهيدًا في 27 فبراير/ شباط الماضي، تاركًا وراءه زوجته الحامل وطفلتيه، ليعيشوا بعد 6 شهور من الخوف والنزوح والمجاعة والهرب من الموت، أنجبت خلالها زوجته طفلهما "يزن".

لكن الهرب من الموت لا يعني النجاة في غزة، فقد لاحق القصف الإسرائيلي عائلة الشهيد "عيد سليم"، ليلحق زوجته وطفلتيه به، بينما بقي المولود الجديد "يزن" وحيدًا!.

شهيد من الصفوة..

يقول شقيق الشهيد "عيد": "كان أخي من حفظة المصحف وسرد القران الكريم على جلسة واحدة في مشروع صفوة الحفاظ في شهر أغسطس/آب من العام الماضي، رغم إصابته بكسر في الجمجمة إثر حادث سير تعرض له".

ويسرد شقيق الشهيد لـ "وكالة سند للأنباء": "سافر أخي عيد بعد ذلك لأداء العمرة وحصل على منحة لبناء منزل له إثر سرده للقرآن الكريم، لقد كانت حياته مرتبطة بالقرآن.. وعشان هيك ربنا كان مسهل حياته رغم وفاة والدتي منذ 5 سنوات".

ويسترسل: "استشهد أخي عيد قبل رمضان بأسبوع، قصفته الزنانة وهو عائد لمنزله، حرموا عائلته منه كان ينتظر قدوم مولده الجديد.. راح من غير ما يشوفه".

تغيرت حالة عائلة الشهيد "عبد الرحمن" بين عشية وضحاها، 6 أشهر على الغياب لم تطفئ وهج الشوق لزوج ووالد 3 أطفال، كان قدر آخرهم أن يأتي بعد استشهاد والده ويبقى الشاهد الأخير والوحيد لعائلته.

ويوضح شقيق الشهيد: "بعد استشهاده تشتت عائلته بين البيوت هربا من قصف الاحتلال الأعمى للمدينة، وولدت زوجته ابنه يزن بعد أسبوع من استشهاده وأسمته يزن كما كان يريد رحمه الله".

ويُردف: "كانت ابنتاه بتول (5 أعوام)، وسلوى (3 أعوام)، متعلقين بوالدهم كتير، لدرجة أنه كان يصطحب واحدة منهم كل يوم في مركز تحفيظ القران بالمسجد القريب حيث كان يعمل مُحفظا للقران الكريم".

أطفال شهداء بقصف إسرائيلي  (3).jpeg
 

وقبل استشهاد الأم وطفلتيها، كانوا قد عانوا -أسوة بعائلات القطاع- من ويلات الحرب والنزوح المتكرر والمجاعة التي نهشت من أجسادهم، وحرمتهم طفولتهم وحق المسكن الآمن، فاضطروا للنزوح من مكان لآخر في مدينة غزة بحثا عن المكان الآمن، وفق العائلة.

وفي الرابع من سبتمبر/ أيلول الماضي، كانت طفلتا الشهيد "عيد"، وزوجته وأمها على موعد مع اللقاء حيث استهدفت طائرات الاحتلال شقة سكنية بمدينة غزة ارتقوا على إثرها شهداء، فيما ارتقى والد الزوجة ومن تبقى من أشقائها بمجزرة مدرسة الفلاح بعدها بأسبوع ليبقى الشاهد الوحيد على المجزرة الرضيع يزن.

وتسبب حرب الإبادة الجماعية على قطاع غزة بمحو عائلات كاملة من السجل المدني، جراء المجازر الإسرائيلية المتواصلة بحق المدنيين في مختلف أنحاء القطاع، والتي أسفرت عن استشهاد 42 ألفًا و227 شهيدا، بالإضافة لـ 98 ألفًا و464 مصابا بجروح متفاوتة، منذ الـ 7 من أكتوبر 2023 الماضي، وفقا لبيان وزارة الصحة أمس الأحد.

أطفال شهداء بقصف إسرائيلي  (1).jpeg