قالت صحيفة "وول ستريت جورنال" الأمريكية، إن اغتيال رئيس المكتب السياسي لحركة المقاومة الإسلامية (حماس) يحيى السنوار يشكل "ضربة" للمقاومة الفلسطينية لكنها ستنقلب على "إسرائيل".
وأبرزت الصحيفة استشهاد السنوار في جنوب قطاع غزة يوم الأربعاء، بعد أن كان أكثر المطلوبين لدولة الاحتلال الإسرائيلي، ويُتوقع أن يؤدي اغتياله إلى زيادة الضغوط على الحكومة الإسرائيلية لإنهاء حرب الإبادة الجماعية والتوصل إلى اتفاق تبادل للأسرى.
وذكرت الصحيفة أن هذا الحدث يعتبر نصرا لرئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، باعتبار أن السنوار يعد المهندس الرئيسي لهجوم طوفان الأقصى في 7 أكتوبر 2023، والذي وجه أكبر ضربة استراتيجية لدولة الاحتلال.
مصدر لإلهام لأجيال
قال إليئور ليفي، الصحفي والمحلل الإسرائيلي، تعليقًا على اغتيال السنوار، إنه ظهر يقاتل حتى اللحظة الأخيرة، وحتى آخر قطرة دم، حتى وهو مصاب. وبالتأكيد ليس مهانًا.
وأكد ليفي أن السنوار أصبح أسطورة؛ وشخصية أكبر بكثير من الشخص نفسه، وأي عملية تصفية لن تغير هذا حتى لأجيال قادمة.
وأضاف: "يجب أن نقول: نحن - كإسرائيليين - نواجه صعوبة في فهم حماس".
حماس غير قابلة للانكسار
أكدت كبرى وسائل الإعلام الدولية أن حماس والمقاومة الفلسطينية غير قابلة للانكسار أو التدمير حتى بعد عام من حرب الإبادة واغتيال قادة كبار في الحركة.
إذ أن الاغتيالات التي نفذتها دولة الاحتلال ضد قيادات بارزة في حماس والمقاومة لن تسقط راية الحركة أو تجعلها قابلة للانكسار.
وقالت وسائل الإعلام الدولية إن "تاريخ حماس وتطور فصائل المقاومة الفلسطينية على مر العقود ومنطق التمرد بشكل عام يشير إلى أن حماس لن تنجو فحسب، بل قد تخرج أقوى سياسيًا" من الحرب الحالية.
ويرى المحللون والمراقبون الإقليميون الذين يتواصلون مع قادة حماس أن الضربات الأخيرة التي تعرضت لها الحركة، بما في ذلك اغتيال السنوار من وقبله إسماعيل هنية، تقدم للقوات الإسرائيلية انتصارًا قصير المدى على حساب النجاح الاستراتيجي طويل المدى.
النصر الحتمي
ويمثل نجاح حماس في مواجهة قوة عسكرية أكبر نصرا حتميا، مما يمنحها فرصة للاستمرار والبقاء.
فالبعض قد يعتقد أن الضغوط ستجبر حماس على تقديم تنازلات، لكن الحركة تستمر في الحفاظ على دعمها بين الفلسطينيين خارج غزة. ومع استمرار الاحتلال، ستظل المقاومة حاضرة، سواء كانت بقيادة حماس أو غيرها.
وسبق أن كشف تحقيق لشبكة سي إن إن الأمريكية أن ما يقرب من نصف الكتائب العسكرية التابعة لحركة حماس في شمال ووسط قطاع غزة أعادت بناء قدراتها القتالية.
وفقًا لتحليلات مشروع التهديدات الحرجة التابع لمعهد "أميركان إنتربرايز" ومعهد دراسة الحرب وشبكة سي إن إن، إن كلام رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو عن أن النصر على حماس اقترب تناقضه الوقائع على الأرض من تحليل للعمليات العسكرية الجارية والصور الملتقطة والمقابلات مع خبراء وشهود عيان.
ونقلت الشبكة الأمريكية عن خبراء عسكريين أميركيين قولهم إن طريقة دولة الاحتلال الإسرائيلي في الحرب، والتي اتسمت بحملة قصف قاسية وغياب خطة لما بعد الحرب، ساعدت في تحفيز حركة حماس على الظهور مجددا وبل ضمان وجودها القوى.
وقال ضابط إسرائيلي متقاعد رفيع المستوى إن حركة "حماس" بدأت عملية تجنيد قبل 3 أو 4 أشهر، شملت بضعة آلاف.
وذكرت أن نتنياهو تعهد مرارا ب"الانتصار الكامل" في غزة لكن البيانات على الأرض ترسم صورة مختلفة تماما وتؤكد عودة حماس إلى الواجهة بشكل كبير.
وذكرت الشبكة أن الجيش الإسرائيلي يعتقد أن هناك 24 كتيبة تابعة لحماس منتشرة في قطاع غزة حيث تم تحليل 1 كتيبة منهم في شمال ووسط القطاع كونها المناطق الأكثر استهدافا من جيش الاحتلال.
وزعمت أن التحليلات تظهر أنه تم تدمير كتيبتين فقط لحماس فيما غالبية الكتائب فعالية في القتال ولا تزال قادرة على تنفيذ مهام ضد القوات الإسرائيلية.
وأشارت الشبكة إلى أنه في منطقة جباليا تظهر مشاكل الجيش الإسرائيلي بوضوح، إن أعلن سابقا أنه دمر الكتائب الثلاثة لحماس في المتمركزة فيه منذ ديسمبر الماضي، لكنه واجه مقاومة شرسة عندما توغل في المنطقة نفسها في مايو الماضي.
وأضافت أن هذا الواقع في جباليا ينطبق على باقي مناطق قطاع غزة حيث تبقي المقاومة قوية وفاعلة وقادرة على إعادة بناء قدراتها رغم الضربات الإسرائيلية المكثفة.