"ولد في المدرسة واستشهد فيها".. رضيع لم يتجاوز عمره أشهراً قليلة، غدرته مدفعية الاحتلال الإسرائيلي وقطعت عليه رحلة حياته التي كان سيذكر فيها " مكان الميلاد: مدرسة المفتي مخيم إيواء النازحين".
الشهيد الرضيع رضوان كشكو، أحد شهداء مجزرة مدرسة المفتي بمخيم النصيرات للاجئين وسط قطاع غزة، والذي ارتقى من بين 22 شهيداً منهم 15 طفلاً وامرأة، في ليلة حالكة باغتتهم فيها مدفعية الاحتلال الإسرائيلي وهُم نيام.
وخلال متابعة "وكالة سند للأنباء"، تصدّر مواقع التواصل الاجتماعي، فيديو الشهيد الرضيع "كشكو"، تحت عنوان " ولد في المدرسة واستشهد فيها"، وهو الذي أنجبته والدته خلال نزوحها في الحرب على غزة داخل مدرسة الإيواء، وما هي إلا أشهر قليلة، حتى استشهد في المكان نفسه.
الطفل الرضيع رضوان كشكو، وُلد في المدرسة واستشهد فيها جراء استهداف قوات الاحتلال الإسرائيلي لمدرسة المفتي شمال مخيم النصيرات وسط قطاع غزة. pic.twitter.com/SVkQ9IOImO
— أنس الشريف Anas Al-Sharif (@AnasAlSharif0) October 13, 2024
استهداف الرُضَّع..
وبمرور عام على الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة، لا زال جيش الاحتلال الإسرائيلي يستهدف الآمنين والمدنيين في خيامهم وبيوتهم، دون تفريق بين صغير وكبير، ذكر وأنثى، ومن بينهم الأطفال الرُّضَّع.
وحتى منتصف أغسطس/ آب الماضي، أعلنت وزارة الصحة عن ارتفاع عدد الأطفال الرضع الذين استشهدوا في حرب الإبادة الجماعية إلى 115 طفلًا.
◻️ (115) طفلاً رضيعاً وُلِدوا واستشهدوا على يد الاحتلال النازي "الإسرائيلي" خلال حرب الإبادة الجماعية، بينهم (53 طفلاً ذكراً، و62 طفلةً أنثى) .#وللحديث_بقايا pic.twitter.com/Ovqvr1I5CO
— إسماعيل الثوابتة #غزة (@ismailalthwabta) August 13, 2024
وكان من ضمن الشهداء الرضَّع التوأم "إيسل وأيسر" اللذين استشهدا رفقة والدتهما في غارة إسرائيلية استهدفت منزلهم في دير البلح، وذلك قبل أن يستخرج لهم والدهم شهادة الميلاد.
يا الله، مقطع مؤلم وتفاصيل الحكاية قاتلة.
— Tamer | تامر (@tamerqdh) August 13, 2024
محمد أبو القمصان، النازح من شمال قطاع غزة إلى مدينة دير البلح في وسط القطاع، ذهب لاستخراج شهادات ميلاد لطفليه اللذين ولدا قبل أربعة أيام. وعندما عاد، وجدهم قد قُتلوا مع زوجته في غارة إسرائيلية على منزلهم.
قبل أربعة أيام، كان سعيداً جداً… pic.twitter.com/7LLlI5xXdZ
استهداف مراكز الإيواء..
وفي إطار استهداف مدرسة "المفتي" أفاد مستشفى العودة في بيان له إبان المجزرة المروعة بحق النازحين، أن 22 فلسطينيا استشهدوا وأصيب آخرون جراء القصف الإسرائيلي من مدفعية الاحتلال الذي استهدف المدرسة.
بدوره قال المكتب الإعلامي الحكومي، إن جيش الاحتلال الإسرائيلي ارتكب مجزرة وحشية جديدة بقصف مدرسة "المُفتي" للنازحين في مخيم النصيرات راح ضحيتها 22 شهيدًا بينهم 15 طفلاً وامرأة إضافة إلى 80 إصابة.
وأضاف أن "جيش الاحتلال كان على علم بأن مدرسة المُفتي تضم آلاف النازحين الأطفال والنساء الذين شردهم من منازلهم وقصف أحياءهم المدنية، وقام بقصف المدرسة رغم أنها في منطقة لم يصنفها الاحتلال بأنها منطقة قتال".
ورفعت هذه المجزرة عدد مراكز الإيواء والنزوح التي قصفها الاحتلال الإسرائيلي إلى 191 مركزًا، وتضم هذه المراكز مئات آلاف النازحين المشردين بفعل حرب الإبادة الجماعية التي يشنها جيش الاحتلال ضد شعبنا الفلسطيني، وفقاً للإعلامي الحكومي.
وتأتي هذه الجريمة الجديدة بالتزامن مع صعوبة الواقع الصحي في المحافظة الوسطى، التي يقطنها حاليًا أكثر من مليون إنسان، علماً أن مستشفى شهداء الأقصى غير قادر على تقديم الخدمة الصحية والطبية بشكل جيد لكل هذه الأعداد الهائلة من النازحين؛ نتيجة الاكتظاظ الكبير والإصابات الكثيرة التي تصل على مدار الساعة على مدار سنة كاملة من حرب الإبادة الجماعية.
معاناة النزوح..
ومنذ بداية الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة يواجه الفلسطينيون معاناة النزوح، حيث يأمر جيش الاحتلال الإسرائيلي أهالي مناطق وأحياء سكنية بإخلائها استعدادا لقصفها وتدميرها والتوغل داخلها.
ويضطر الفلسطينيون خلال نزوحهم إلى اللجوء لمنازل أقربائهم أو معارفهم، والبعض يقيم خياما في الشوارع والمدارس أو أماكن أخرى مثل السجون ومدن الألعاب، في ظل ظروف إنسانية صعبة حيث لا تتوفر المياه ولا الأطعمة الكافية، وتنتشر الأمراض.